الوطنية للانتخابات: بدء تصويت المصريين بنيوزيلندا على 30 دائرة انتخابية ملغاة    وزير الإسكان يكشف تطورات جديدة في ملف الوحدات البديلة لمستأجري الإيجار القديم    رئيس بنين: الجيش أحبط محاولة الانقلاب وطهّر البلاد من المتمردين    تقرير سعودي: اجتماع ل محمد صلاح مع إدارة ليفربول في هذا الموعد لحسم مستقبله    وفاء عامر تبدأ تصوير مسلسل "السرايا الصفرا" الأسبوع المقبل    وزير الأوقاف يشهد احتفالية تسليم جائزة الدكتور محمد ربيع ناصر للبحث العلمي    إبراهيم حسن: ودية مصر ونيجيريا 16 ديسمبر باستاد القاهرة    رعدية وغزيرة، الأرصاد تعلن أماكن سقوط الأمطار غدا الإثنين    حريق يلتهم لنشًا وفلوكة جنوب الغردقة بدون إصابات    مسئول في حركة حماس: الحركة مستعدة لمناقشة مسألة تجميد أو تخزين أسلحتها    عمرو سلامة: المناخ الكروي في مصر ينهار والجمهور يبتعد عن الفرق المحلية    متحف ذاكرة الريف» |عالم اجتماع يرصد ملامح حياة المصرى القديم    الأوقاف: جوائز المسابقة العالمية للقرآن الكريم هذا العام الأكبر في تاريخها    الصحة: لا توجد متحورات جديدة من فيروس كورونا.. والإنفلونزا الأكثر انتشارا    وزير الصحة يحسم الجدل حول الفيروس الجديد: كل ما يثار عن وجود تحورات شائعات    نصائح لحماية طفلك من أمراض الجهاز التنفسي المنتشرة حاليا    الأزهر ينشر فيديوهات لتعليم أحكام التجويد والتلاوة بأسلوب يناسب الجميع    رفقة زوجته.. مصطفى قمر يطرح كليب «مش هاشوفك» | فيديو    ذاكرتى هى النسيان .. ولا أخشى المستقبل    أخبار مصر اليوم.. رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروع إحياء وتطوير حديقتي الحيوان والأورمان    مصدر مقرب من عمر فرج: علاقته انتهت بالزمالك    مبابي وفينيسيوس يقودان هجوم ريال مدريد أمام سيلتا فيجو    والد عروس المنوفية باكيا: لقيت بنتي مرمية على السرير مفيهاش نفس    أول ظهور لمحمد صلاح بعد أزمته مع سلوت وليفربول.. صور    الداخلية تكشف حقيقة خطف فتاة بصفط اللبن: تركت المنزل بإرادتها بسبب خلافات أسرية    «نقف معها جنباً إلى جنب».. روسيا تحذر أمريكا من التصعيد ضد فنزويلا    كشف ملابسات فيديو عن إجبار سائقين على المشاركة في حملة أمنية بكفر الدوار    وليد جاب الله: مصر تحقق أعلى نمو فصلي منذ 3 أعوام | فيديو    حماية النيل من البلاستيك    ثلاثة فى خدمة الاحتلال الإسرائيلى    إخوان أوروبا فى مصيدة الإرهاب    «لا للتنمر ضد ذوي الإعاقة».. ندوة لمواجهة آثار وسلبيات التنمر    الأهلي يقترب من ضم يزن النعيمات لتعزيز الهجوم    تأجيل محاكمة 5 متهمين بخلية النزهة    وزير الصحة يعلن عن مواقع ترصد الأمراض الوبائية والمعدية في 5500 منشأة طبية    محافظ القاهرة: تبرع بقيمة 50 مليون جنيه لدعم إنشاء المجمع الطبي لجامعة العاصمة    دياباتي يبتعد عن التتش.. خلافات مالية توقف تقدم مفاوضات الأهلي    ميرفت القفاص: عمار الشريعي الغائب الحاضر.. وصندوق ألحانه ما زال يحمل كنوزا    بكين تعلن عن ثالث مناورة مشتركة مع موسكو في مجال الدفاع الصاروخي    مدبولي يتابع مشروعات تطوير قطاع الغزل والنسيج والاستغلال الأمثل لبعض الأصول    صبغ الشعر باللون الأسود: حكم شرعي ورأي الفقهاء حول الاختضاب بالسواد    كمال درويش يهاجم شيكابالا: أنت معندكش خبرة إدارية عشان تتكلم عن مجلس الزمالك    وزير الخارجية: إسرائيل عليها مسئولية بتشغيل كل المعابر الخمس التي تربطها بقطاع غزة    جامعة أسيوط تُكثّف استعداداتها لانطلاق امتحانات الفصل الدراسي الأول    محافظ الإسكندرية يوجه بسرعة الانتهاء من رصف 8 شوارع في حي منتزه ثان    صحة الشيوخ تدعو خالد