في الليلة الختامية لمولد السيدة نفيسة "كريمة الدارين" ازداد إقبال المواطنين من شتي أنحاء الجمهورية لحضور الليلة الأخيرة من الاحتفال بمولد السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عن آل البيت أجمعين. تسبب الزحام الشديد واحتشاد المريدين من أتباع الطرق الصوفية ومحبي آل البيت في عرقلة حركة المرور في محيط المسجد حيث افترش الزائرون الطرقات وأقاموا السرادقات والموائد لإطعام الضيوف.. واستأثرت حلقات الذكر والانشاد الصوفي بنصيب الأسد من الحضور حيث اصطفوا طوابير في طقس روحاني بديع. تزينت قباب المسجد ومآذنه بالزينة والورد والأنوار كما سطعت الأنوار في السرادقات حيث أبدع المنشد المعروف ياسين التهامي وصال وجال بصوته الشجي وإنشاده الذي ألهب وجدان الحاضرين ومشاعرهم مستندا علي شعبيته الكبيرة في قلوب جمهور الإنشاد الصوفي واستغراقه في حالة صوفية تجاوب معها الحاضرون بدرجة كبيرة. استنكر الحضور دعوات بعض من يطلقون علي أنفسهم "دعاة سلفيين" بتحريم وتجريم المشاركة في مولد السيدة نفيسة حيث يتهمون من يفعل ذلك بممارسة البدع والخروج عن الإسلام مؤكدين انها لاتخرج عن كونها بدعة يستغلها الشيعة للانخراط والدعوة للمذهب الشيعي وان الدين الإسلامي ليس له علاقة بها من قريب أو بعيد معتبرين من يقول ذلك بمحاولة الوقيعة وإحداث فتنة مؤكدا ان حب المصريين لآل البيت له خصوصية ومكانة مقدسة في نفوس كل المصريين ولا يؤثر ولا يخالف الشريعة أو العقيدة كما يدعي بعض السلفيين والشيوخ المتشددين مؤكدين في النهاية ان الموالد طقس صوفي يضرب في جذور الدولة المصرية منذ مئات السنين رافضين دعوات التشدد والعنصرية.. مشيرين إلي ان من يروج لمثل هذه الدعاوي يمثل خطرا علي الفهم الصحيح للدين الإسلامي. العائلات والأطفال والشباب احتفلوا بالمولد العريق علي طريقتهم الخاصة من خلال شراء الحلوي واللعب بالمراجيح وشراء الهدايا والأضيرة تعد أحد أهم أركان زيارة المولد لكونها تبقي ذكري لكل عشاق ومحبي مولد السيدة نفيسة. بذلت قوات الأمن جهدا كبيرا في ضبط حركة المرور سواء خارج ميدان السيدة نفيسة أو داخله حيث تم تشديد إجراءات الأمن وتسيير دوريات متحركة للحد من وقوع أي مشاجرات أو أحداث عنف أو سرقة كما هو معتاد في مثل هذه المناسبات. وفي محيط ميدان السيدة نفيسة توافدت أعداد كبيرة من الجماهير القادمة من الأقاليم ومحافظات الصعيد حيث قاموا بتقديم المأكولات والوجبات المجانية علي المواطنين في إطار نغمات المولد وطقوسه المشهورة منذ عقود حيث شهدت زحاما شديدا. رغم انخفاض درجات الحرارة الليلة الماضية فإن ذلك لم يمنع حضور المئات من محبي كريمة الدارين حتي ساعات متأخرة من الليل حلقات الذكر والإنشاد والتي أشعلت لساعات طويلة قلوب وعقول كل الموجودين بالمولد.