حلو الكلام الوزير البنجلاديشي!!

النسيان نعمة.. هذه حقيقة عندما يمر الانسان بذكريات صعبة أو مواقف محزنة أو عند فقدانه لشخص عزيز وغال لكن تتحول نعمة النسيان إلي نقمة إذا نسي المسئول مسئولياته وبدأ يطلق تصريحات في الهواء دون أن يعرف مردود ما يقوله خاصة إذا كان وزيراً.
والحكاية ان د. عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية ورئيس المجلس القومي للأجور خرج علينا بتصريح يرد به علي اعتراض العمال المصريين علي تحديد الحد الأدني للأجور بمبلغ 400 جنيه رغم ان حكم القضاء الإداري قال 1200 جنيه.
وكان رد الوزير "هنجيب عمال من بنجلايش أرخص وهيرضوا ب400 جنيه الحد الأدني للأجور" الذي أقره مجلس الأجور الذي يرأسه.
كلام الوزير انتهي لكن ما لا ينتهي هو الأرقام الرسمية التي يعد الوزير واحدا من المسئولين عنها وهي:
* في بحث أجراه الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء ذكر أن معدل البطالة في مصر يصل إلي 9.26% خلال الربع الأول من العام المالي الحالي من حجم قوة العمل التي تبلغ 25 مليوناً و204 آلاف نسمة أي إنه وفق تلك الارقام فإن البطالة تقترب من 3 ملايين نسمة.
* ان مؤشر الطلب الداخلي والخارجي علي العمالة المصرية تراجع خلال شهر سبتمبر الماضي بنسبة 47% نتيجة انحسار الاستثمار الأجنبي والأزمة المالية العالمية.
* ان مؤسسة سيتي جروب وهي أكبر شركات الخدمات المالية في العالم قالت ان ارتفاع نسبة البطالة أكثر أمر وارد حتي لو نجحت الحكومة في تحقيق معدل نمو اقتصادي 5% وان عليها الوصول إلي نمو 7% خلال عام وإلا فإن نسبة البطالة ستصل إلي 12%.
* ان معهد بروكينجر الامريكي اكد أن نسبة البطالة الحقيقية في مصر خلال عام 2009 وصلت إلي 16.7% لأن الاحصائيات الحكومية لا تذكر العمالة الموسمية ولا غير المؤهلين للعمل ولا عمال التراحيل.
كل ما فات والوزير يريد احضار عمال من بنجلاديش لمجرد أن عمالنا اعترضوا "حقهم" علي الحد الأدني للأجور. ونسي الوزير أن حكومته مثلها مثل أي حكومة سابقة كانت من أسباب تلك البطالة.
الوزير البنجلاديشي نسي أن فرصة العمل الواحدة في مصر تتطلب من 80 إلي 100 ألف جنيه استثمارات وأن المصريين لا يستحقون تلك الفرصة والبنجلاديشي أولي.
الوزير البنجلاديشي نسي انه عضو في حكومة الحزب الوطني الذي يضع ضمن برنامجه توفير ملايين فرص العمل للقضاء علي البطالة.
الوزير البنجلاديشي نسي أن رئيس الوزراء المصري خرج في نفس توقيت تصريحه ليؤكد انه سيتخذ اجراءات لتفعيل اعانة البطالة التي تشكل كابوسا للجميع.
الوزير البنجلاديشي.. نسي انه وزير مصري.. بس خلاص..!!