اشتهر الموسيقار الكبير الراحل عمار الشريعي بأنه وكما كان يطلق عليه في برنامجه الاذاعي الشهير "غواص في بحر النغم".. ومع ان المثل الشعبي المصري يوضح "ما عدوك إلا ابن كارك" أي ما تخاف إلا من ابن مهنتك!! لكن "عمار" وعلي الرغم من انه كان عازفا علي آلتي الأكورديون والأورج وفي الوقت نفسه كان ملحنا وأحيانا مطربا.. فقد أدلي قبل رحيله بشهادات عديدة يعلن من خلالها رأيه كناقد ومؤرخ موسيقي. من شهادته عن نجم الموسيقي والغناء والتمثيل الفنان الشامل خفيف الظل "محمد فوزي" ان حياته الفنية كانت عبارة عن مجموعة من التجارب والمغامرات الموسيقية الكثيرة فلا يخلو لحن له من تجربة أو فكر موسيقي - سابق عصره - فهو ملحن ومطرب وله شأن خاص وأهم ما يميزه انه ابدع العديد من الأعمال الموسيقية في فترة الأربعينيات والخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي - العشرين - وضرب الشريعي مثلا بأغنية فوزي الشهيرة "كلمني وطمني" كلمات الشاعر الكبير حسين السيد والتي تعد فكرة ورؤية موسيقية عبقرية غير مسبوقة.. فهي أول أغنية بلا فرقة موسيقية من البشر إلي البشر تمثل عبقرية موسيقية متفردة فنجد محمد فوزي يغني ويتولي الكورال الرد عليه وقد قام بشرح عام 1956 في فيلم من بطولته هو "معجزة السماء" وذلك بتقسيم المدعوين في مشهد بالفيلم إلي صوت الآلات الموسيقية.. الصوت الغليظ "الكونترباص" للرجال.. والصوت الرفيع "الفيولينه" للنساء بجانب مجموعة الكورال.