عبد الغفار لعرض رؤيته في البرامج الصحية    اختبار 87 متسابقًا بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن بحضور الطاروطي.. صور    هيئة الرقابة المالية تُلزم صناديق التأمين الحكومية بالاستثمار في الأسهم    باحث يرصد 10 معلومات عن التنظيم الدولى للإخوان بعد إدراجه على قوائم الإرهاب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 7-12-2025 في محافظة الأقصر    وزارة التضامن: فريق التدخل السريع تعامل مع 519 بلاغا خلال شهر    الأرصاد تكشف خرائط الأمطار اليوم وتحذر من انخفاض درجات الحرارة في عدد من المحافظات    وزير الري: التحديات المائية لا يمكن التعامل معها عبر الإجراءات الأحادية    ضبط 69 مخالفة تموينية متنوعة فى حملة مكبرة بمحافظة الفيوم    «صحح مفاهيمك».. أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة بالمدارس حول احترام كبار السن    نور الشربيني تتوج ببطولة هونج كونج للاسكواش بعد الفوز على لاعبة أمريكا    وزير الصحة يستعرض تطوير محور التنمية البشرية ضمن السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية    قطاع الملابس والغزل يبحث مع رابطة مصنّعي الآلات الألمانية التعاون المشترك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قداس علي أرواح الشهداء .. في البطرسية
نشر في المساء يوم 29 - 04 - 2017

ترأس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية والبابا فرانسيس الثاني بابا الفاتيكان قداسا الليلة الماضية بالكنيسة البطرسية بالعباسية ترحما علي أرواح الشهداء الذين سقطوا في الحادث الإرهابي الذي وقع بها في شهر ديسمبر الماضي.
ودخل البابا تواضروس والبابا فرانسيس الي الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية. حيث كان في استقبالهما أعضاء مجلس كنائس مصر وممثلون عن الطوائف المسيحية بمصر.
وردد كورس الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية ترانيم كنسية والحان فرح خلال القداس الذي شهد صلوات ترحما علي الشهداء خلال استقبال بابا السلام في البطرسية.
ووضع البابا فرانسيس الثاني بابا الفاتيكان يرافقه البابا تواضروس الثاني إكليلا من الزهور علي نصب تذكاري لشهداء الكنيسة البطرسية في ساحة الكنيسة وأحاطته بالزجاج ووضعت فوقه لوحة تضم أسماء وصور الشهداء.
عقد البابا تواضروس الثاني. والبابا فرانسيس بابا الفاتيكان اجتماعا مغلقا بمقر الكاتدرائية المرقسية. وقعا فيه علي وثيقة لإنهاء الخلاف حول إعادة سر المعمودية للمنتقلين من طائفة إلي أخري. كما عقد الجانبان جلسة موسعة بحضور وفدي الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية حضرها عدد من أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية وسفير الفاتيكان بالقاهرة والأنبا إبراهيم اسحق بطريرك الكاثوليك بمصر.
وكان قداسة البابا تواضروس الثاني قد استقبل البابا فرانسيس بابا الفاتيكان والوفد المرافق له بالمقر الباباوي بالكنيسة الكاتدرائية بالعباسية.پ
ورحب قداسة البابا تواضروس بالبابا فرانسيس بالكاتدرائية. قائلا¢ أخونا الحبيب صاحب القداسة البابا فرنسيس. باسم أعضاء المجمع المقدس وكل الهيئات الكنسية نرحب بقداستكم في بلدنا مصر. بلد التاريخ والحضارة حيث يلتقي الغرب بالشرق منذ فجر التاريخ. ويجري نهر النيل الخالد في وسط أرضنا الطيبة ليشرب كل المصريين منه الوسطية والاعتدال. أرحب بكم في مصر شرقًا وغربًا مباركة الأرض والشعب. أرحب أيضًا بقداستكم في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية مهد الحياة الرهبانية. أم الشهداء ملهمة مدرسة الإسكندرية. منارة اللاهوت في التاريخ.
