تدخل كرة القد م المصرية عامها المئوي الثاني بعد ان مضت مائة عام منذ عرفنا فيها اللعبة وبات لها اتحاد رسمي وانضمت إلي الاتحاد الدولي في مطلع عشرينيات القرن الماضي بعد ان سبقها للممارسة بالتضامن والتنافس مع الفرق الأجنبية التي كانت في مصر وأهمها فرق المحتل الإنجليزي.. وعلي مدي المائة عام الأولي وضعت الكرة المصرية لنفسها بصمات مضيئة بفضل تواجدها المشرف سواء في الدورات الأوليمبية منذ دورة باريس عام 1924 إلي دورة أتترس عام 1928 ولم تتخلف اللعبة عن الأوليمبياد إلا منذ عشرين عاماً فقط بعد ان كان آخر تواجد لها في دورة برشلونة عام .1992 وفي كأس العالم كان للكرة المصرية أول تواجد عربي وأفريقي عندما شاركت في مونديال 1934 بإيطاليا ثم عادت لتشارك للمرة الثانية في عام 1990 بإيطاليا. أما عن الكرة المصرية في الاتحاد الافريقي تحدث بكل فخر عن تاريخها وإنجازاتها التي فاقت كل حدود وتفوقت علي كل الدول الأفريقية العربية الشقيقة والأفريقية الصديقة. كل ذلك وضع الكرة المصرية في مصاف الدول الكبري كروياً حتي وصل تصنيفها يوماً ان تكون من أفضل عشر دول في العالم. أردت بهذه المقدمة ان أذكر أبناء مصر من الشباب قبل الشيوخ أننا نضع اللعبة الشعبية الآن في مقتل بفضل إقحامها في السياسة والبعد بها عن الهدف الأسمي للرياضة وشعاره ان الرياضة أخلاق .. وبعد ان حاول بعض شبابنا بانحراف اللعبة عن كل أهدافها كمتعة نفيسة وانتماء شخصي كل الهدف منه ارضاء للذات. بسبب هذا الانحراف في بوصلة تشجيع كرة القدم باتت لعبتنا الشعبية المحبوبة محدودة ليس بالتراجع في النتائج ولكن في حبسها داخل بلدنا والدوران في دائرة مغلقة.. ولمزيد من الإيضاح أقول إن معني ما يحدث في الشارع المصري من اتهامات لبعض مشجعي كرة القدم بأنهم وراء الشغب والإضرابات والمظاهرات وتحطيم المنشآت هو حرمان مصر من استضافة تصفيات افريقيا للدورة الأوليمبية في لندن 2012 وهروب الدول المشاركة ورفضها الحضور إلي مصر خوفاً من حالة عدم الاستقرار التي تشهدها البلاد حالياً وبذلك تخسر الكرة المصرية الكثير وتخسر مصر أكثر من سمعتها بسبب مشجعي كرة القدم. وعلي المستوي المحلي تصبح مسابقات اللعبة مهددة بالإلغاء وبها تخسر الأندية والمنتخبات الكثير وتضيع كل الجهود والأموال التي بذلت لوضع اللعبة علي خريطة الدول المتقدمة في التصنيف العالمي. ولعل اجتماع وزير الدخلية بروابط المشجعين في الأندية الشعبية الكبري في مصر الأهلي والزمالك والإسماعيلي والمصري والاتحاد السكندري يسفر عن العودة الصحيحة إلي الهدف الذي من أجله تكونت هذه الروابط وهو الاتجاه للتشجيع الأمثل للرياضة سواء علي مستوي الأندية أو المنتخبات ويعودون إلي أماكنهم في مدرجات الملاعب بأفضل أساليب للمساندة والمؤازرة فقط بعيداً عن السياسة وبعيداً عن صراعات حزبية لا تعرفها الرياضة السمحة .. ويكون ما حدث خلال الأيام الماضية درس تعلمه الالتراس لن يتكرر.