مصلحة الميكانيكا والكهرباء هي القلب النابض لمنظومة الري فهي المسئولة عن إنشاء وتشغيل وصيانة محطات الري والصرف والخلط علي مستوي الجمهورية لتوصيل مياه الري للأراضي الزراعية وبعض محطات مياه الشرب. أنشئت مصلحة الميكانيكا والكهرباء منذ عام 1805 في عهد محمد علي باشا وهي أقدم المصالح المصرية علي الإطلاق وكانت تتبعها وزارة الكهرباء وأطلق عليها اسم مصلحة الميكانيكا والكهرباء عام 1929. فهي الجهة المسئولة عن تلبية الاحتياجات المائية الحالية والمستقبلية لكافة القطاعات بالدولة وإنشاء محطات الري والصرف الجديدة لخدمة قطاعات الزراعة واستصلاح الأراضي وإحلال وتجديد محطات الطلمبات لتنفيذ خطة التوسع الأفقي في استصلاح الأراضي وتشغيل وصيانة محطات الطلمبات الثابتة والعائمة لتوفير الاحتياجات اللازمة لري المساحات المنزرعة علي مستوي الجمهورية وتشغيل وصيانة محطات الصرف التي تخدم الزمامات الواقعة بالمناطق الساحلية للتخلص من المياه الزائدة عن احتياجات الأراضي وذلك بسبب عدم صلاحيتها للاستخدام وكذلك للمحافظة علي عدم زيادة ملوحة الأراضي الساحلية وإدارة مراكز الطوارئ المنتشرة علي مستوي الجمهورية لخدمة منظومة الري والصرف عند الأزمات والنوات. "المساء" حاورت د.مصطفي أبوزيد رئيس مصلحة الميكانيكا والكهرباء علي مدي ثلاث ساعات كشف فيها عن معاناة العاملين في المصلحة والصعوبات التي تواجههم في عملهم حيث وصفهم أبوزيد بالجنود المجهولة التي تعمل في صمت وسط ظروف صعبة لأنهم يعملون علي مدار اليوم وطوال الأسبوع لتلبية احتياجات المواطنين من مياه الري والشرب. بالإضافة إلي تعرضهم للخطر في بعض المناطق مثل محافظة شمال سيناء حيث يحاول اللصوص استغلال الظروف الأمنية الموجودة هناك للسطو علي معدات تلك المحطات لبيعها خردة وكشف أن توشكي تم الانتهاء من جميع محطات الري بها وتنتظر المستثمرين. * ما هو دور مصلحة الميكانيكا والكهرباء في منظومة الري؟ ** مصلحة الميكانيكا من أقدم المصالح حيث أنشئت في عهد محمد علي باشا وكان يطلق عليها الورش الأميرية وفي عام 1929 صدر قرار تسميتها مصلحة الميكانيكا والكهرباء وكانت تضم المراجل البخارية نظراً لاستخدام البخار في ذلك الوقت في تشغيل الماكينات وكانت المصلحة مختصة بإصدار التراخيص للمصانع التي تدور ماكينتها بالبخار وكانت إدارة الكهرباء تتبع المصلحة حتي عام 1963 إلي أن صدر قرار في ذلك الوقت بفصلها وأصبحت وزارة الكهرباء وكان المهندس ماهر أباظة وزير الكهرباء الأسبق من ضمن مهندسي الكهرباء بالمصلحة وانتقل للعمل بوزارة الكهرباء. * وما دورها في الوقت الراهن؟ ** اقتصر دورها علي محطات الري والصرف الزراعي من تصميم وإنشاء وتشغيل وصيانة هذه المحطات لتوصيل المياه لجميع الأراضي الزراعية علي مدار 24 ساعة في اليوم بدون كلل أم ملل وعندما يتم تصريف المياه الزائدة في الأراضي إلي المصارف تتم إعادة تدويرها لاستخدامها مرة أخري لسد العجز المائي. * ما عدد المحطات التي تقوم بهذه المهمة؟ ** 1600 محطة من بينها 585 محطة كبيرة بالإضافة إلي المغذيات والآبار وجميعها تعمل بنظام ثلاث ورديات. * هل لها دور في منظومة مياه الشرب؟ ** هناك مصانع تحصل علي احتياجاتها من المياه من الترع مباشرة كما هو الحال في بعض محطات مياه الشرب والكهرباء مثل محطة زاوية غزال للكهرباء وتقوم محطات المصلحة بضخ المياه لهذه المنشآت كما أن مياه الشرب التي تصل لمحافظتي الإسكندرية ومرسي مطروح تصل من خلال محطات المصلحة. * ما حقيقة قيام وزارة الري بالتخلص من المياه الفائضة وإلقائها بالبحر؟ ** ليس لدينا فائض في المياه لكي نتخلص منه بالبحر فهذه شائعات فلدينا عجز مائي يصل إلي 30 مليار متر مكعب من المياه ولو كان لدينا فائض ما قمنا بإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي. * ما حقيقة تعرض المحطات للسلب والنهب علي يد اللصوص؟ ** حدث هذا في أعقاب ثورة يناير 2011 خاصة في منطقة الصعيد وسيناء في محطة الطويسة بأسوان تعرضت للسطو علي أيدي لصوص تصادف مرور دورية أمنية وحدث تبادل إطلاق رصاص بين الأمن وأفراد العصابة ولقي قائد الدورية مصرعه وحدث ذلك في الكثير من المحطات والحمد لله تم إصلاح وتركيب الأجزاء التي تمت سرقتها وإعادة تشغيلها مرة أخري في غضون أيام وهذا كلف المصلحة ملايين الجنيهات. * وهل تعرضت منشآت محطات الري للتعديات كما حدث مع المجاري المائية؟ ** نعم تعرضت منشآت المصلحة للتعدي وهذا نوع آخر من اللصوص وتم التنسيق مع الأجهزة الأمنية لإزالتها وفي سهل الحسينية ببورسعيد قام أحد الأشخاص ببناء منزل ومحلات علي أملاك المصلحة وللأسف كان مسنوداً من أحد المسئولين والذي كان يهددنا به عندما نحاول إزالة التعديات ونفذنا الإزالة وعلي نفقته. * هل تم استغلال فترة السدة الشتوية في أعمال صيانة المحطات استعداداً للموسم الصيفي؟ ** هذا يحدث بصفة دورية خلال السدة الشتوية يتم عمل صيانة لمحطات الري نظراً لقلة استخدام المياه خلال فصل الشتاء وتزداد مياه الصرف بسبب السيول والأمطار خلال الصيف يتم عمل صيانة لمحطات الصرف حيث يزداد الطلب علي مياه الري ويقل الصرف وهناك منظومة الصيانة الدورية بحيث يتم عمل عمرة كاملة للمحطات التي تزيد علي عشرة آلاف ساعة عمل ويتم عمل عمرات بسيطة ل 90% من محطات الري والصرف لتأهيلها وتلك العمرات يقوم بها أبناء المصلحة من مهندسين وفنيين وهو ما يوفر للمصلحة أموالاً طائلة. * لكن المصلحة تعاني عجزاً في الكوادر الفنية؟ ** هذه حقيقة فمصلحة الميكانيكا تعاني عجزاً في العمالة الفنية منذ عام 2006 حيث نحتاج إلي 4300 فني خاصة أن أعداد المحطات التي تدخل الخدمة في تزايد والفنيين المحالين إلي المعاش أيضاً كثيرون. * وماذا فعلت لسد هذا العجز؟ ** خاطبت المسئولين وحصلت علي وعد بتعيين فنيين مع الموازنة الجديدة في يوليو القادم. * ولماذا لم تستعن بفنيين بعقود مؤقتة ويتم تثبيتهم فيما بعد؟ ** التعيين طبقاً لقانون الخدمة المدنية الجديد لا يتم إلا من خلال مسابقة تتم عن طريق جهاز التنظيم والإدارة لأنه الجهاز المخول به التعيينات الجديدة وبذلك يقضي علي المحسوبية حيث إن المسابقة تشترط أن يكون الفنيون من سكان المناطق التي تحتاج إليهم. وهناك قرار آخر لتحسين كفاءة العاملين بالمصلحة بعمل دورات تدريبية لهم بتوقيع بروتوكولات مع وزارة الكهرباء وجامعة حلوان وكذلك بعض الشركات الأجنبية بتدريب المهندسين والفنيين خاصة حديثي التخرج لتصل معلوماتهم وكذلك الاستعانة بمن خرجوا للمعاش لنقل خبرتهم للشباب. وعن تجربة العامل والمهندس المصري عندما تترك له الفرصة ليبدع فإنه يعطي نتائج مبهرة فقد تعرضت محطة بني جميل بسوهاج لمشكلة وكانت تتطلب الاستعانة بخبير أجنبي وإصلاحها يحتاج أكثر من 400 ألف جنيه ومن خلال مهندسي المصلحة تم إصلاح العطل بمبلغ 15 ألف جنيه فقط وكذلك في المنيا استطاع مجموعة من المهندسين الشباب عمل إحلال وتجديد لوحدة اللوحات بتكلفة بسيطة في حين أن الشركة الأجنبية طلبت ملايين الجنيهات. * ما هي الإصلاحات الإدارية التي قمت بها في مصلحة الميكانيكا؟ ** حتي عام 2013 كان الهيكل متردا فعلي سبيل المثال المحافظة الواحدة كانت مقسمة إدارياً بشكل غريب بحيث نجد ان هناك مديرين مسئولين عن المحافظة وتكون مقسومة مع محافظات أخري بحيث يكون المدير المسئول مهمته الإشراف علي أربع أو خمس محافظات ونصف وهذا فوق طاقة البشر فتمت هيكلة الإدارات واعتماد ذلك من التنظيم والإدارة لتحسين الأداء وسرعة اتخاذ القرار. * وكيف تمكنت المصلحة من مواكبة التطور التكنولوجي؟ ** المحطات كلها لابد أن تكون ملائمة وصديقة للبيئة وأن تكون الأجزاء الميكانيكية والكهربائية موفرة للطاقة حيث تم استحداث منظومة تعمل بها المحطات من خلال أجهزة تحليل لإعطاء إنذار مبكر بأن هناك عطلاً لسرعة علاج الخلل والعطل. * وماذا عن محطات سيناء؟ ** شمال وجنوب سيناء بهما 22 محطة والعاملون بالشمال يعملون في ظروف صعبة وخاصة أنهم يتلقون تهديدات بالسطو علي تلك المحطات لكنهم لا يبالون بمثل هذه التهديدات ويعملون في صمت وتحد. * ولماذا أهمل مشروع توشكي خاصة أنه أنفق عليها مليارات الجنيهات؟ ** أبداً.. لقد انتهينا من كل حاجة فيها وتنتظر المستثمرين فقد تم الانتهاء من ثلاث محطات تروي 540 ألف فدان. * وماذا عن مشروع المليون ونصف المليون فدان؟ ** هذا المشروع قائم علي المياه الجوفية والمصلحة ساهمت في إقامة محطات بها. * أراضي شباب الخريجين القديمة تعاني مشاكل في المياه.. لماذا؟! ** تم عمل تأهيل وإحلال للمحطات في تلك المناطق ففي غرب الدلتا تم تشغيل محطة النصر 4 لخدمة 195 ألف فدان وتغذية مطروح بمياه الشرب وبعض قري الخريجين. * لكن الفلاحين يعانون من عدم وصول المياه إلي نهايات الترع في موسم الزراعات الصيفي؟ ** توزيع المياه ليس من اختصاص المصلحة لكننا نتولي التشغيل فقط ونواجه مشكلة كبيرة في قيام المواطنين بإلقاء المخلفات والحيوانات النافقة بالمجاري المائية وهذا يؤدي إلي عطل المحطات حيث يعاني العمال في إزالتها. * وكيف واجهتهم هذه المشكلة؟ ** بدأنا في تركيب شبك قبل المحطات لحجز هذه المخالفات لتنقية المياه والحفاظ علي المحطات كما نواجه مشكلة أخري وهي إلقاء مياه الصرف الصحي بالمصارف الزراعية والمجاري المائية وهي مشكلة مقابلة للتوسع في إدخال مياه الشرب للقري فكان يجب أن يقابلها التوسع في مد شبكات الصرف الصحي. * تعرضت محافظتا الإسكندرية والبحيرة العام الماضي لسيول أدت إلي غرق بعض القري والأراضي الزراعية فما دور المصلحة؟ ** قامت مصلحة الميكانيكا والكهرباء بإعداد خطة لمواجهة أزمة السيول والحد من خطورتها في العام الحالي حيث تم عمل خطة عاجلة بتمويل من المصلحة والقروض بتكلفة إجمالية 131 مليون جنيه من تمويل المصلحة بالإضافة إلي طرح أعمال بتكلفة تقديرية 12 مليون دولار بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية والبنك الإسلامي للتنمية والأعمال التي تمت بغرب الدلتا لمواجهة السيول وعن منظومة الري والصرف "ترع ومصارف ومحطات طلمبات" تم إنشاؤها منذ فترة طويلة لخدمة الأراضي الزراعية. ونظراً لوجود مستجدات جديدة علي منظومة الري والصرف وهي طرد محطات الصرف الصحي علي المصارف لم يكن ذلك موجوداً في السابق عند تصميم المنظومة بالإضافة إلي التغيرات المناخية من سقوط السيول والأمطار ودخول مصر حزام الأمطار في السنوات الأخيرة مما استلزم زيادة قدرة محطات الصرف بالمنطقة حتي لا تتكرر أزمة السيول التي حدثت وهناك خطة عاجلة بتمويل صندوق تحيا مصر حيث تم الاتفاق بين الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمصلحة علي تنفيذ 7 محطات بتمويل من صندوق تحيا مصر وهي "الخيري والرشودي وشريشر وترويجا وأبيس وإدكو والقلعة" بالإضافة إلي توريد عدد 120 وحدة طوارئ بتكلفة إجمالية 648.6 مليون جنيه.#