اضاف: إن زيارتكم هي خطوة جديدة علي طريق المحبة والتآخي بين الشعوب. فأنتم رمز من رموز السلام في عالم صاخب بالصراعات والحروب. عالم يتوق لجهود مخلصة في نشر السلام والمحبة ونبذ العنف والتطرف.. فأهلاً بكم في أرض مصرنا الحبيبة. التي تدفع كل لحظة ضريبة الدم من زكي الدماء وزهرة الشباب لأجل أن تبقي أرض السلام للجميع. فمرحبًا بقداستكم بابا السلام في أرض السلام.
اكد إننا إذ نستقبلكم في الدار البطريركية وبمزيج من المحبة والسعادة. نتذكر حفاوة قداستكم وكرم ضيافتكم إبَّان زيارتنا لحاضرة الفاتيكان منذ أربع سنوات. إذ وجدنا رجلًا مملوءاً بروح الله. ولمسنا - والوفد المرافق لنا جهدكم الحثيث المبارك في سبيل تضفير وتوثيق العلاقات بين اثنين من أقدم الكراسي الرسولية. كرسي بطرس وكرسي مرقس. وهو ما يستحق كل إعزاز وإجلال.
أضاف قداسة البابا: لم يكن اختيارنا للعاشر من مايو 2013 محض صدفة. وإنما حرصنا أن تكون هذه الزيارة في نفس اليوم الذي زار فيه مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث سلفكم الحبر الروماني بولس السادس في 1973. وهو ما كان تأسيسًا لتقليد سنوي. هو ¢يوم المحبة الأخوية¢ إذ نقيمه ونحييه بالتبادل بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية. حيث نصلي سويًا. ونتبادل الرؤي ونتشارك طعام المحبة.
كما أن لتاريخ زيارتكم اليوم دلالة روحية. فإن قدومكم في أيام الفصح المقدسة وحوارنا اليوم يستدعي إلي الأذهان قصة تلميذي عمواس. حيث يقول الكتاب ¢وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ. اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا.¢ "لو15:24" إن حوار الكنائس الشرقية مع الكنيسة الكاثوليكية يحتفل هذه السنة بعامه الخامس عشر يسوده ويجمع كل أعضائه قناعة واحدة هي وصية الرب الإله عندما قال: "بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبّى بَعْضًا لِبَعْضي". "يو35:13".
ومن هنا أقول. إن الوحدة في عالم اليوم تجيء أهم وأوضح شهادة للمسيح يمكن أن نقدمها للعالم. ولذلك يا قداسة البابا فإننا نصبو إلي ذلك اليوم الذي نكسر فيه الخبز سويًا علي المذبح المقدس وذلك اليوم الذي تدق فيه كل أجراس كنائس المسكونة سويًا احتفالاً بميلاد المخلص أو بقيامته.
ولعلها مناسبة مباركة لنبعث بالشكر إلي الكنيسة الكاثوليكية إثر ما قدمته لعموم المصريين في مجالات الفكر فلا ينكر أحد الأيادي البيضاء للآباء اللاساليين. والآباء اليسوعيين أو راهبات القلب المقدس علي إسهاماتهم في النهضة التعليمية في مصر. ولا يجوز كذلك إغفال دور الآباء الدومينيكان في البحث العلمي والحوار بين الشرق والغرب من خلال معهدهم وديرهم العامر بالقاهرة. وغيرهم من الرهبانيات الكاثوليكية التي تواجدت في مصر وقدمت تجارب عصرية المنهج وأصيلة المضمون. تسهم في خدمة كل أبناء المجتمع بصرف النظر عن دينهم أو عرفهم.
واحرص شكر آخر نقدمه لكنيستكم وبالنيابة عن كثيرين من المصريين الأقباط في الخارج الذين صلوا واحتفلوا بفرح تام بالأعياد علي مذابح كاثوليكية. حيث لم يتوان الكرادلة والأساقفة حول العالم عن فتح كنائسهم لهؤلاء من أبنائنا لممارسة صلواتهم وطقوسهم في محبة مسيحية وشركة صادقة.
وتابع قداسة البابا: نود أيضًا أن نعبر عن تقديرنا لشخصكم الحبيب. ودوركم علي الساحة العالمية. والذي بات جليًا من بداية حبريتكم. فاختياركم لاسم القديس فرانسيس الاسيزي يحمل الدلالات التي ترسخت مع صدور نصوص مثل: ايفانجيلي جاوديوم Evangelii Gaudium و لاودانو سي Laudato Si ومع كل مقال تفوهتم به أو خطاب. كنتم جرس تذكير للعالم كله بالله الذي جبل الإنسان علي غير فساد. فكان إن خلقنا علي صورة ومثال منه.
