"الفتوى بالأزهر": تنظيم النسل مباح ولا يتعارض مع حديث "تناسلوا تكاثروا" "البحوث الإسلامية": تنظيم النسل "مباح شرعاً".. والكثرة العددية لا تناسب واقع المسلمين عميدة "الدراسات الإسلامية": تنظيم النسل ضرورة ملحة نظرا لظروف البلاد الاقتصادية أستاذ عقيدة: تنظيم النسل "مباح شرعا".. والرسول تزوج 9 ولم ينجب إلا 7 أولاد طالب الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، المصريين بتنظيم الإنجاب، مؤكداً أنه ضرورة ملحة يحكمها فقه المقاصد، مضيفاً أن الكثرة التى تدعو إلى المباهاة هى الكثرة العظيمة، النافعة، القوية المنتجة، التى لا يمكن أن تكون عالة على الآخرين.. "صدى البلد" يتساءل مدى مخالفة هذه الدعوة لحديث "تناكحوا تناسلوا تكاثروا"، وما حكم تنظيم النسل والفرق بينه وبين التحديد والتعقيم. وأكد الدكتور عيد يوسف أمين عام الفتوى بالجامع الأزهر، أن تنظيم النسل أمر مباح شرعاً ولا يتعارض مع حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مُبَاهٍ بكم الأمم يوم القيامة". وأوضح يوسف في تصريح ل"صدى البلد"، أن هذا الحديث يدعو إلى الزواج والإنجاب وليس معنى ذلك أن يكون هناك كثرة مُضاعفة في الإنجاب، مشيراً إلى أن الإسلام هدفه أن تكون الأمة قوية بعلمها وثقافتها. وشدد على أن تحديد النسل والتعقيم لمنع الإنجاب -حتى لو كان الإنسان فقيراً- حرام شرعاً، منوهاً بأن الله عز وجل أوضح في كتابه العزيز أن الأبناء يكونون سببًا في زيادة الرزق: "وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ"، وقوله تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ"، فتارة يقدم الآباء على الأولاد وأخرى يقدم الأبناء، مما يدل على أن الله يرزق من يشاء بغير حساب. من جانبه، قال المفكر الإسلامي، الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن تنظيم النسل مباح شرعاً، مشيراً إلى أن الكثرة العديدة ينبغي أن تحيا حياة كريمة وأن تكون على علم وثقافة تنافس الدول الأخرى، أما الكثرة الضعيفة فيشب الإنسان فيها ضعيفاً. وأشار الجندي، إلى أن حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- "تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مُبَاهٍ بكم الأمم يوم القيامة" لا يتماشى مع واقع المسلمين في الآونة الأخيرة، منوهاً بأن كثرتنا لا تدعو إلى المفاخرة بل تعطي صورة عن الجهل وقلة التعليم وتفشى الأمراض. ولفت إلى أنه لا يؤيد إصدار قوانين تنظم النسل مثل الصين، لأن البشر يستطيعون التحايل على القوانين، مشيراً إلى أنه لابد أن زرع ثقافة تنظيم الأسرة في المجتمع وتصحيح الأخطاء، مؤكداً أن الإقناع أفضل من سن القوانين. وفي السياق ذاته، أوضحت الدكتورة مهجة غالب عميدة كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن تنظيم النسل مباح شرعاً ويضمن حياة كريمة للأسرة والمجتمع. ونبهت على أن تنظيم النسل ضرورة ملحة في وقتنا الحالي نظراً للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، منوهة بأن قلة أعداد الأبناء مفيدة عن كثرتهم حتى تستطيع الأم رعايتهم وتعليمهم وتربيتهم على تعاليم الإسلام السمحة ليكونوا قادرين -بعد ذلك- على مواجهة العالم الخارجي ثقافياً. وتابعت أن الأسر الفقيرة الأكثر إنجاباً، منوهة بأنهم لا يستطيعون الإنفاق على أولادهم، مشيرة الى أن هؤلاء الأطفال سيلجأون للشارع، وأن الإسلام يأمرنا بالمحافظة على الأبناء كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ" وعن إمكانية سن قانون لتنظيم النسل مثل الصين، قالت إن هذه القوانين لا تتماشى مع التعاليم الإسلامية السمحة، منوهة بأن الإسلام لا يعاقبنا على كثرة الإنجاب بل يأمرنا بالمحافظة على أولادنا. من جانبها، بينت الدكتورة إلهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن تنظيم النسل مباح شرعاً، مشيرة إلى أنه لا يحق للدولة إصدار قوانين تحد من النسل لأن فيه مخالفة لشرع الله، منوهة بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- تزوج من 9 نساء ولم ينجب إلا 7 أبناء فقط، مشيرة إلى أن المرأة في القديم كانت لا تنجب أكثر من 3 عادة، ومنهن من يزدن على ذلك. ونوهت بأن تنظيم النسل لا يخالف حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مُبَاهٍ بكم الأمم يوم القيامة"، مؤكدة أن هذا الحديث يحض على الزواج وتكاثر المسلمين وليس بإنجاب عدد معين من الأبناء، لافتة إلى أن إنجاب طفل واحد يعتبر "تكاثرا". وطالبت أستاذ العقيدة، الدولة بإرشاد الناس عن خطورة كثرة الإنجاب، وذلك عن طريق البرامج الفضائية والندوات وغير ذلك من وسائل الاتصال.