مازالت ردود الفعل مستمرة حول قرار د. عصام شرف رئيس الوزراء باعادة توطين النوبيين علي ضفتي بحيرة ناصر. يقول الحاج أمين حفني 80 عاما من قيادات النوبة وأحد المشاركين في حصر النوبيين أثناء التهجير ان توطين النوبيين علي ضفاف بحيرة ناصر يعتبر انتصارا للإنسان في كل مكان وليس انتصارا للنوبيين وحدهم لأن هذا القرار ازال الظلم الذي تعرض له النوبيون طوال 108 أعوام عاني خلالها النوبيون ويعتبر بمثابة احقاق لحق انسان مظلوم وليس للنوبة فقط موضحا انه يشعر بسعادة غامرة من قرارات رئيس الوزراء الأخيرة التي ازالت نبرة الحزن التي لازمت أصوات وأغاني النوبيين طوال عقود طويلة وقال ان الفائدة التي ستعود علي المواطن النوبي من هذا القرار هي عودته إلي المكان الأصلي والطبيعي الذي نشأ وترعرع فيه. كما ان توطين منطقة بحيرة ناصر سوف يحافظ علي الأمن القومي المصري في جنوب البلاد وأبناء النوبة سوف يكونون الدرع الواقي لبوابة مصر الجنوبية لأنهم الأقدر علي حماية جنوب البلاد ولأنهم ابناؤه الأوفياء. مشيرا الي ان المسئولين أثناء فترة بناء السد العالي وتهجير النوبيين اهتموا بالحجر والأثر وحافظوا عليه ونقلوه في أماكن بعيدة عن الغرق وأطلقوا نداء عالميا عن اليونسكو لتحقيق ذلك ولكنهم لم يهتموا بالقدر نفسه بالبشر الذين كانوا يعيشون منذ آلاف السنين في جنوب مصر. وقال ان تنمية جنوب مصر سوف تعود بالنفع علي جميع أبناء الوطن الذين سوف يستفيدون من الموارد الطبيعية الهائلة في تلك المنطقة سواء كانت موارد زراعية أو محجرية. يقول منير بشير رئيس جمعية المحامين النوبيين ا ن هناك كثيرا من المغالطات التي يريد البعض إلصاقها بالنوبيين منها ان النوبيين سوف يسعون للانفصال بعد توطينهم حول بحيرة ناصر وهو أمر يعتبر افتراء علي النوبيين لأنهم لو كانوا يريدون الانفصال لكانوا طالبوا بانفصال مركز نصر النوبة الذي يضم اعدادا كبيرة من النوبيين. بل علي العكس يناضل النوبيون بكل قوة طوال السنوات الماضية للحصول علي دائرة انتخابية مستقلة لضمان تمثيلهم في البرلمان المصري حتي يكون لهم ممثلون شرعيون يطالبون بحقوقهم بل ان مركز نصر النوبة يضم كافة القبائل والجميع يعيش جنبا إلي جنب بدون أي مشاكل. وأضاف ان المقنن المالي لبحيرة ناصر لن يتأثر بتوطين النوبيين كما يدعي البعض وسوف نطالب بأن تكون كافة المشروعات علي بحيرة ناصر متوافقة مع الاشتراطات البيئية الصحيحة علاوة علي ان الانسان النوبي يتميز بانه من أكثر المواطنين حفاظا علي البيئة والنظافة العامة. مشيرا إلي ان تنمية بحيرة ناصر لن يستفيد منها النوبيون فقط ولكن يستفيد به أبناء مصر كله وأهلا بجميع أبناء أسوان وباقي محافظات مصر لأن أي مشروع سوف يقام علي ضفاف بحيرة ناصر سوف يستفيد منه جميع شباب مصر بلا استثناء فمستشفي وادي كركر علي سبيل المثال الذي تكلف 700 مليون جنيه سوف يعمل به جميع الكوادر ولن يكون قاصرا علي النوبيين فقط وأي مشروع تنموي سوف يعود بالنفع علي الجميع. طالب حسن محمد حسن أمين الحزب الناصري وأحد أبناء النوبة بضرورة الاستعانة بجهاز تنمية بحيرة ناصر داخل الهيئة المزمع انشاؤها لإعمار بحيرة ناصر لأن هذا الجهاز يمتلك خبراء وكوادر وتخصصات علمية كثيرة علي دراية تامة بتنمية بحيرة ناصر ويمكن ان يلعب دوراً مهما اذا تم تطويره واعادة تشكيله لأن هذا الجهاز منوط به في الأصل تنمية البحيرة زراعيا وتعدينيا وسمكيا علاوة علي أهمية الاستعانة أيضا بمشروع العون الغذائي التابع لمنظمة الفاو والذي يمتلك خبرة كبيرة في تنمية ضفاف البحيرة أيضا. وطالب أيضا باطلاق حملة عالمية عن طريق اليونسكو للمشاركة في مشروع اعادة توطين النوبيين علي ضفاف