هكذا سرتم يا قداسة البابا علي خطي شفيعكم فرانسيس الاسيزي ودربه المقدس الذي عرج - أيضًا - علي مصر منذ ما يقرب من ألف عام. وأقام مع السلطان الكامل واحدة من أهم تجارب حوار الحضارات في التاريخ. لتتجدد اليوم بقدومكم. ولتؤكدون علي أن الحوار هو الطريق والجسر الممدود بين الشعوب وبعضها البعض وهو الأمل الباقي للإنسانية علي مدي الدهور.
وخاطب البابا تواضروس فرانسيس قائلا ¢يا قداسة البابا .. لعل استجابتكم لدعوات عدة تلقيتموها وعلي رأسها دعوة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي. والتي مثلت دعوة عموم المصريين جميعًا. هي أبلغ رسالة للعالم كله. لكي يعي يري مصر كنموذج رائد في فهم الآخر واحترامه.
لقد عشنا في هذا البلد جنبًا إلي جنب منذ ما يقرب من خمسة عشر قرنًا. نعم شهدنا بعض الفترات العصيبة. وبعض الاضطرابات. ولكنها كانت كالنار التي تنقي الفضة من الشوائب. وفي كل مرة كان الشعب يثبت أن طاقة المحبة والتسامح أمضي من البغضاء والانتقام. وأن الأمل أعظم بنوره من ظلمات اليأس.
لا يخفي علي قداستكم أن كنيستنا ووطننا شهدوا تجارب أليمة. في الأشهر القلائل الأخيرة. حين امتدت يد الإرهاب الآثمة لتقتل أبرياء يصلون في غير خوف في معية مخلصهم. فيطالهم ما دبر بليل وخسة. ليترك وطننا بأسره كليم جرحه. وليتشح بحداد الحزن بلد بأكمله .... ولأننا في حفظ الله فإن يده الحانية تمتد دائمًا. لتمسح علي فجيعتنا. ولتربت علي قلوبنا. لتمنح أرواحنا سكينة بمشاهد معزية. وصادقة. ففي هذه الأوقات العصيبة. يتجلي المعدن الحقيقي للمصريين. المتحدين في الفرح والألم معلنين للعالم كله بأن فجيعتنا أنما هي فجيعة وطن مترابط لن يفلح المغرضون أن يشتتوا قلوبهم ما يضرب القدوة والمثل للأجيال كلها.
هكذا تكون مصر كما يعرفها التاريخ منذ القدم واحة سلام ومهبط الرسالات يجد فيها الخائفون والمتخوفون بلد سلم وأمن وواحة تتلاقي فيها الحضارات معلنة أن سماء مصر تسع الجميع تحتها في سلام علي نهاية الزمن.
مرة أخري أشكركم علي تلك الزيارة آملين في تكرارها مستقبلًا وأخيرًا وليس آخرًا أؤكد لقداستكم أنكم لم ولن تغيبوا أبدًا عن صلاتنا الخاصة كل يوم فأنتم محفوظون في قلوبنا بالصلاة والمحبة قداسة بابا السلام أهلًا وسهلًا بكم في أرض السلام.
والقي قداسة البابا فرنسيس كلمة جاء نصها: قداسة البابا. أيها الأخ الحبيب للغاية.. لقد احتفلنا مؤخرًا بعيد القيامة المجيد. محور الحياة المسيحية. وحظينا هذه السنة بنعمة الاحتفال به في نفس اليوم. فقمنا هكذا وبتآلف بإعلان بشارة القيامة. إذ عشنا. بشكل ما تجربة التلاميذ الأولين. الذين معًا في ذلك اليوم ¢ابتهجوا لرؤية الرب¢ "يو20:20" وقد اغتني هذا الفرح الفصحي اليوم بنعمة السجود سويًا للرب القائم من بين الأموات بالصلاة. وبتبادل قبلة المحبة المقدسة وعناق السلام مجددًا. باسمه. وإني ممتن للغاية لهذا: فبمجيئي إلي هنا كزائر كنت علي يقين من أني سأحصل علي بركة أخ ينتظرني. عظيمًا كان التطلع إلي أن نلتقي مجددًا. وفي الواقع إني أحتفظ في قلبي بذكري حية لزيارة قداستكم إلي روما بعد فترة وجيزة من انتخابي يوم 10 مايو 2013م. هذا التاريخ الذي أصبح. علي نحو سعيد. مناسبة نحتفل فيها كل عام بيوم الصداقة القبطية الكاثوليكية.
