انتقد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم الجديد عند توليه منصبه نظام "البوكليت" في الامتحانات التي أقرها سلفه الدكتور الهلالي الشربيني الوزير السابق.. ووصف هذا النظام بأنه مسكن وهو حل مؤقت ولا يقيس قدرات الابداع لدي الطلاب.. و"مش هو ده اللي الدولة عايزاه"! وأكد الوزير الجديد في مؤتمر صحفي ان نظام "البوكليت" حل مؤقت لمشكلة الغش لالكتروني.. وكلف الدولة مبالغ كثيرة. ولكن الوزير عاد ونفي لصحيفة "أخبار اليوم" ما ردده البعض عن عزمه إلغاء نظام البوكليت في امتحان الثانوية العامة هذا العام.. مؤكداً انه حل مرحلي ومن الحكمة تكملة المشوار هذا العام مع وضع حلول أخري تطبق في امتحان العام المقبل كتحويل الامتحانات الي قياس قدرات الابداع لدي الطالب! كان الوزير الدكتور الهلالي الشربيني قد خصص 10 درجات لسلوك الطالب والتزامه بالحضور إلي المدرسة.. وصرخت الصحافة وأجهزة الإعلام في وجه الرجل بأن المدرسة والمدرس في وضعهما الحالي لا تسمحان باجبار الطالب علي الحضور. لكن الوزير الدكتور طارق شوقي حدد في كتيب تم ارساله لمختلف المديريات بالمحافظات فئات الطلاب المسموح لهم بدخول امتحان الثانوية العامة هذا العام والمقيدين بالصف الثالث الثانوي أن يكون حضور الطالب بنسبة 85% كشرط لمعاملته كطالب منتظم!! وعدنا الوزير الجديد بأنه يملك أجندة بها جدول زمني محدد لتنفيذ حلول كل مشاكل العملية التعليمية مقسمة الي مشاكل عاجلة وأخري آجلة ولكنها جميعاً مشاكل تحتاج الي دراسات متأنية لحلها علي نار هادئة. وقال انه سيتم العمل علي جذب التلاميذ إلي المدارس مرة أخري وعودة متعة التعليم لديهم.. وأن تكون المدرسة المكان المحبب لهم وتوافر جميع الأنشطة والعمل علي إيجاد تعليم يحتذي به. لكن الوزير الدكتور طارق شوقي لم يتطرق في تصريحاته إلي مراكز الدروس الخصوصية التي تحولت في الأعوام الأخيرة الي تعليم مواز.. وهل القضاء عليها يدخل في بند الحلول العاجلة أم في بند الحلول الآجلة؟! نريد أن نعرف من الدكتور الوزير كيفية مواجهة هذه المراكز والطريقة التي سيقضي بها عليها. هل العمل علي جذب التلاميذ إلي المدارس مرة أخري وعودة متعة التعليم لديهم. وأن تكون المدرسة المكان المحبب لهم لتوافر جميع الأنشطة فيها هي السبيل للقضاء علي هذه المراكز فيهجرها الطلاب من تلقاء أنفسهم ويلتزمون بالدروس التي يلقيها المدرس في مدارسهم وتكون هذه الدروس هي البديل لمدرسي المراكز؟! هل كثافة الفصول بوضعها الحالي وعدم سيطرة المدرس علي الطلاب تسمح له بذلك؟! قد يقول قائل: إن مراكز الدروس الخاصة تزيد فيها الأعداد علي 200 و أحياناً 300 طالب.. فما المانع ان يكون في فصول المدرسة 50 أو 60 طالباً؟! وللرد علي ذلك نقول ان الطلاب عندما يذهبون الي مراكز الدروس يكون قد دفع كل واحد منهم 50 أو حتي 100 جنيه في الحصة الواحدة.. فيستمع إلي المدرس وهو صامت تماماً ليستفيد من الدرس علي عكس ما يحدث في المدرسة. ثم ان "أحواش" المدارس قد تم بناؤها بفصول جديدة لتستوعب الزيادة في الطلاب.. وعلي ذلك لا توجد أنشطة مدرسية تجذب الطلاب الي المدرسة. قد يتهمني البعض بأنني متشائم وأريد ان أفت في عضد الوزير الجديد وأقنعه بأنه متفائل أكثر من اللازم.. ويعلم الله انني ما أردت ذلك.. وانما أردت أن أنبه الدكتور طارق شوقي الي أن العملية العلمية والتعليمية في مصر معقدة جداً.. ولا يأتي حلها بالتفاؤل في التصريحات.. وإنما بجهد خلاق تتعاون فيه الدولة معه.. ويتعاون الطلاب وأولياء الأمور أيضاً.. وترصد الدولة للتعليم أكبر ميزانية لاصلاحه. وأملي أولاً وأخيراً ان يوفق الدكتور طارق شوقي في مهمته وان يكون لدينا تعليم راق يكون حديث دول المنطقة لتعود مصر رائدة فيه وتصير قلعة للتعليم والعلم والعلماء.