كشفت المعاينة الأولية لنيابة الإسكندرية حول الواقعة ان الإرهابي قد حضر في اتجاه شارع السلطان حسين وتمكن من المرور من الكمين المقام في بداية شارع الكنيسة دون أن يلفت الأنظار إليه بالرغم من انه يرتدي "سويتر" منتفخ ويضع بلوفر حول رقبته حتي يمتد إلي خلف ظهره أزرق اللون ليخفي معالم الحزام الناسف أو القنبلة التي كان يضعها بمنطقة الظهر كما تبين ان الانتحاري كان يسير بخطوات مسرعة وحاول الدخول من البوابة الرئيسية الحديدية للكنيسة وكانت تقف بجواره الشهيدة العميد نجوي عبدالعليم الحجار فتم منعه للمرور من البوابة الالكترونية الكاشفة للمعادن والتي أطلقت صافرات الانذار فطلب منه الرائد عماد الركايبي الدخول مرة أخري من البوابة ووقف بجانبه تمهيدا لتفتيشه كل هذا والإرهابي لم يدخل فعليا إلي الكنيسة فقام بتفجير نفسه خوفا من ضبطه. كما كشفت معاينة النيابة العامة عن أن شدة الانفجار تؤكد أن المتهم كان يحمل ما يزيد عن 10 كيلو جرامات من المتفجرات وهو ما أدي إلي تحول جثة شهيدي الشرطة عماد الركايبي ونجوي الحجار إلي أشلاء بالاضافة إلي المخبر محمد إبراهيم الذي كان مصاحبا للشهيدة نجوي الحجار كما أسفر الانفجار عن الوفاة الفورية لثلاثة من أمناء الشرطة كانوا يقفون حول البوابة وإصابة العميد شريف الحسيني بإصابات بالغة بالرغم من كونه يقف علي الرصيف المقابل للكنيسة إلا ان شدة الانفجار أسفرت عن إصابته بإصابات بالغة وخضع لعمليتين جراحيتين إحدهما تثبيت للعظام ومتواجد بالعناية المركزة ولاحظت النيابة لوجود آثار ما يشبه البلي الحديدي اخترق واجهات المحال الحديدية المغلقة التي تقع في واجهة الكنيسة وهو ما يرجح ان القنبلة تحتوي علي رومان بلي أو مسامير حديدية وهو ما سيكشف عنه خبراء الأدلة الجنائية كما كشفت المعاينة الأولية والتقارير الطبية الواردة من المستشفيات التي تم نقل المصابين إليها ان بأجسادهم قطعا حديدية غريبة الشكل ومدببة بحيث تخترق الجسد لتسبب قطعا فوريا بالأنسجة والشرايين وتم التحفظ علي كميات من القطع الحديدية المستخرجة. وفور حدوث الانفجار سادت حالة من الهرج والمرج بشارع الكنيسة وانتشار دخان كثيف نتج عن الانفجار بالاضافة إلي تحطم واجهات جميع المحال المجاورة والمواجهة للكنيسة وأيضا المنازل. ساهم تواجد أعداد كبيرة من سيارات الاسعاف لتأمين الكنيسة خلال العيد في نقل المصابين بصورة فورية إلي المستشفي الأميري الجامعي وقامت مديرية الصحة بالدفع ب45 سيارة اسعاف لنقل المصابين والجثامين أولا بأول من موقع الحادث. أدت شدة الانفجار إلي انتشار أشلاء المتوفين بعد أن تحولت جثثهم إلي قطع صغيرة من اللحم وانتشرت الدماء بطول الشارع وعثر المواطنون علي جسم بساق واحدة منزوع الرأس والملابس ولا توجد بقايا لجسده ويوجح ان تكون لمرتكب الحادث كما تم العثور علي ملابس وأحذية تم تجميعها بمعرفة خبراء الأدلة الجنائية حيث لم يتم التعرف علي أصحابها وما بين الأقباط المتوافدين علي موقع الحادث والمتواجدين داخل الكنيسة انتشرت أصوات استغاثة بين الأسر للبحث عن أبنائهم وزوجاتهم حيث لم يتم العثور عليهم. يقول غطاس عبدالله - عامل سابق بالكنيسة - كنت أهنئ زملائي بالعيد وحضر ابني جرجس لاصطحابي ولا أعلم أين هو الآن بعد أن أبلغوني انه بين المصابين وأخذ ينادي في هستيرية أين أنت يا جرجس. لعل من الغرائب هو قيام بعض المتواجدين بمنطقة الحادث بجمع الأشلاء الآدمية داخل أكياس والوقوف للتصوير بها واستفزاز مشاعر المارة وساهم في ذلك تأخر خبراء الأدلة الجنائية وعمل كردون أمني فوري وهو ما أسفر عن قيام المارة بتجميع كل ما يتم العثور عليه من آثار عن