أكد الشيخ علي الأمين عضو مجلس حكماء المسلمين أن الناظر في سيرة الأنبياء والرسل ورسالاتهم الدينية يعلم أن السلام يقع في صميم دعوتهم التي تضمنت وصاياهم وتعاليمهم التي تنهي عن سفك الدماء والظلم والعدوان وتدعو إلي مكارم الأخلاق وحفظ الحقوق بإقامة العدل بين الناس.. وكل هذه الوصايا والتعاليم تشكل مدرسة لثقافة السلام بين الأمم والشعوب.. مشيرا إلي أن المطلوب عند البحث عن ركائز ثقافة السلام في الأديان أن نرجع إلي النصوص الدينية بالرسالات السماوية.. فقد امتلأ التاريخ بالصراعات الدموية في عصور عديدة تحت شعارات مختلفة من الدين والدنيا.. ومن الخطأ أن نجعل من أحداث التاريخ حاكماً ومفسراً لتلك النصوص الدينية المشتملة علي قواعد الفكر والسلوك.. بل العكس هو الصحيح. أكد -في الجلسة الرابعة لمؤتمر الأزهر العالمي للسلام- أن الحروب والنزاعات وما ينتج عنها من المآسي لم تكن بسبب الأديان.. وإنما كانت بسبب طموحات الإنسان غير المشروعة للسلطة والسيطرة والنفوذ.. وهذه الحروب قد ظهرت قبل المذاهب والأديان وبعدها.. مشدداً علي أن ثقافة السلام في الأديان يجب أن تنطلق من المسجد والكنيسة والمعاهد الدينية. ويتم التأكيد عليها كمادة تعليمية عالمية. ولا يجوز أن تقتصر علي دعوات تصدر من بعض الاجتماعات واللقاءات. بل لابد من تحويلها إلي لقاءات دائمة عبر تشكيل المعهد العالمي للسلام والدراسات المشتركة للأديان برعاية الفاتيكان والأزهر ويتخرج منه الطلاب الذين يحملون رسالة السلام والحوار لنشرها بين الأمم والشعوب. أوضح أن الواقع الذي يشهده العالم من التسابق لدي بعض الدول علي صناعة أسلحة الدمار الشامل وما تشهده دول أخري من حروب واحتكام إلي السلاح في بعض المناطق لحل النزاعات هو أكبر دليل علي عجز المجتمع الدولي والمؤسسات المنبثقة عنه عن وضع الأسس التي تبدد مخاوف البشر من اندلاع حرب مدمرة تهدد مصير البشرية وتمنع اندلاع حروب متنقلة في مناطق مختلفة من العالم.