رغم التدابير والاحتياطات الأمنية المشددة بمحيط وداخل الكنائس بمختلف مناطق الإسكندرية لتأمين احتفالات الأخوة المسيحيين بعيد الشعانين، إلا أن الإرهابيين أعداء الوطن والذين عقدوا العزم على إطفاء فرحة المصريين، حيث شهدت منطقة العطارين بالإسكندرية حادثاً إرهابياً خسيساً أمام الكنيسة المرقسية بمحطة الرمل التى ترأس البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قداس أحد السعف بحضور عدد كبير من الأساقفة، مما أسفر عن استشهاد 20 وإصابة 48 وإتلاف 18 منزلاً وعدد من المحال بجوار الكنيسة و لم ينل الإرهابيون أغراضهم باغتيال البابا ومن معهم ليفديهم الرائد عماد الركايبى و 6 من رجال الشرطة بينهم 3 نساء هم العميد نجوى الحجار وشرطية أسماء أحمد وعريف أمينة رشدى بروحهم ودمهم ليحافظ على سمعة وأمن الوطن، وعلى الفور أسرع اللواء مصطفى النمر والقيادات الأمنية إلى موقع الحادث الذى مروا عليه للتأكد من عملية التأمين قبل الحادث بدقائق والذى شهد حالةً من الذعر لموقع الحادث داخل منطقة تجارية بقلب المدينة وقد قام أبناء الإسكندرية بالتجمع ونقل المصابين إلى سيارات الإسعاف التى وصل عددها فى دقائق من وقوع الحادث إلى 18 سيارة لنقل المصابين إلى مستشفيات القوات المسلحة والجامعة وقد قام عدد من المواطنين بالتبرع بالدم لإنقاذ المصابين كما قامت قوات الأمن بقطع الاتصالات وإغلاق الطرق المؤدية إلى الكنيسة إلا أنه بعد قليل سمع دوى انفجار ثانى بشارع الشهداء المجاور للكنيسة المرقسية وقد اتضح أن هناك منزلا قديما تسبب الانفجار فى سقوط أجزاء منه مما آثار حالة من الرعب. وقد كشفت التحريات والبحث الجنائى أن الانتحارى كان يهدف لدخول الكنيسة التى يترأس فيها البابا تواضروس قداس الصلاة دون أن يدرك أنه غادر الكنيسة قبل وقوع الانفجار وعندما حاول دخول الكنيسة حاولت قوات الأمن إيقافه فقام بتفجير نفسه أمام المدخل ليلقى مصرعه ومعه الشهيد الرائد عماد الركايبى وقد أكدت مصادر من داخل الكنيسة أن الإرهابى لو نجح فى الدخول لارتفع أعداد الضحايا إلى اضعاف القتلى من أبناء الوطن الذين استشهدوا أمس نتيجة الزحام داخل الكنيسة. على جانب آخر سادت الشارع السكندرى حالة من الغضب الشديد مما حدث وطلب أبناء الثغر الرئيس عبدالفتاح السيسى والحكومة بتطبيق أقصى عقوبة على الجماعات الإرهابية وتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة على قيادات وأعضاء الجماعات الإرهابية وقد حاول رجال الشرطة تهدئة الجماهير المحتشدة زمام الكنيسة التى راحت تهتف ضد الإرهاب فى ظل حالة من الحزن والغضب فى الشارع السكندري. وكشفت مصادر أمنية ل «الأهرام» عن أبعاد مهمة فى العمل الإرهابى بالإسكندرية حيث أتضح أن الانتحارى الإرهابى الذى فجر نفسه أمام مدخل الكنيسة المرقسية حاول التسلل مبكراً إلى الكنيسة لكن الإجراءات الأمنية المشددة والمكثفة جعلته يتردد فى الاقتراب من الكنيسة وكان من المفترض أن ينفذ مهمته قبل تفجير طنطا إلا أن التفجير المبكر الذى وقع بطنطا جعل البابا تواضروس ينهى عظته بسرعة للمتابعة والإطمئنان على الأوضاع بطنطا مما أدى إلى ابتعاد البابا تماماً عن محيط الحادث الإرهابي، وتشير الدلائل الأولية والمعلومات إلى وجود رابط بين العمل الإرهابى بطنطاوالإسكندرية لإشاعة ونشر الرعب والخوف من خلال التفجيرات بمناطق حيوية متفرقة داخل الكنائس خاصة التى تشهد حضوراً كثيفاً من الأقباط . وأكد شهود العيان أن رواد الكنيسة استمعوا للعظة وأدوا الاحتفال فى هدوء تام، حيث أكد فؤاد رزق أحد شهود العيان أن الضابط الشهيد عماد الركايبى منع وقوع كارثة محققة قبل وصول الإرهابى إلى مكان تجمع المصلين بالكنيسة وكان يحمل سعفاً فى يده للتمويه حتى يتمكن من الدخول إلا أن الشهيد الرائد عماد الركايبى ارتاب وشك فى أمره وقام باستيقافه ومنعه من الدخول إلا أن الإرهابى أسرع بتفجير نفسه وسط أرتفاع الأدخنة الكثيفة وسقوط الضحايا والمصابين ووسط صراخ الناجين من الموت وأسر الشهداء. وقد أعلن الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية رفع حالة الطوارئ القصوى بجميع أجهزة المحافظة وأعرب عن بالغ أسفه مشدداً على جميع المسئولين بضرورة تكثيف الجهود لمعرفة المتسبب فى هذا الحادث الخسيس ومن ورائه مؤكداً أنه سيتم معاقبة المقصرين فى الحادث.