اتخذت قراراً نهائياً. لن أرجع عنه أبداً.. وهو أنني لن أصدق أحداً أبداً.. لا استثناء. ولا نقض لهذا الحكم ولا استئناف ولا أي درجة من درجات التقاضي.. سأعد أصابعي بعد كل مصافحة لأي امرئ عربي.. وقد سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: نعم.. أيكون المؤمن جباناً؟ قال: نعم.. أيكون المؤمن كذاباً؟ قال: لا.. "كدة خلاص".. لا يوجد في هذه الأمة مؤمنون.. لا يوجد مؤمن مسلم ولا يوجد مؤمن مسيحي ولا يوجد مؤمن يهودي "مافيش مؤمنين".. التح ما شئت فأنت كذاب.. تحجبي وانتقبي ما شئت فأنت كذابة.. عارض ما شئت فأنت كذاب.. أيد ووال ما شئت فأنت كذاب.. احلف بأغلظ الأيمان ما شئت فأنت كذاب. تحت يدي الآن احصائية أو استقصاء أو دراسة. سمها ما شئت. لكنها في كل الأحوال وبكل أسمائها صادمة مفزعة مقززة مقرفة عنوانها "النساء علي المواقع الإباحية" أنواعهن.. ديانتهن.. مناطقهن.. أعمارهن.. وسأعفي نفسي وأعفيكم من الأرقام الصادمة ونوعية العلاقات المقرفة.. والدخول العابر وهو قليل جداً.. والدخول من أجل الجنس وهو الأكثر كثيراً جداً.. وسأقفز إلي النتائج فوراً بعيداً عن الأرقام والنسب التي أبكتني.. وأولها أن العرب أكثر أمم العالم وشعوب الدنيا ارتياداً للمواقع الإباحية.. وآه وألف آه عندما تكون مصر في المرتبة الأولي عربياً.. ويكون لبنان في المرتبة الأخيرة عربياً.. ومليون آه عندما يكون أهل اللحي والنقاب والحجاب أكثر الفئات ارتياداً لهذه المواقع.. "كفاية كدة".. وهذا هو الكذب الذي أعنيه.. هذا هو الزيف الذي أقصده.. كل شيء يمكن قبول الزيف فيه أو حتي اكتشافه.. زيف العملات.. زيف المعارضة.. زيف الموالاة.. زيف السياسة.. زيف الاقتصاد.. الطبيب المزيف والمحامي المزيف والصحفي المزيف والإعلامي المزيف.. حتي الخمور المضروبة والمخدرات المضروبة.. "كله ماشي واعتدناه".. لكن الطامة الكبري أن يكون الدين مضروباً والتدين مزيفاً. الطامة الكبري والحالقة أن تكون الدعارة دينية.. هنا لابد أن نجلس القرفصاء ونضرب كفاً بكف في انتظار الساعة.. عندما يصل الزيف والكذب والغش إلي الدين "تبقي خربت".. عندما يكون الشعار "ماعندناش بس إيه رأيك في النظام".. المركز التجاري براق ويلمع ويتلألأ وذهب الرجل يسأل عن "الفراخ".. فقالوا له طلبك في الدور الثاني.. ثم في الدور الثالث.. ثم في الرابع.. وهناك قالوا له: "هو إحنا ما عندناش فراخ.. بس إيه رأيك في النظام؟".. كل شيء في مكانه.. حتي اللاشيء في مكانه.. "ما عندناش دين.. بس إيه رأيك في اللحية والنقاب والحجاب؟".. ماعندناش فضيلة ولا أخلاق.. بس إيه رأيك في المقال والأسلوب والمحاضرة؟. الدين يحرم الغش في السلع وفي الكلام.. يحرم الكذب.. يحرم النفاق في كل الأمور.. فما بالنا والدين نفسه صار مغشوشاً ومضروباً وكذاباً.. ما بالنا والواعظ الشيخ داعر وفاجر.. ما ر أينا والشيخة المحجبة والمتخمرة والمنتقبة فاجرة وداعرة. وهنا لابد أن نغني مع أحمد رامي ورياض السنباطي وأم كلثوم: أروح لمين وأقول يا مين ينصفني منك؟.. ما هو انت فرحي وانت جرحي وكله منك. ما بالنا بخطيب جمعة يبكي ويبكينا ثم يمارس الرذيلة علي قارعة الطريق وفي المواقع الإباحية.. ويقولون مع ياسر برهامي إن فتاة الشرقية تستحق التحرش لأنها كاسية عارية مجرمة طب والمتغطية يا مولانا؟.. المحجبة المنتقبة والملتحي ذو الجلباب القصير علي المواقع الإباحية.. أليس هؤلاء أخطر وأضل سبيلا؟ إذا كان الاختيار بين شرين.. لا بين خير وشر.. فأنا أختار الشر الواضح الكاسي العاري.. وأرفض الشر المستتر والدعارة "المتغطية". قدرنا أن نختار بين شرين.. لا بين خير وشر.. قدرنا أن نختار بين السييء والأسوأ.. والنار والرمضاء.. الناس في بلدي وفي أمتي مزكومون وفاقدون لحاسة الشم عندما يتعلق الأمر برائحتهم الكريهة والعفنة.. لكن حاسة الشم عندهم قوية جداً أقوي من حاسة الشم عند الكلاب.. عندما يتعلق الأمر بروائح غيرهم الكريهة.. وهنا استحضر واستدعي قول الشاعر العراقي الراحل مظفر النواب: "ما أوسخنا.. ما أوسخنا.. ما أوسخنا.. ونكابر واستدعي قبله وبعده قول سيدنا عيسي عليه السلام: من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أو فليرجمها بحجر.. "جدعان جداً إحنا في ذم الغير ولومه" ولا نشم رائحتنا.. واقرأوا وتدبروا قول الله تعالي: "... ويوم القيامة تري الذين كذبوا علي الله وجوههم مسودة".. "سورة الزمر: الآية 60".. والذين يكذبون علي الله أخطر الكذابين.. هم شياطين وعاظ.. وأباليس دعاة.. ومردة شيوخ وخطباء منابر وكتاب صحفيون وجهاديون وسلفيون وإخوان. هؤلاء هم الذين يخادعون الله ورسوله وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون.. هم الذين يبررون خطاياهم وسفالاتهم ودعارتهم بأنها زلة أو لمم.. أو ضعف بشري.. ويرون لمم الآخرين كبائر وزلات الآخرين هاوية.. وفي الأثر "إذا لم تستح فافعل ما شئت".. ما معناه؟ معناه إذا لم تستح من الله في السر فافعل ما شئت في العلن.. لكن ألا تستحي من الله.. وتستحي فقط من الناس. فلك لعمري أشد أنواع الفجور.. والعبارة الشهيرة التي يقولها الفجار والداعرون.. "المهم ما حدش يشوفنا ولا يسمعنا".. لكن الله لا يهم.. "مش مشكلة".. "الحب مش حرام".. والحب لم يعد له معني آخرآخر سوي الجنس الحرام.. ماذا أفعل؟ أين المفر؟ شاع الكذب يا قوم.. وأخطره علي الإطلاق الكذب علي الله.. "القماشة العربية اتهرت" لم تعد تصلح لشيء.. لم تعد صالحة لأن نفصل منها ديناً وجلباباً قصيراً ونقاباً وحجاباً.. لم تعد صالحة لأن نفصل منها سياسة وثقافة ومعارضة وموالاة وصحافة وإعلاماً.. والأدهي أننا نتحدث عن التفسخ الاجتماعي والجنس الصريح وبيوت الدعارة في الغرب. في الغرب.. كل العناوين واضحة.. هنا بيت دعارة.. هنا مسجد.. هناك لحم خنزير.. هناك لحم حلال.. وفي الدول العربية لا تعرف أين الدعارة وشققها.. ربما تكون شقة جارك للدعارة وتراه بجوارك في المسجد.. والدعارة دعارة بكل درجاتها.. دعارة افتراضية أو دعارة صريحة.. أو دعارة سياسية أو دعارة معارضة أو دعارة موالاة أو دعارة صحفية وإعلامية.. وقراري النهائي.. لن أصدق أحداً حتي نفسي.. وأغنيتي التي أشد معها شعري وأرفع بها ضغطي "أروح لمين.. وأقول لمين.. ينصفني منك؟".