من عمل في الأقاليم الثقافية . سوف يعرف تماما أن المحافظات التي تنتمي بالطبع لوزارة التنمية المحلية هي الظهير الأساسي للفروع الثقافية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة . وأن المحافظات تتحرك ثقافيا طبقا لتصور المحافظ الموجود علي علي رأس الهرم الغارق في المشاكل المحلية اليومية » فبعض المحافظين يعتبر مدير عام الثقافة في محافظته مثل الوردة التي لا دور لها الا أن تزين - قليلا- بذلته . ولا دور أكثر من حضور بعض الاحتفالات هنا أو هناك . ومنهم من يؤمن تماما بأهمية دور الثقافة في التنمية في محافظته. ويسعي لتذليل أي عقبات تقابل الفرع الثقافي. وأذكر منهم المستشار عدلي حسين الذي كان ينعت الثقافة بأنها الشيء الحلو و يدعمها بكل ما أوتي من دعم من صندوق الخدمات . ومنهم من يرفض حتي مجرد استقبال مدير عام الثقافة ليطرح عليه أي أفكار . فمشاكل النظافة و الصرف الصحي والمياه والمرور والباعة الجائلين. وغير ذلك. أكثر أو أقل أهمية يشغل حيزا كبيرا من تفكيره اليومي . وكما يقول القانونيون التمهيد جزء لا يتجزأ من المتن . فالحدث الذي استدعي هذا المقال . لقاء - في تصوري- يعتبر لقاء السحاب بين وزيري الثقافة الكاتب الكبير حلمي النمنم و الدكتور والمثقف هشام الشريف وزير التنمية المحلية . وبحضور الدكتور حاتم ربيع الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة ونخبة من أهم مثقفي ومفكري وكتاب واعلامي مصر . وذلك لتفعيل البرتوكول الذي تم توقيعه بين الدكتور جابر عصفور واللواء عادل لبيب كما أكد وزير الثقافة . وهذا شيء طيب ليحقق المنظومة الثقافية التي طالما بح صوت المحبين للعمل الثقافي لكي تنفذ . هذا التقارب بين الوزارتين سوف يحقق بالطبع طفرة مهمة لمساعدة وزارة الثقافة في عملها ويحقق في الوقت نفسه هدف التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية الذي يسعي له وزير التنمية المحلية في الفري بصفة خاصة والمحليات بصفة عامة . وقبل أن يبدأ وزير التنمية المحلية في مشروع الألف مكتبة الذي يود أن يبدأ بها فكرة مكتبة في كل قرية . عليه مشكورا أن يراجع مواقف المحافظين من فكرة الثقافة نفسها . ويؤكد علي الفلسفة الجديدة المهمة للوزارة . والتي يعرف أنها أقصر الطرق . رغم أنها طويلة الأمد. حتي ترسخ في نفوس الناس » كبيرا وصغيرا. وأجزم أن مشروع الألف مكتبة الذي طرحه من الممكن أن يتحقق بعدة طرق. حتي دون أن ننشئ مكتبات جديدة . ونكلف ميزانية الدولة أي أعباء اضافية. وقد بدأت تلك التجربة في قصور الثقافة عام 2013 حين كنت رئيسا لاقليم شرق الدلتا. ومعتمدا علي عدة أشياء » أولا تبرعات بعض المحبين للثقافة بمواقع لعمل مكتبات ثقافية بها . وكان الدكتور سعيد اللاوندي الكاتب الكبير بالأهرام أول من بدأ . فتبرع بقاعتين في قريته كفر المهندس بالدقهلية وتم افتتاح المكتبة بحضور الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة وقتها . ثانيا . خصصت بعض الأندية الرياضة قاعات عندها مثل المقاولين العرب . وتم عمل بيت ثقافة المقاولين العرب . كما رحب نادي الترسانة ونادي المهندسين بالجيزة » ثالثا. خصصت بعض مراكز الشباب في عدد من المحافظات قاعات لعمل بيوت للثقافة عندها مثل مركز شباب تفتيش السرو ومركز شباب البصارتة بدمياط » رابعا. وافقت بعض جمعيات التنمية المحلية في القري علي تخصيص أماكن لعمل مكتبات وبيوت ثقافة مثل جمعية المجتمع المحلي بقرية كفر أبو محمود بأشمون منوفية وأرسلت جمعية قرية مجول بسمنود غربية طلبا للموافقة علي ذلك . خامسا» الحصول علي بعض الأماكن التي تعرضت للسرقة والحرق و كانت مخصصة لجمعية الرعاية المتكاملة أو لمقار الحزب الوطني. وقد حصلنا بالفعل علي مكتبة البحر الأعظم من محافظة الجيزة و أعتقد أنها علي وشك الانتهاء من التجديد والاحلال. سادسا»عن طريق استئجار بعض الأماكن في القري . وتم ذلك بعمل مكتبة كفور الغاب بدمياط . وأذكر تلك النماذج علي سبيل المثال . وهي نماذج لم تكلف الهيئة شيئا . وهي الفكرة نفسها التي يطرحها وزير التنمية المحلية حين أكد أنه لن ينشئ مكتبات جديدة . ففهمت أنه سوف يعتمد علي المتاح من الامكانيات الموجودة لدي المحافظات . ويتبقي شيئان مهمان وهما» التأثيث والأيدي العاملة . وقد تم الاستعانة بتجهيزات تلك المكتبات بالكتب الموجودة والزائدة والفائضة من اصدارات الهيئة والوزارة وكتب الأطفال وتم الاستعانة ببعض فروع المعرفة من الكتب من دور النشر الخاصة . ومن ناحية الأيدي العاملة تم نقل وانتداب بعض موظفي الثقافة والمحليات لتلك المكتبات . وأخيرا . أشعر أن التجربة سوف تنجح . فقد سبق و نجحت بقدر بسيط . قارب علي الخمس عشرة مكتبة دون أن تتكلف الهيئة العامة لقصور الثقافة أو وزارة الثقافة شيئا فيما يخص الانشاء . ويظل الهدف الأسمي وهو النشاط الذي سيقام في تلك المكتبات وبيوت الثقافة . ويجب أن يدعم بقوة وتعود النسبة المخصصة للثقافة بصفة عامة في صندوق الخدمات بالمحافظات لدعم الأنشطة الثقافية والفنية مرة أخري. وأخيرا. أنا علي يقين أن الفكرة سوف تنجح لو تم التعاون بصدق وايمان بالفكرة من المحافظين وتحت اشراف وزير التنمية المحلية الدكتور هشام الشريف وبدعم مباشر من وزير الثقافة الكاتب حلمي النمنم.