قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وصل الي اسرائيل أمس قادما من المملكة العربية السعودية إنه يمكن عقد صفقة سلام شاملة بين الاسرائيليين والفلسطينيين خلال زيارته للمنطقة. وقال إن أمريكا لديها رؤية للسلام والأمن والرخاء في الشرق الأوسط وفي العالم كله. هل يقدر ترامب علي تحقيق أحلامه بعقد صفقة سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين في ظل التعنت الاسرائيلي وسياسة تل ابيب منذ احتلال فلسطين واقامة دولتهم علي أراضيها بالقوة الجبرية والاعتراف بحكومة تل ابيب عام .1948 يقيني أن اسرائيل لن تتنازل عن شبر واحد من الأرض التي احتلتها عام ..1967 وسياستها أن تتمسك بهذه الأرض في ظل أمنياتها بالتوسع فيها من النيل إلي الفرات. والسؤال هو: هل يرضي العرب بالتنازل عن أرض فلسطين التي احتلت في العام المشار إليه.. والتنازل عن هضبة الجولان لسوريا لصالح اسرائيل التي اكدت اكثر من مرة أنها لن تفرط في الأرض التي احتلتها عام 1967 وفي هضبة الجولان؟! قالت وكالات الأنباء إنه قبل زيارة ترامب لاسرائيل قامت تل ابيب بتقديم بعض التنازلات الاقتصادية للفلسطينيين والتي كان ترامب قد طالب بها قبل ساعات من الزيارة. وكالة "رويترز" ذكرت أن مجلس الوزراء الاسرائيلي الأمني المصغر أقر رزمة من التسهيلات الاقتصادية لمناطق السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية.. ووافق علي تشكيل لجنة لفحص تقنين مواقع استيطانية بنيت دون موافقة رسمية في تلك الضفة. وتشمل التسهيلات التصديق علي بناء المنطقة الصناعية ب"الجلمة" القريبة من جنين. و"ترقوميا" بالخليل.. بالاضافة الي السماح ببناء مباني فلسطينية بالمناطق المصنفة "C" حسب اتفاقية أوسلو. قال بيان للحكومة الاسرائيلية إن مجلس الوزراء الأمني وافق علي اجراءات اقتصادية تيسر الحياة المدنية اليومية للسلطة الفلسطينية بعد أن طلب ترامب رؤية بعض خطوات بناء الثقة!! في حين نقلت "رويترز" عن مصدر دبلوماسي اسرائيلي "أن هذه التنازلات قبل زيارة ترامب لا تضر بمصالح اسرائيل". وفي السياق ذاته. قالت اسرائيل انها ستخفف القيود علي البناء الفلسطيني في المناطق التي تحتفظ فيها بالسيطرة الشاملة والمتاخمة حصريا لمناطق حضرية فلسطينية. وكان مستوطنون اسرائيليون علي مدار عقود طويلة قد قاموا ببناء عشرات المواقع الاستيطانية علي التلال دون الحصول علي موافقة الحكومة. نقاط الخلاف التي ستواجه ترامب: * معظم دول العالم تعتبر أن جميع المستوطنات الاسرائيلية بما في ذلك التي شيدت بموافقة رسمية من حكومة تل ابيب غير قانونية.. لكن اسرائيل ترفض ذلك بحجة أن مصالحها الأمنية تقتضيها.. ومستندة أيضا الي "روابطها التاريخية والسياسية بالأرض"!! وهي "الحجة ذاتها التي يؤكدها الفلسطينيون" في تمسكهم بأرضهم. * يعد اصرار بنيامين نتنياهو علي اعتراف الفلسطينيين بيهودية اسرائيل من أهم نقاط الخلاف الرئيسية بين الجانبين.. وهو ما يرفضه الفلسطينيون. * البناء الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربية الذي ترفضه فلسطين.. وذكرت صحيفة معاريف الاسرائيلية أن الولاياتالمتحدة رفضت طلب تقدم به رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال زيارته لواشنطن مؤخرا بالضغط علي اسرائيل لتجميد الاستيطان. * تصر اسرائيل علي أن تكون "القدس" عاصمة لها.. بينما يرفض الفلسطينيون والعرب هذا الأمر ويصرون في نفس الوقت علي أن تكون القدسالشرقية عاصمة لفلسطين. هل بعد تعنت اسرائيل والاصرار علي موقفها.. وتمسك الفلسطينيين والعرب بحقوقهم المشروعة في فلسطين يستطيع ترامب وسط هذه الأجواء أن يحل مشكلة السلام بين الجانبين؟! أعتقد كما يعتقد الكثيرون أنه من المستحيل ذلك!!