وزير الري محمد عبدالعاطي - لا فض فوه - قال الأسبوع الماضي خلال اجتماعه بمعاونيه إن استخدام مياه الشرب في "الوضوء" يكلف الدولة مبالغ طائلة ويدخل ضمن أسباب "الشح المائي".. مضيفا: إنه يكلف الدولة 3% من إجمالي حصة مياه الشرب. وإن الإفراط باستهلاك مياه الشرب بالوضوء يكلف الدولة مليارات الجنيهات سنوياً. ولا نري تفسيرا لكلام الوزير غير مطالبته بضرورة ترشيد استخدام المياه للمحافظة علي حصتنا من المياه والتي هي في الأصل المسئولية الاساسية لوزارة الري وهذا شيء مشكور جدا.. ولكن لماذا تذكرپالوزير فقط الوضوء ؟! هل لكثرة اعداد المصلين في المساجد ؟! ام لظن معاليه غياب الصيانة للمواسير والحنفيات داخل المساجد ؟ .. واذا كانت الامور كذلك فقط.. كان عليه رفع سماعة التليفون للتواصل مع زميله وزير الاوقاف للتأكيد علي موظفي المساجد وحتي الزوايا وجميعهم تابع للأوقاف لمراجعة الصيانة لجميع المواسير والحنفيات.. ومن لم يلتزم سيلقي جزاء غير الملتزمين بالخطبة الموحدة.. ووقتها سيتحكم في امر المياه المهدرة كما يتحكم في موضوع الخطبة الموجة تماما!!! ولكن هل قام وزير الري بحل مشكلة سد النهضة مع اثيوبيا حتي يتهم الوضوء بإهدار المياه ؟!.. وهل استطاع ان يوقف اعمال البناء في السد لحين فصل المكتب الاستشاري في الامر؟! .. وهل يستطيع اقناع الجانب الاثيوبي بمد فترة الملء إلي فترة أطول حتي تخفف علينا الآثار السلبية المتوقعة؟!پ هذا علي المستوي الخارجي.. اما علي المستوي الداخلي.. هل يستطيع معالي الوزير أن ينتقد الاسراف في استخدام المياه الموجود في أماكن الاغنياء في "الكمبوندات" او حتي في ملاعب الجولف؟! .. او هل يستطيع وزير الري نفسه أن ينتقد زميله وزير الإدارة المحلية لفشله في منع ظاهرة رش الشوارع الموجودة بالمناطق الشعبية ؟! والتي تزيد في فصل الصيف بشكل مؤسف.پ ولماذا لم ينتقد وزير الري زميله وزير الزراعة لغياب دور مرشديه الزراعيين في متابعة عمليات ري الاراضي والتي تتم نهارا مما يؤدي إلي زيادة استهلاك المياه ؟! ... لماذا لم ينتقد معاليه التليفزيون والقنوات الفضائية والتي كانت السبب في سهر المزارع أمام الشاشة الصغيرة وعدم استيقاظه مبكرا كما كان يحدث ايام الزمن الجميل.. مما يؤدي إلي قيامه بأعمال الري منتصف النهار والذي يتسبب زيادة في استهلاك المياه.. بدلا من الري ليلا والذي يوفر الكثير من المياه لانعدام عملية البخر.پ ولماذا لم ينتقد وزير الري نفسه لتقاعسه عن عملية تطهير الترع من الحشائش والتي اختفت في معظم الاماكن مما يزيد من استهلاك المياه من قبل الحشائش والنباتات المائية والتي تضر اكثر مما تنفع مثل نبات ورد النيل والذي يستهلك كميات كبيرة قد تفوق ما يستهلكه المصلون خلال عمليات الوضوء وزير الري قد يكون قد خانه التعبير.. والافضل كان عليه مهاجمة الاسراف في استخدام المياه والذي نقوم به جميعا في حياتنا.. وليس في الوضوء فقط . ليس الخوف من بيع الجنسية.. لكن الخوف من عدم وجود مشترين !!!