انقسم علماء الدين حول قرار تنظيم النسل واعتبر البعض ان المجتمع يلجأ لذلك من باب التدابير الوقائية التي تساعدنا علي التقدم وتحقيق حياة أفضل وتحد من كارثة التعداد السكاني الرهيبة أما المعارضون للقرار فأكدوا ان تحديد النسل وفرض قيود علي الانجاب يخالف الشرع وعلي الحكومة ان تقوم بدورها في اعداد خطة للاستفادة من الكثافة السكانية لتتحول من نقمة إلي نعمة كما حدث في دول أخري استطاعت استغلال الزيادة السكانية في العمل والانتاج. * د. أحمد كريمة "أستاذ الشريعة الاسلامية والفقه المقارن بجامعة الأزهر" يقول: القاعدة الأساسية في الاسلام تقول "انتم أدري بشئون دنياكم" وقاعدة أخري "حثما كانت المصلحة فتم شرع الله" والاسلام يهدف في تعاليمه ومقاصد أحكامه إلي حياة كريمة لائقة بالانسان لذلك يمكن للدولة ان تضع سياسة لتنظيم النسل فهذا أمر لا يدخل في العقيدة الا جزئية واحدة اذا امتنع الشخص عن الانجاب فهذا مخالف لكن تحديد النسل يدخل في اطار العادات والتقاليد ومن هذا النموذج سيتضح المعني في الدول ذات الاعداد السكنية القليلة يكون كثرة الانجاب ضرورة من أجل الحفاظ علي النوع وقد يكون في دول مواردها واقتصادها ضعيف وينجب المجتمع اعدادا كثيرة ولا يقوم عائل الأسرة بواجباته في توفير المأكل والمشرب والعلاج إلي آخره فيكون الكثرة في الانجاب في هذه الحالة مكروه لتعرض الذرية والأبناء لحياة بائسة مثلما نري حارس عقارات وزبالين وطبقات فقيرة جدا تحرص علي الانجاب بكثرة لذلك يجب علي المجتمع ان ينظم هذا الأمر فتحديد النسل من العادات وليست العبادات ويسمي ذلك في الشرع التدابير الوقائية. * د. آمنة نصير "أستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجلس الشعب" تقول: ان مثل هذه القرارات لا تؤخذ بالقانون والاجبار بل بالتوصية والنصح خاصة من خلال الإعلام ودور الوعظ الديني وتحديد أو تنظيم الأسرة ليس حراما والدولة اذا سعت إلي ذلك يكون من باب التنظيم ومراعاة حياة مستقبلية قوية!! أشارت إلي ان العمل علي فرض قرار علي المجتمع سيؤثر بالسلب فهناك المئات سيخرجون بعشرات النصوص لمهاجمة متخذي هذه القرارات مستندين في ذلك لحديث الرسول الكريم "تناكحوا تناسلوا فإني مفاخر بكم يوم القيامة" والمعني الصحيح لهذا الحديث الشريف التفاخر في الكيف وليس الكم وان يكون الانسان منيارا وعالما لنكون بالفعل خيرأمة اخرجت للناس. في المقابل يقول الشيخ علي أبوالحسن "أمين عام مساعد مجمع البحوث ورئيس اللجنة العليا للفتوي بالأزهر": لا يجوز اطلاقا معاقبة المنجب بل علي الدولة ان توفر وتهيئ المناخ المناسب ليتحول هؤلاء البشر إلي عناصر فعالة. أوضح ان الدولة يجب الا تضع أو تفرض ضغوطا علي المتزوجين أو تفرض غرامات عليهم بعد عدد معين من الأطفال فهذا الكلام مخالف لروح الشريعة لكن يمكن ان تقدم الحكومة نصائح بأن يكون الانجاب وفقا لوضع وظروف كل أسرة ولكل منهم حرية التصرف واتخاذ قرارها. * الشيخ هاشم اسلام "عضو لجنة الفتوي السابق بالأزهر الشريف": أكد ان فرض تحديد النسل علي المجتمع لا يجوز شرعاً قولاً واحداً مشيراً إلي ان تعداد أمريكا والصين والهند واليابان مرتفع لكن هذه الدول متقدمة نظرا لقدرة تلك الدول علي النهوض وتوفير السبل التي استطاعت من خلالها تنمية مواردها البشرية وبدلا من ان يكونوا نقمة ضغط شديد علي الدولة تحولوا لعناصرانتاج وكانوا سبب في تقدمهم ورغم ان الدنيا مساحات كبيرة شاسعة ومقومات كبيرة وغنية الا اننا ليس لدينا خطة حقيقية لاستفادة من الطاقة البشرية لتكون نعمة!! أوضح ان هناك فارقا بين اجبار الناس علي تحديد النسل وان تخضع كل اسرة لشروط الانجاب وان يكون المنع نابعا من رغبتهم بسبب مرض أو ضعف في صحة الأم ويمكن للأسرة ان تحدد النسل بشرط الا يكون القصد من ذلك الخوف من الرزق.