الإخوان هم الإخوان.. لا يتغيرون. ولا يبتكرون.. يظنون انهم أذكياء في حين أنهم الغباء ذاته.. يحاولون خداعنا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون.. انهم يكذبون كما يتنفسون.. الأمثلة كثيرة.. وآخرها "وثيقة المبادئ والسياسة العامة" لحركة حماس الإخوانية التي أعلنها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة من الدوحة إحدي عواصم دعم وتمويل الإرهاب. لقد رأت حماس "تلك الحركة التي صنعتها إسرائيل أصلاً مثل داعش تماماً" وقطروتركيا وبمباركة صهيونية ان البوصلة العالمية الآن ضد الإخوان.. فتفتق ذهن الجميع علي اعلان هذه الوثيقة الهزلية لتحقيق عدة أهداف مباشرة: تبرؤ حماس "شكلا" فقط من الإخوان وقفزها علي الشرعية وفرض نفسها كلاعب أساسي في أية تسوية مستقبلية. والظهور بمظهر الاعتدال من خلال إلغاء نغمة محو إسرائيل والاعتراف "الضمني" بحقها في الوجود وغسل أيدي الحمساويين من دماء أولادنا بسيناء ومن ثم فتح صفحة جديدة مع مصر علي وجه الخصوص. يقيناً.. الوثيقة ما هي إلا "فنكوش إخواني" ينم عن ضحالة فكر وانعدام خيال مثل الانقلاب التركي المزعوم الذي وضع اردوغان "الإخواني" بسببه نصف شعب تركيا في المعتقلات.. هذا ليس افتئاتاً علي حقائق أو ادعاء باطلا.. وتعالوا ننظر إلي الوثيقة ومحتواها وموعدها ومكان اطلاقها وتوابعها بتجرد: * أولاً: الوثيقة بها تضارب فاضح ومفضوح وغبي.. الشئ وعكسه في آن واحد: 1 - تتحدث عن حدود دولة فلسطين من نهر الأردن شرقا ًإلي البحر المتوسط غرباً ومن رأس الناقورة شمالاً إلي أم الرشراش جنوباً.. وان عاصمتها هي القدس دون تحديد "القدسالشرقية" بما يعني كل القدس.. وهو كلام حنجوري مستحيل تحقيقه علي أرض الواقع ولو بجيوش كل الدول العربية مجتمعة وليس بميليشيات حمساوية لأن هذا التصور يلغي ببساطة وجود إسرائيل تماماً.. هل ستسمح أمريكا والغرب عامة لحماس أو للعرب جميعاً بذلك..؟! 2 - جاءت الوثيقة لتقر بعد ذلك باقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس علي "خطوط 4 يونيه 1967".. أي ان الدولة الفلسطينية ستكون في الضفة الغربية بما فيها القدسوغزة فقط وهي حدود ما قبل النكسة.. أي لا رأس الناقورة ولا أم الرشراش ولا الأرض بين النهر والبحر ولا دياوله.. طيب نصدق إيه بالضبط.؟! * ثانياً: في محاولة للتبرؤ "الشكلي" فقط من الإخوان وعدم الارتباط بتلك الجماعة الإرهابية.. عرفت حماس نفسها بأنها "حركة تحرر ومقاومة وطنية فلسطينية إسلامية هدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني.. مرجعيتها الإسلام في منطلقاتها وأهدافها ووسائلها". في حين ان ميثاق حماس الصادر في 1988 نص صراحة في مادته الثانية علي ان "حركة المقاومة الإسلامية حماس جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين.." وهذا التناقض الفج يفرض سؤالاً: هل معني ذلك ان حماس اوقفت العمل بميثاقها أو علي الأقل الغت المادتين الثانية والسابعة منه المذكور فيهما "الإخوان" صراحة؟؟.. وإذا كانت قد اوقفت العمل به أو الغت المادتين فلماذا لم يذكر ذلك خالد مشعل علناً؟.. وماذا يعني قوله خلال اعلانه الوثيقة ان حماس جزء من المدرسة الإخوانية "فكريا" لكنها تنظيم فلسطيني مستقل بذاته وليس تابعاً لأي تنظيم هنا أو هناك؟؟.. هو أنت بتكلم ناس هبلة؟؟.. أليس معني ان حماس جزء من المدرسة الفكرية للإخوان عدم الانسلاخ عن الإخوان ايديولوجياً؟؟.. إذن ما الجديد يا عبقري؟؟ * ثالثاً: لماذا خرجت هذه الوثيقة الآن فقط ومن الدوحة بالذات؟؟.. الإجابة بوضوح هي هجمة ترامب الشرسة علي الإخوان وإعلانه انه سوف يصنفهم جماعة إرهابية وانه سيحاسب الكيانات الإرهابية وطبعاً سيكون من بينها حماس المصنفة اصلاً إرهابية في أمريكا والدول الراعية للإرهاب وطبعاً وطبعاً ايضا من بينها قطر التي بدأت أصوات أمريكية كثيرة تطالب بمحاسبتها.. اضافة إلي محاولة حماس وقطر وإسرائيل ضرب زيارة الرئيس الفلسطيني أبومازن لواشنطن ولقائه اليوم بالرئيس الأمريكي.. وهنا نقطة مفصلية هي ان مشعل لو كان جاداً فعلاً لأعلن الوثيقة من "غزة" ولو كان يريد اصلاحاً لوجه الله والوطن لأعلنها من رام الله بالتنسيق مع أبومازن.. وساعتها كانت ستجد قبولاً حقيقياً وارتياحاً .. مش بقول لكم "فنكوش إخواني"..؟؟ * رابعاً: نأتي للنقطة الأهم: قال مشعل ان الوثيقة خرجت بعد 5 سنوات من التداول الداخلي في مؤسسات حماس.. وهذا دليل جديد وقاطع علي ان الوثيقة مجرد "فنكوش".. لأن وثيقة تحاول "تبييض" وجه حماس أمام العالم عامة وجيرانها وفي مقدمتهم مصر خاصة كان المفروض منطقياً ان تتعامل حماس هنا بشرف مع الجيران خلال فترة التداول الداخلي.. لكن لأنها - مثل كل الإخوان - لا تعرف معني الشرف فقد استمرت في حفر الانفاق وتدريب عناصر بيت المقدس الإرهابيين علي اراضيها والسماح لهم بدخول الأراضي المصرية عبر الانفاق وتنفيذ أعمال إرهابية ضد أولادنا من الجيش والشرطة والمدنيين والعودة إلي غزة ثانية.. ناهيك عن موقفها "القذر" منا والمدون في قضايا كثيرة قبل وأثناء وبعد "25 زفت" وحتي الآن ومشاركتها في اقتحام السجون وحرق الأقسام ومؤسسات الدولة وقنص المتظاهرين في الميادين من فوق الأسطح في حماية الإخوان وغير ذلك من الجرائم التي يندي لها الجبين. الخلاصة: ايها الحمساويون اعملوا مليون وثيقة "فنكوشية" فهذا لن يطهر أيديكم من دم أولادنا.. لن ننسي ثأرنا ابداً.. لن ننسي دم شهدائنا ولا الفوضي الدموية التي شاركتم فيها ضدنا بالاتفاق مع الإخوان "مدرستكم الفكرية" وأوباما وهيلاري كلينتون وتميم واردوغان وإسرائيل وبريطانيا.. خليهم ينفعوكم بقي.. وخصوصاً "ابن موزة".