* هي فوضي؟! سؤال استنكاري كان عنواناً لأحد الأفلام قبل الثورة.. ومن حقنا الآن أن نطرح نفس السؤال بنفس الطريقة الاستنكارية وإن تغير المقصد في الطرح وتغير الحال في الاستنكار. * لقد قدم الشعب المصري نموذجاً رائعاً لثورة شعبية سلمية قدمت مئات الشهداء ونجح في أيام معدودة في الاطاحة بواحد من أقوي النظم الديكتاتورية الفاسدة في العصر الحديث وهاهو رأس النظام وبطانته يحاسب علي أفعاله ومفاسده أمام العالم وأمام قضاء مدني عادل. * لقد كان الجيش المصري ومايزال هو صمام الأمان من الانزلاق في متاهة الفوضي التي نراها بأم أعيننا في بلاد أخري مجاورة.. فهو جيش وطني بمعني الكلمة.. جيش الشعب الذي انحاز للشعب من أول لحظة فارقة.. لا أحد يمكنه أن يزايد علي وطنية جيش مصر الذي يتصدر المشهد الآن في أخطر وأهم مرحلة في تاريخ مصر ولا أحد يستطيع أن يزايد علي نيته وعقيدته في الوصول بالبلاد إلي بر الأمان علي قاعدة ديمقراطية حقيقية. * أعتقد أن كل محاولات اشاعة الفوضي تكمن وراءها أياد وعقول جبانة غاصت في فساد العهد البائد.. أنها عقول ونفوس تربت علي الفساد وتقاوم بكل قوة من أجل ابقاء الوضع الفاسد علي ما هو عليه.. انهم يريدون أن تعود العجلة إلي الوراء أو هدم المعبد علي كل الرؤوس. * كل المصريين الشرفاء بمثقفيهم وعامتهم يرفضون أفعال إسرائيل وهذا الرفض استمر علي مدي ثلاثين عاماً وأكثر وكانت ارادتهم تكسر دائماً في ظل سياسات العهد البائد.. ولكن بعد الثورة اختلفت الأمور واختلفت المراكز السياسية وعلت ارادة الشعب.. إسرائيل نفسها تعرف ذلك وتحسب له ألف حساب.. لكن مركز الثورة المصرية التي أشاد به العالم لا يتسق أبداً مع ما حدث من اقتحام للسفارة الإسرائيلية.. ان صانعي الفوضي والمحرضين علي هذا الفعل غير المتحضر ليسوا شرفاء ولا ثوار حقيقيين.. فقد خصم هذا الفعل من رصيد شرف ثورة سعت للديمقراطية واساء إلي سمعتها واحرج الحكومة والمجلس العسكري نفسه أمام العالم وأثر تأثيراً سلبياً بالغاً في هيبة وكيان الدولة. * آن الأوان للثوار الشرفاء الذين حركوا البرك الراكدة وحققوا أزهي ثورة في التاريخ الحديث أن يحموا ثورتهم من الأيادي العابثة التي تريد بكل طريقة أن تزعزع البلاد وتدمر العباد.. آن لهم الآن أن يتصدوا بكل حزم وقوة لهؤلاء الخبثاء المندفعين وآن لهم أن يضعوا أيديهم في أيدي حراس الوطن لحماية مستقبل أرادوه ولا يجب أبداً أن يتركوا الساحة لأذناب وفلول وأن يعرفوا أن أي وقيعة بين الشعب والجيش كفيلة بإحراق البلد. * علي الإعلام الوطني الآن مهمة تبصير الناس بأن المعاهدات الدولية والمواثيق تحمي السفارات أياً كانت هذه السفارات وأن ما حدث أمر خطير ويتعلق باحترامنا كدولة متحضرة.. وأن التعامل مع المواقف الإسرائيلية لا يمر أبداً بالهجوم علي سفارتها. * اللهم احم مصر واحم ثورتها واحفظ هيبتها وأذل فاسديها وأخرجها من هذه اللحظات الفارقة سالمة غانمة مطمئنة.