بحيرة ناصر علي غرار حملة انقاذ آثار النوبة لأن اعادة توطين النوبيين سوف يكلف مبالغ مالية ضخمة تفوق امكانيات الدولة كما يجب علي رجال الأعمال النوبيين ان يساهموا في التمويل عن طريق التبرعات أو اقامة مشروعات تنموية جديدة. أكد الدكتور عبدالحي محمد علي الأستاذ بكلية التربية وأحد أبناء مركز ادفو ان الجميع يرحب ويهنئ أبناء النوبة علي قرار رئيس الوزراء باعادة توطين النوبيين علي ضفاف بحيرة ناصر. ونطالب الدولة ايضا ان تراعي في الوقت نفسه حقوق باقي المتضررين من أبناء القبائل الأخري لأن منهم من تضرر بسبب بناء الخزان وغرقت منازلهم ايضا في نفس الفترة التاريخية التي تم فيها تهجير النوبيين مثل أهالي قرية بيساو في سلوا وقرية أم شلباية في الطوناب بمركز ادفو. وأضاف انه يجب الالتزام بالاشتراطات والمحاذير البيئية عند اقامة أي مشروعات علي ضفاف بحيرة ناصر حتي لا يتم تلويث المياه بها. كما يجب ان يكون اعادة توطين النوبيين بداية لتنمية شاملة وحقيقية لبحيرة ناصر ولا يتم الاكتفاء بتوطين أبناء النوبة فقط لأن هذه المنطقة يوجد فيها أراضي زراعية شاسعة تكفي جميع سكان الجمهورية بلا استثناء. يقول حسن عبدالعزيز الكوباتي أحد مؤسسي ائتلاف القبائل العربية بأسوان انه لا يوجد أي مانع لدي جميع أبناء القبائل بشأن توطين النوبيين علي ضفاف بحيرة ناصر لأنهم أبناء عمومة واخواننا وتربطنا بهم صلات نسب ومصاهرة ونتمني لهم الخير ونرحب بتوطينهم في أي مكان تحدده الدولة مؤكدا ان أسوان نسيج واحد ولن يستطيع أحد ان يحدث أي نوع من التفرقة وكافة القبائل العربية تساند النوبيين بكل ما يملكون وعلي استعداد للتصدي للرصاص حتي يحصلوا علي جميع مطالبهم ولكن بدون ان يضر هذا بمصالح الآخرين. وطالب بسرعة تأسيس ائتلاف أسوان حتي يحتضن جميع أطياف أبناء المحافظة من قبائل عربية ونوبيين وأبناء المحافظات الأخري المقيمين بأسوان حتي يحقق هذا الائتلاف جميع طموحات أبناء المحافظة. يقول هلال دندراوي عضو اللجنة المركزية العليا لحزب التجمع وأحد أبناء مركز أسوان ان قرار توطين النوبيين علي ضفاف بحيرة ناصر يعتبر أحد القرارات الحكيمة التي اتخذها مجلس الوزراء لانهاء مشاكل النوبيين التي استمرت لمدة 100 عام لأن من حق النوبيين العودة إلي موطنهم الأصلي. وأضاف انه يؤيد قرارات رئيس الوزراء الأخيرة ويعضدها لشخص وكحزب وكاتجاه ولكن كان يجب ان تتضمن هذه القرارات ما يضمن تحقيق التنمية الشاملة في محافظة أسوان التي تعاني من نقص حاد في الخدمات والمرافق في مختلف القري والمراكز والمدن بشكل صارخ. مؤكدا انه اذا كانت الحقوق لا تؤخذ الا بالاعتصامات والاحتجاجات فان شعب أسوان من أبوسمبل حتي ادفو علي موعد مع اعتصامات كثيرة للبحث عن حقوقه الضائعه ولكن بدون تخريب أو تدمير. يقول ابراهيم البرسي منسق ائتلاف القبائل العربية بأسوان ان ضفاف بحيرة ناصر ملك لجميع أبناء أسوان ويجب الا تكون قاصرة علي أحد بعينه لأنه لا فرق بين هذا وذاك فكلنا أبناء أسوان. مشيرا إلي ان ابناء النوبة حصلوا علي تعويضات أثناء بناء السد العالي وتم تهجيرهم في قري نموذجية بمركز نصر للنوبة ولا يوجد لدينا أي مانع في اعادة توطينهم علي ضفاف البحيرة ولكن يجب مراعاة حقوق القبائل الأخري ايضا في نفس الوقت. يقول أبوالحسن البرنس من أهالي قرية بنيان من مؤسسي ائتلاف القبائل العربية بأسوان ان التوطين يجب الا يكون لجنس واحد بعينه حتي لا تحدث أي مشاكل مستقبلية مثلما حدث مع الأكراد في تركيا الذين يطالبون بحكم ذاتي ويجب ان يكون التوطين للجميع. وطالب بأن يشمل التوطين علي ضفاف البحيرة كافة القبائل العربية خاصة وان الجميع اصدقاء واحياء وأبناء عمومة.