* يسأل حسين أحمد الصافي من الفيوم: هل حب الوطن من الإيمان؟ وكيف نرد علي من يقولون: إن الإسلام لا يقر حب الأوطان؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: إن حب الوطن تعبير صادق عن صدق الإيمان. وأن من يغدر بوطنه فقد غدر بدينه وأرضه وأهله وعرضه. لأن من علامة وفاء المرء دوام عهده وحنينه إلي إخوانه وشوقه إلي أوطانه. ومن علامة الرشد أن تكون النفس إلي مولدها تائقة. وإلي مسقط رأسها شائقة. فالوطنية هي الشعور بشرف الانتماء للوطن. أما قول بعضهم إن الإسلام لا يقر حب الأوطان ويتناقض مع ذلك الحس الفطري داخل كل مسلم الذي فطر الله عليه خلقه. فهذا ما لا تقره شواهد دين الله وحكمة شرعه. قال تعالي في سورة البقرة: "وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون". كما ذكر الله سبحانه وتعالي في سورة المائدة جزاء المحاربين لله ولرسوله والساعين في الأرض فساداً. حيث جاءت العقوبة والحدود مرتبة ما بين القتل والصلب وتقطيع الأيدي والأرجل. وكان آخرها "النفي" من الأرض وإخراجهم من الوطن وتشريدهم من مساكنهم. فخروجهم من ديارهم ذلة ومهانة وعقاب. وفي الصحيحين أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لما قدم إلي المدينة راجعاً من خيبر وبدا له "أحد" قال: "هذا جبل يحبنا ونحبه" وحديث ابن سلام في الصحيح عن أنس رضي الله عنه قال: أراد بنو سلمة أن يتحولوا إلي قرب المسجد. فكره رسول الله أن تعري المدينة وقال: "يا بني سلمة ألا تحتسبون آثاركم" فأقاموا. وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما قدم رسول الله إلي المدينة وعك أبوبكر وبلال. فكان بلال إذا أقلعت عنه الحمي يرفع عقيرته ويقول: ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذخر وجليل.. وهل أردن يوماً مياه مجنة.. وهل يبدون لي شامة وطفيل. والإذخر وجليل موقعان قرب مكة. وشامة وطفيل جبلان مشرفان علي مجنة. وكان يقول: اللهم العن شيبة بن ربيعة. وعتبة بن ربيعة. وأمية بن خلف. كما أخرجونا من أرضنا إلي أرض الوباء. ثم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد". وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه "عمر الله البلدان بحب الأوطان". وفي حديث أصيل الغفاري بعد عودته من مكة إلي المدينة حين سأله رسول الله "يا أصيل كيف عهدت مكة؟ قال: والله عهدتها قد أخصب جنابها. وابيضت بطحاؤها. وأغدق إذخرها. وأسلت ثمامها. وأمش سلمها. فقال رسول الله حسبك يا أصيل. لا تخزنا. وفي رواية ويها يا أصيل. دع القلوب تقر قرارها. وقال السهيلي: قال ورقة للنبي صلي الله عليه وسلم: "لتكذبنه قريش" فلم يقل له شيئاً. ثم قال "ولتؤذينه" فلم يقل له شيئاً. ثم قال "ولتخرجنه" فقال عليه السلام أو مخرجي هم؟!. ففي هذا دليل علي حب الوطن وشدة مفارقته علي النفس. إن حب الوطن من الإيمان. إن حب الوطن شيء فطري. وهو سمة من سمات الاستواء النفسي والعاطفي. فكيف إذا كان هذا الوطن قد تجلي الله فيه لنبيه موسي عليه السلام. وشرف بقدومه عيسي عليه السلام. تزوج منه إبراهيم عليه السلام. ونبينا محمد صلي الله عليه وسلم. بل وأوصي به وبأهله وبجيشه. فكان مأرز الإسلام. ومأوي أهل البيت الكرام. وعلي ترابه قامت أعظم حضارة في التاريخ. * يسأل حلمي علي من سوهاج: أمتلك بستاناً ولكن عرض علي بعض التجار شراء محصول الفاكهة لمدة سنتين مقدم. فما رأي الدين في ذلك؟ ** يجيب: هذا البيع من قبيل بيع المجهول وهو لا يجوز شرعاً لما يترتب عليه من أضرار قد تلحق بالمتعاقدين معاً أو بأحدهما. ولكن من الممكن أن يؤجر البستان. ويبرم عقد إجاره لمدة يمكن الاتفاق عليها.