يحرقها أبناؤها الذين قاموا بثورة يطالبون فيها بالحرية والعدالة والكرامة ويتطلعون إلي إرساء دعائم الديمقراطية.. فإذا بهم يخربونها ويدمرون كل يابس وأخضر أمامهم..!! فهل هم هؤلاء الشباب الذين تباهي بهم "أوباما" وبثورتهم وأعلن أنه سوف يدرسها لشباب أمريكا..؟! الآن نتباكي عليهم وعلي ثورتهم..!! مصر يتداعي عليها الأكلة من كل واد داخليا وخارجيا..!! أما داخليا.. فشبابها كالإعصار الهادر الذي لا يخلف وراءه غير الخراب والدمار.. فما بين حرق مبان حكومية وسيارات وتعطيل مصالح.. وبين بلطجة وفوضي في الشوارع.. ووقفات احتجاجية واعتصامات.. فإذا كانت لديهم قوة هائلة ولكنها سلبية.. فليحولونها إلي إيجابية ويستثمرون مليونياتهم في تعمير الصحراء مثلا.. أو رفع جبال القمامة التي ملأت ربوع البلاد..!! عندئذ نتباهي بهم ولا نتباكي عليهم..!! أما خارجيا.. فما أكثر المتربصين بها إسرائيل من ناحية وإيران من ناحية أخري.. فإسرائيل بمساعدة أمريكا تريد تجسيد فكرة الشرق الأوسط الجديد ومركزه إسرائيل واقعا لا خيالا.. ولن يحدث هذا إلا بإضعاف مصر وتصدير القلاقل إليها هذا من ناحية.. ومن ناحية أخري تضغط علي الفلسطينيين وتضيق عليه وتلفت أنظارهم إلي سيناء لتكون وطنا بديلا لهم. أما عن إيران التي دعا البعض إلي التقارب بينها وبين مصر بالإضافة إلي تركيا.. وأن تكون مصر رأس الطائر وهما جناحاها.. فحدث عن إيران التي تلعب أصابعها هي الأخري في المنطقة فهي تريد تحويل الشرق الأوسط إلي كتلة إسلامية هي رأسه ومركزه.. بالإضافة إلي ما كشفت عنه إحدي وثائق "ويكليكس" من وجود مخطط أمريكي - إسرائيلي - إيراني لفصل النوبة عن مصر لإقامة "دويلة شعب النوبة"..!! فمتي يعي شبابنا ما يحاق بمصر من أخطار داخلية وخارجية.. فتماديهم في غيهم زاد عن حده وانقلب إلي ضده ويكفيهم أن قانون الطوارئ عاد العمل به مرة أخري.. بعد أن استجاب المجلس العسكري لمطلبهم وألغي العمل به. لقد تفاءلنا أن الثورة ستصلح ما أفسده الحكام.. فإذا بنا نكتشف بعد 7 أشهر أننا نحرث في البحر فحال البلاد ممزق ولم تستقر أمورها بعد.. فإذا استمر حالها هكذا فحتما ستصعد إلي الهاوية وتسير نحو الغرق.