وفي فرح الاستمرار بأخوة في مسيرتنا المسكونية. أود أن أتذكر وقبل كل شئ تلك العلامة الفارقة في تاريخ العلاقات بين كرسي القديس بطرس وكرسي القديس مرقس. أي ¢البيان المشترك¢ الذي وقعه أسلافنا قبل أكثر من 40 عامًا. في 10 مايو 1973 ففي ذلك اليوم. بعد ¢قرون عصيبة من التاريخ¢ حيث ظهرت اختلافات لاهوتية. غذتها وألهبتها عوامل ذات طابع غير لاهوتي. وكذلك غياب عام للثقة في التعامل. فقد حان الوقت. بمعونة الله لاعترافنا معًا بأن المسيح هو ¢إله حق نسبةً لألوهيته¢ و¢إنسان حق نسبةً لبشريته¢ "البيان المشترك الموقع من قداسة البابا بولس السادس وقداسة البابا الأنبا شنودة الثالث 10 مايو 1973". وليست أقل أهمية وملاءمة لزمننا الحالي. الكلمات التي تسبق هذا الإقرار مباشرة. أي تلك التي من خلالها اعترفنا بربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا يسوع المسيح. بهذه العبارات أعلن الكرسي المرقسي والكرسي البطرسي ربوبية يسوع. واعترفنا معًا بأننا ننتمي إلي يسوع. وبأنه كل شئ بالنسبة لنا.
علاوة علي ذلك. أدركنا أننا ولكوننا ملكًا له. لا يمكننا بعد الآن أن يسير كل منا في طريقه. لأننا هكذا نخون إرادته: بأن يكونوا ¢جميعًا شيئا واحدًا كي يؤمن العالم¢ "يو21:17".. فأمام عيني الرب الذي يريدنا ¢كاملين في الوحدة¢ "آية 23" ولم يعد بإمكاننا الاختباء وراء ذرائع وجود اختلافات في التفسير. ولا حتي خلف قرون التاريخ والتقاليد التي جعلتنا غرباء.
فكما قال هنا قداسة البابا يوحنا بولس الثاني: ¢لم يعد لدينا وقت نضيعه في هذا الصدد! وحدتنا في الرب يسوع المسيح الواحد. وفي الروح القدس الواحد. وفي المعمودية الواحدة. تمثل بالفعل واقعًا عميقًا وأساسيًا¢ "حيث أثناء اللقاء المسكوني. 25 فبراير 2000".. لا وجود بهذا المعني لمسكونية قائمة علي الأفعال والكلمات والالتزام وحسب. بل هناك مسكونية قائمة بالفعل. تنمو يوميًا في العلاقة الحية مع ربنا يسوع. وتتجدر في الإيمان المعلن. وتقوم فعليًا علي سر معموديتنا. أي علي كوننا في المسيح ¢خليقة جديدة¢ "را2 . كور17:5" باختصار. ¢رب واحد. إيمان واحد. معمودية واحدة¢ "أف 5:4" من هنا ننطلق دائمًا لاستعجال ذلك اليوم المنشود للغاية. والذي فيه سنكون في وحدة مرئية وكاملة علي مذبح الرب.
فنحن لسنا وحدنا. في هذه المسيرة المشوقة والتي - علي مثال الحياة - ليست دائمًا سهلة وواضحة. والتي من خلالها يحثنا الرب للمضي قدمًا ترافقنا جوقة هائلة من القديسين والشهداء - المتحدين فيما بينهم اتحادًا تامًا - وتدفعنا لأن نكون منذ الآن صورة حية ¢لأورشليم السمائية¢ "غل26:4".پ
ومن بين هؤلاء يفرح اليوم بشكل خاص بلقائنا القديسان بطرس ومرقس ومن رباط الذي يجمعهما هو عظيم يكفي أن نفكر في أن القديس مرقس قد وضع في قلب إنجيله فعل إيمان بطرس ¢أنت هو المسيح!¢. والتي كانت إجابته علي سؤال يسوع - سؤال مازال حاليًا - ¢وأنتم من تقولون أني أنا؟¢ "مر29:8" ومازال هناك اليوم أيضًا الكثير من الأشخاص الذين لا يعرفون الإجابة علي هذا السؤال. بل وقل أيضًا حتي من يطرح هذا السؤال. وخصوصًا من يقدم. من خلال إجابته فرح معرفة يسوع. هذا الفرح الذي حظينا بنعمة إعلانه سويًا.
