فوجئت كما فوجئ غيري بالتصريحات الصادمة لأحد المشايخ حول فساد العقيدة المسيحية وهو رغم أنه تقدم باعتذار إلا أنه وقع في جرم كبير يستحق عليه العقاب والمساءلة حتي وإن كان ما يقوله سبق أن قاله غيره ولم يحاسب خاصة ونحن نعيش ومنذ ثورة يناير حالة من عدم الاحساس بالمسئولية تجاه الوطن وقضاياه المصيرية التي إما أن نتصدي لها بحسم أو فقل علينا وعلي الأجيال القادمة السلام. والأخ سالم عبدالجليل حتي وإن كان أزهرياً أو فقهياً لا يدرك أنه يعيش في وطن يعيش حالة من الحرب علي الإرهاب الذي يرجع في المقام الأول بسبب آراء بعيدة عن الدين بل هي اجتهادات لبشر مثله قد يصيبون وقد يخطئون فالبشر غير معصومين من الخطأ ولم نسمع أن الرسول صلوات الله عليه كفر سابقيه أو قال إن موسي وعيسي عليهما السلام قد جاءا برسالات فاسدة بل كان القرآن الكريم وحامل رسالة الإسلام الأكثر رحمة ورفقاً بالديانات الأخري. ولم يأمرنا القرآن أو الإسلام أن نقول لأصحاب الديانات الأخري أن عقائدهم فاسدة بل قال "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" ولم يقل من المشركين أو الكافرين أو العصاة أو المجرمين ولكن لأن الإعلام تحول إلي تجارة الغرض الأساسي منها هو الربح وتكوين ثروات فطبيعي أن تتحول الشاشات إلي مثيري الأقاويل والفتن وإشعال الحرائق في المجتمع. لهذا فليس من الغريب أن يتصدر المشهد الإعلامي مثل هؤلاء ممن لا يفكرون حتي في قيمة أن يزور بابا الفاتيكان مصر ومدي تأثير تلك الزيارة علي مصر داخلياً وخارجياً وأسأل الشيخ ماذا لو كنت تشجع فريق كرة ألن تقول لمشجعي الفريق المنافس إنك ستكون خاسراً بتشجيعك لهذا الفريق؟ مع الفارق في التشبيه. إذن ما فعله الشيخ وقبله رئيس جامعة الأزهر "المقال" من تكفير لباحث حتي ولو يختلف الناس معه وجهان لعملة واحدة هي ما بحت أصواتنا جميعاً من أجله وهو تجديد الخطاب الديني وإعطاء أمر الدعوة لمتعلمين ومثقفين مدركين للظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نعيش فيها.. فالأوطان لا تبني علي أيدي المدعين أو المتطرفين.. الأوطان تبني بتربية العقول والنفوس والعمل بجد وإخلاص وحب حقيقي للوطن الذي نستظل به بدلاً من البوم والخراب الذي يحيط بنا من كل جانب.