من منكم زار شارع المعز قبل وبعد ثورة يناير ؟ مؤكد هناك من يشعق تلك الأماكن المليئة بعبق ماضينا البهي بعمارته وجماله ورونقه واصالته ومؤكد الفارق كبير قبل الثورة وبعدها ولا أعرف علاقة ما يحدث الآن بالثورة! غير التأكد علي ان الثورة أخرجت اسوأ ما في بعضنا من فوضي وهمجية وقبل ان يتساءل القارئ العزيز اصف له الشارع قبل الثورة فقد كان علي امتداده من باب الفتوح حتي الحسين مجهزا لمتعة الزائر السائر علي قدميه وممنوع منعا باتا دخول السيارات والموتوسيكلات والدراجات.. مع صيانة وترميم البيوت والقصور والسبل والجوامع.. فكان السائر داخل الشارع يخلع حاضره المؤلم ويسير وسط صفحات التاريخ مستمتعاً منتشياً.. فلا يفاجأ بتوكتوك في ظهره .لا عجلة في قدمه ولا سيارة تلصقه بالحائط حتي تمر.. وفي الليل كانت الإضاءة الرائعة تحيلك لحلم آخر فأنت السحيمي وانت القمر وأنت السلطان الغوري بل أنت المعز نفسه.. انت سلطان وملك.. انت المصري العظيم.. ثم قامت الثورة ليذهب الحلم ويتفنن كل اناني بمحاولة تشويه المكان بالسيارات تقتحم المكان والباعة الجائلين وكراسي المقاهي والعرض علي الأرصفة وغلق الأنوار ليلا والسؤال.. لماذا؟! هل نوجه السؤال للمسئول عن الشارع ام للمسئول عن الآثار أن ام وزير الثقافة ولكن الأغلب السؤال لنا نحن الشعب.. لماذا نتفنن في الخسارة بكل الطرق. الذين سافروا باريس أو روما او اسبانيا او المانيا او اي مكان يمتلك قليل القليل مما لدينا سيري كيفية التعامل مع تلك الأماكن فأنت تدخل قدس أقداس التاريخ وربما سألوا السائح ذات يوم ان يتوضأ ويخلع نعليه!! فلماذا نحن المصريين بكل ما لدينا نضيع حقوقنا وجمالنا وبهاء ماضينا.. سؤال آخر للحكومة ولوزير الثقافة الزميل العزيز حلمي النمنم واعلم انه من عشاق هذه الأماكن.. هل رأيت الشارع مؤخراً ودون أبلاغهم انك ذاهب الي هناك.. اترك الموكب وتعال معي ادعوك في رحلة كزميلين وصديقين لا وزير ولا صحفية.. لتري لأي مدي بات المنظر مؤلماً! نحن لا نطالب بعودة تاريخ شارع المعز.. بل نطالب به في زمن الفساد زمن مبارك.. ترانا نحيا زمن ما بعد الفساد؟! يا شعب مصر سنظل خلف حكومتنا لتطبيق القانون ونظل خلف أنفسنا لنتعلم كيف نحب مصر.. كيف تجعلنا الثورات ارقي وتظهر أجمل ما فينا وليس أسوأ ما فينا.