* يسأل أحمد ماهر طالب بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر: ماهي ضوابط استخدام الوسائل الالكترونية الحديثة والتقليدية معا في التعريف بصحيح الدين؟! ** يجيب الشيخ طلعت يونس أحمد بمنطقة الإسكندرية الأزهرية: لا شك انه مع التقدم العلمي الحادث وتعقد الحياة وتفشي المتناقضات. وتقدم الاتصال. يتحتم ان تتنوع اساليب الدعوة لتكون أشمل وادق في التقنيات المستخدمة وفي المجتمعات المستهدفة. لتتمشي مع ما توصل إليه العلم من تطور وتقدم. فالتعريف بصحيح الدين يحتاج بشكل ملح الي اساليب معاصرة. ورغم أهمية الاساليب التقليدية كالخطابة مثلا. إلا ان الاساليب المعاصرة ووسائل الاتصال الحديثة كالأقمار الصناعية والفضائيات والانترنت اصبحت ضرورة ملحة من أجل خدمة اهداف وغايات الدعوة الإسلامية. وبالتالي فإنه لا غني عن الاسلوبين معا التقليدي والمعاصر. فالتواصل مثلا بين الامم لا يعني مجرد الاعتراف بتعددها وتنوعها. وإنما يستند ذلك إلي ضرورة الشراكة فيما بينها. الأمر الذي يتطلب وعيا في التعامل مع الناس كافة. وان نستعد بالتخطيط لها بحيث يكون التغيير ايجابيا في صالحنا. وصدق الله العظيم إذ قال: "ادفع بالتي هي أحسن" "سورة فصلت: آية 34". وعندما نتمعن في قوله تعالي: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" "سورة الحجرات: آية 13". نجد انها خاطبت الناس جميعا أمما وبطونا وفخوذا. وما دام انها لم تخاطب الافراد. وقامت بمخاطبة الجماعات والمجتمعات. فقد جاز لنا التعريف بصحيح الإسلام علي مستوي التنوع الإنساني كحقيقة قائمة. ومن هنا اؤكد أن استخدام الوسائل الالكترونية الحديثة والتقليدية في التعريف بصحيح الدين ليس ذلك بالأمر المؤكد الذي يتحقق من خلاله النجاح المنشود. ولكن الأمر يحتاج الي حكم وضوابط خاصة وعمل ملخص مع الابتعاد عن التعصب والانغلاق والفهم الحقيقي للنصوص. بذلك يكون الإسلام مؤثراً. * تسأل حنان .أ من القاهر: تقدم رجل لخطبتي. ونظراً لأن بجبهتي بعض الجروح القديمة اثر حادثة في الصغر. أمرتني أمي بارتداء غطاء للرأس يغطي الجبهة حتي لا يراها الخاطب. فما رأي الدين في ذلك؟ ** يجيب: شرع الله الخطبة لكي تكون مقدمة تمهد لعقد النكاح حتي اذا تم العقد بعدها يكون قد تم علي بصيرة ونور وهداية من الطرفين. والخطبة سنة قديمة اقرها الإسلام. ووكل أمرها لعرف الناس وعداتهم. وهي مقدمة من مقدمات عقد الزواج. وعلي اساسها يتاح لكل من الرجل والمرأ ة ان يتعرف علي الآخر ويعرف احواله البدنية والاجتماعية والصحية والاقتصادية وتعطي لكل منهما الحق في التحري عن صاحبه والوقوف علي حسبه ونسبه وعلمه وهيئته وخبرته بشئون الحياه قبل الاقدام علي عقد القران الذي يدوم بينهما مدي الحياة. ولذلك أجاز النبي صلي الله عليه وسلم الخطبة واقرها واجاز للخاطب ان يري مخطوبته وان يتكلم معها حتي يقف كل منهما علي ما يعجب الآخر ويبغضه. وفي قصة المغيرة بن شعبة ما يؤكد مثل هذا المعاني حينما خطب امرأة ليتزوجها فسأله رسول الله - صلي الله لعيه وسلم - قائلا له: أنظرت إليها. قال: لا. فقال صلوات الله عليه وسلامه: أنظر إليها فإنه أحري ان يؤدم بينكما ومن هذا فوضع غطاء للرأس للتدليس علي الخاطب نوع من التضليل والتزييف للحقائق التي ينبغي للمرأة عرضها بكل أمانة. وانه يجب علي المخطوبة ان تخرج الي الخاطب علي وجه معتاد. فلا تستر عيباً او شكلا. وذلك لأنها اذا أتت إليه علي وجه متجمل لابسة أحسن ثيابها فإن الإنسان قد يقدم علي نكاحها نظراً لأنها بهرته في أول مرة. ثم إذا رجعنا الي الحقائق فيما بعد وجدنا ان الأمر علي خلاف ما واجهها به في أول مقابلة مما قد ينتج نتيجة عكسية. وربما يرغب عنها ويزهد فيها. والخلاصة ان المرأة اذا جاءها خاطب أبيح لها ان تكشف عن وجهها وعن رأسها وعما يظهر غالباً.