نحن مدعوون إذًا لأن نشهد للمسيح معًا. وأن نحمل للعالم إيماننا. قبل كل شيء بأسلوب الإيمان الخاص: أي بعيشه. لأن حضور يسوع ينتقل عبر الحياة ويتكلم لغة المحبة المجانية والملموسة فبإمكاننا دائمًا. أقباطًا أرثوذكسيين وكاثوليك أن نتكلم معًا أكثر فأكثر لغة المحبة المشتركة هذه ومن الجميل أن نسأل أنفسنا قبل القيام بمبادرة خير. إن كان بإمكاننا أن نقوم بها مع إخوتنا وأخواتنا الذين يتشاركون معنا بالإيمان بيسوع. هكذا ببنائنا الشركة عبر الواقع اليومي الملموس لشهادتنا المعاشة. لن يتواني الروح في جعل العناية الإلهية تفتح أمامنا دروبها بطرق غير متوقعة.
بهذا الروح الرسولي البناء. مازلتم يا صاحب القداسة. تعيرون الكنيسة القبطية الكاثوليكية اهتمامًا خاصًا أصيلاً وأخويًا: وهو قرب - أعبر عن أمتناني الكبير من أجله - والذي قد ترجم بطريقة تستحق الثناء من خلال إنشاء المجلس الوطني للكنائس المسيحية الذي أنشئ بهدف أن يتمكن المؤمنون بيسوع من أن يعملوا معًا أكثر فأكثر. لصالح المجتمع المصري بأسره.
پكما أعرب عن تقديري الكبير لكرم الضيافة الذي قدمتموه للقاء الثالث عشر للجنة الدولية المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية. والذي عقد هنا العام الماضي تلبية لدعوتكم. إنها لعلامة جيدة أن تكون قد انعقدت الجلسة التالية هذا العام في روما. وكأنه تعبير عن الاستمرارية الخاصة القائمة بين الكرسي المرقسي والكرسي البطرسي.
يبدو القديس بطرس. في الكتاب المقدس. وكأنه بطريقة ما يتبادل محبته مع القديس مرقس. إذ يدعوه ¢ابني¢ "1بط13:5" بيد أن العلاقات الأخوية بين الإنجيلي مرقس وأنشطته الرسولية تخص أيضًا القديس بولس. الذي قبل استشهاده في روما يتكلم عن مرقس وعن خدمته المفيدة "را2 طيم 11:4" ويستشهد به مرارًا "را. فل23:1. ق ول10:4". محبة أخوية وشركة الرسالة: إنهما الرسالتين اللتان تستودعنا إياهما كلمة الله وجذورنا. إنهما البذرتين الإنجيليتين اللتان يسرنا أن نستمر في إروائهما وجعلهما ينموان معًا. بعون الله "را1 ق و ر 7:3-6".
إن ما يدعم نضوج مسيرتنا المسكونية. وبطريقة سرية وحالية للغاية. هو أيضًا مسكونية الدم الحقيقية والفعلية. كتب القديس يوحنا أن يسوع ¢أتي بماء ودم¢ "1يو 6:5". ومن يؤمن به. هكذا يغلب العالم 1يو5:5" بالماء والدم: أي يعيش حياة جديدة في المعمودية المشتركة. حياة محبة دائمة وللجميع. وحتي بثمن تضحية الدم. وكم من الشهداء في هذه الأرض. منذ القرون الأولي للمسيحية عاشوا الإيمان بطريقة بطولية حتي المنتهي. مفضلين سفك دمهم علي إنكار الرب والاستسلام لإغراءات الشر أو حتي لتجربة الرد علي الشر بالشر. يشهد علي ذلك بطريقة جليلة سنكسار الكنيسة القبطية. وقد تم مؤخرًا. وللأسف. إراقة دم بريء لمصلين عزل وبقسوة. أيها الأخ الحبيب للغاية. كما أن أورشليم السماوية هي واحدة. فإن سنكسار شهدائنا هو كذلك واحد. وآلامكم هي أيضًا آلامنا: إن دماءهم الزكية توحدنا.. مستمدين القوة من شهادتكم. دعونا نعمل علي التصدي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.