المصابين والمتوفين والتقاط صور وفيديوهات لها. اختفي أعضاء المجلس المللي والقساوسة بعد الحادث ورفض الجميع الادلاء بأي تصريحات حول الحادث والمصابين. أدت شدة الانفجار إلي تحطم ماسورة المياه المتواجدة بمدخل الكنيسة ما أدي إلي غرق المنطقة بالمياه والرصيف المجاور للكنيسة وهو ما زاد من انتشار رائحة الدماء بالمنطقة. انتقل فريق من كلية الهندسة مكون من 4 أساتذة وقاموا بمعاينة العقارات المجاورة للكنيسة وأكدوا ان أساساتها لم تصب بأي تصدع ولم تتأثر بالانفجار ويمكن لقاطنيها العودة إليها مرة أخري. قامت البنوك المتواجدة بالمنطقة باغلاق أبوابها علي المتواجدين بداخلها من المواطنين وإنهاء تعاملاتهم سريعا لاغلاق أبواب البنوك مبكرا. قامت الكاميرات الموجودة أمام واجهة الكنيسة المرقسية والمحال المجاورة لها برصد عملية دخول الإرهابي بعد قدومه وتصوير ملامحه ولحظات الانفجار وأمرت النيابة بالتحفظ علي الكاميرات كما قامت بتصوير عملية الانفجار وما قبلها وما بعدها. أدت صعوبة مشهد الأشلاء والمصابين إلي إصابة العديد من الأقباط الذين كانوا يستعدون للمغادرة أو المارين بالشارع بحالات اغماء. قام الأهالي مسلمين وأقباطا بالتبرع الفوري بالدم داخل سيارات الاسعاف المتواجدة أمام الكنيسة للمساهمة في انقاذ المصابين. بينما قام الأهالي وأصحاب المحال التجارية باحضار كميات كبيرة من القطن والشاش لاسعاف المصابين أمام الكنيسة. اندس مجموعة من شباب الاشتراكيين الثوريين محاولين زرع الفتن بين المتواجدين من الأقباط الغاضبين أمام باب الكنيسة واستعدائهم ضد قوات الشرطة المتواجدة لتأمين الكنيسة. قام بعض شباب الكنيسة الغاضب بتنظيم وقفات احتجاجية أمام الكنيسة وعلي الكورنيش للتنديد بما حدث. رفض مدير الأمن اللواء مصطفي النمر الإدلاء بأحاديث صحفية كما قام بمنع الصحفيين من التواجد أمام باب الكنيسة. شهود العيان التقت "المساء" بشهود العيان في منطقة الحادث فيقول أحمد عبدالحميد - بائع بأحد المحال التجارية - رغم حجم الكارثة إلا ان العناية الإلهية أنقذت العشرات من الأقباط والمسلمين معا لكون التفجير قد تم بعد انتهاء القداس ومغادرة الغالبية العظمي من المتواجدين بالكنيسة كما ان أغلب المحال التجارية بالمنطقة تحصل علي اجازة يوم الأحد والبعض الآخر يفتح في ساعة متأخرة وهو ما قلل من عدد الوفيات والإصابات. يقول أيمن مصطفي الذي كان يعاني من حالة انهيار: لقد كنت في منتصف الشارع بعد عودتي من تسليم طلبية ملابس وفوجئت بالانفجار الذي هز المنطقة بأكملها فأخذت أجري نحو الانفجار لبيان ما حدث فوجدت عم إبراهيم أبودنيا حارس الكنيسة ملقي علي الأرض وقدمه ممزقة ويستغيث لانقاذه وبجواره جثة لسيدة وبجوارها طفلة أدي الانفجار إلي تطاير الجزء الأعلي من رأسها كما وجدت العميد شريف الحسيني ملقي أعلي الصريف المواجه للكنيسة بينما الأشلاء في جميع الأنحاء بصورة كثيفة. يقول يوسف محمد حسن - صاحب محل مجاور للكنيسة: لقد انهارت واجهة محلي بالكامل من شدة الانفجار وتتعدي خسائري ال15 ألف جنيه وبالرغم من انني أغلق كل أحد إلا ان الحظ شاء ان افتح أمس بسبب الأعياد.. قال: بعد فتحي المحل عقب صلاة الظهر فوجئت بصوت الانفجار والأرض تهتز في المنطقة بأكملها وفور خروجي من المحل وجدت الأشلاء في جميع المناطق فأخذت أصرخ الحقونا لأني لم أعرف ماذا أفعل والأشلاء في كل مكان. يقول إبراهيم عبدالمطلب - صاحب 4 محال: ان خسائري وصلت 300 ألف جنيه بعد ان تحطمت واجهات محالي وبواباتها والمرافق الموجودة داخل المحال واضطررت لاحضار أكياس كبيرة لتجميع بضائعي فيها لعدم وجود أبواب في المحال بعد تحطمها.