* * لم يعد خافيا علي كل ذي عقل وعين ومحب للوطن أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يمتلك كل مقومات الزعامة والقيادة وأنه صاحب رؤية ثاقبة حقيقية لانقاذ الوطن الذي كان ينتظره مصير مجهول ليلحق بمصير ليبيا واليمن وتونس وسوريا فيما كان يسمي بالربيع العربي تلك المؤامرة الكبري التي خططت لها بعض دول الغرب بمساعدة الجماعة الإرهابية في بداية عام 2011. وكانت ثورة 30 يونيه 2013 هي ثورة انقاذ الوطن بفضل الشعب المصري وجيشه العظيم الباسل وشرطته الوطنية.. وبرز الدور البطولي للجيش المصري وقائده الفذ الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي انحاز لثورة الشعب المصري الذي خرج بأكثر من 33 مليونا يرفض حكم مرشد الإخوان وجماعته الإرهابية. ومنذ أن تولي الرئيس السيسي رئاسة الجمهورية وضع نصب عينيه مسئولية الحفاظ علي الوطن وتثبيت دعائمه وأركانه وإعادة بنائه مهما كانت التضحيات والتحديات والصعاب. شرع الرئيس السيسي في تنفيذ كل ما وعد به الشعب حينما استدعاه لقيادة سفينة الوطن.. نشاهد المشروعات والانجازات التي تتحقق كل يوم علي أرض الواقع.. كما انه اتخذ العديد من القرارات الجريئة لاصلاح الاقتصاد والتي تأخرت عشرات السنين ولم يلتفت الرئيس السيسي إلي مقولات البعض بأن اتخاذ مثل هذه القرارات الجريئة قد تؤثر في شعبية الرئيس السيسي لأنه يؤمن بأن الحفاظ علي الوطن وبنائه ونهضته ومستقبله أهم مليون مرة من الفوز بشعبية لا تبني وطنا ولا تحافظ عليه. هذا ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي في حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية الثلاث ¢الجمهورية والأهرام والأخبار¢ وذلك في رده علي سؤال. سيادة الرئيس.. هل تشعر بأن غلاء الأسعار أدي إلي انخفاض شعبيتك أم أن وسائل التعبير الجماهيرية عنها قد خفتت بالقياس لما كان عند نزول الناس إلي الشارع للمطالبة بترشحك لانتخابات الرئاسة؟ قال الرئيس: "إذا خشينا من الاصلاح وضريبته علي شعبية رئيس أو فرصة رئاسة أخري نكون قد أخطأنا في حق وطن ومستقبل ابنائه.. ثم من يعرف من سيأتي غدا.. ان هذا أمر بيد الله". حسابات السلطة عند البعض تقول: هل هناك أحد يتخذ إجراءات اقتصادية في هذا التوقيت؟.. أليس من الأفضل تأجيلها؟.. لكن المسألة ليست سلطة إنما اختيار.. فالشعب يختار ببصيرته والحاكم هو الذي يحدد مصير الدولة بقراراته وعلينا أن نسترجع مسار الدولة المصرية في مائة عام سابقة الآن الشعب يستطيع أن يختار ما يشاء ولن أكون أحرص من الشعب علي مصلحته وأنا واحد من أفراده. وأضاف الرئيس قائلا: "وبدون شك محبة الناس أمر يتمناه كل إنسان فمن منا يكره محبة الناس أم لا يسعي إليها؟.. لكن ياتري ما الأهم: الشعبية أم مصر ومستقبلها؟.. الشعبية المؤقتة أم ما سيقوله الناس بعد سنوات طويلة والأهم السؤال أمام الله وهل حافظت علي الأمانة؟" الناس تفهم وتشعر ممكن أن يكون المواطن متضايقا من الغلاء وسوء الخدمات لكنه يعلم أن التركة ثقيلة وصعبة وأنها تتطلب وقتا وجهدا وتضحية والمواطن نفسه في قلب التضحية ثم بعد حين حينما يخرج من أزمة الأسعار سيتساءل كيف خرجنا من ارتفاع الأسعار وسوء الخدمات. وتساءل الرئيس قائلا: "هل معقول أن يحدث هذا؟.. نعم بالأسلوب الذي نسير عليه فهناك ضريبة مستحقة للانتقال إلي الأفضل.. وما أقوله ليس كلام خداع أو تخدير إنما هو مسار النجاح". لقد تضمن حوار الرئيس عبد الفتاح السيسي لرؤساء تحرير الصحف القومية الثلاث الكثير من الرسائل المتضمنة كل الوضوح والمكاشفة والصراحة والتفاؤل والأمل والحلم والعمل والبناء لمستقبل مشرق مزدهر ومن هذه الرسائل ما قاله الرئيس السيسي من أن عدم الاعتراف بوجود أوجه قصور هو خداع للناس.. مشيرا إلي رفضه عبارة "كله تمام" التي يري أنها خداع لنفسه.. مؤكدا أن أسلوب إداراته لا يسمح لأي مسئول بأن يعطي انطباعا غير حقيقي. ومن رسائل المكاشفة والشفافية قول الرئيس السيسي إنه سيقدم كشف حساب تفصيلي في يناير أو فبراير المقبل يتناول ما كانت عليه الأوضاع يوم أن تسلم السلطة وما تم انجازه حتي تتضح الصورة تماما قبل انتخابات الرئاسة المقرر لها منتصف العام المقبل. ومن رسائل التفاؤل بالمستقبل وثقته الكاملة في فهم الشعب لما يجري تأكيده انه سوف يستمر في التواصل مع الشعب مباشرة حتي يصل بأفكاره وسياساته إلي الجميع وحتي يشعر المواطنون ان قنوات الاتصال مع رأس الدولة رئيس الجمهورية لا تحدها حدود. لقد كان الرئيس عبد الفتاح السيسي صادقا حينما قال: بوضوح الحقيقة كنت أري حجم المسئولية.. وأدرك قدر العبء بكل الصعوبة التي وجدتها منذ البداية. نعم القائد والزعيم والرئيس الذي تحمل مسئولية انقاذ الوطن.. وتحمل بكل جسارة وجرأة ووطنية مسئولية تثبيت دعائم الوطن وبناء مستقبله.. حتي تحيا مصر.