- تسأل سماح خيرت - ابتليت بالوسواس القهري في كل أوجه حياتي. وخاصة في أمور الطهارة من الحدث والوضوء والصلاة. واعالج منذ سنة ونصف عند طبيب نفسي. وفي بعض الأحيان يتغلغل الوسواس حتي في الاعتقاد. شكواي اني أجد صعوبة بالغة في حياتي. وبالأخص في هذه الأمور. فما فتواكم؟ ** يجيب الشيخ أسامة موسي من علماء الأوقاف: نسأل الله ان يشفيك من هذا البلاء وان يعيذك من كيد الشيطان. والواجب علي من ابتلي بالوسواس في الطهارة أو في الصلاة. ان لا يستجيب لما يلقي الشيطان في نفسه من ان طهارته او صلاته لم تصح. حتي يضطره الي تكذيب الطهارة وإعادة الصلاة. فالذي زوصي به من ابتلي بهذا النوع من الوسواس ان يستعين ويستعيذ بالله وان لا يستجيب لوسواس الشيطان. ولا يلتفت لما يلقيه في قلبه من الشك في الطهارة او في الصلاة. بل عليه ان يتوضأ ويمضي ويصلي ولا يعيد شيئاً. ولو جاء في نفسه انه احدث. ولو جاء في نفسه انه لم تصح منه تكبيرة الإحرام. أو لم يقرأ الفاتحة قراءة صحيحة فلا يلتفت إلي ذلك. بل يمضي ويصبر ولو وجد في نفسه ضيقاً يدعوه الي الإعادة والتكرار. ومتي صبر المسلم أو المسلمة وقاوم هذا الوسواس. مستعيناً بربه ملتجئاً إليه صرف الله عنه كيد الشيطان وعافاه من شره. وما ذكرت في السؤال ان الأمر وصل الي الاعتقاد. فاعلم انه لا يضر الإنسان ما يجده في نفسه من أفكار ووساوس باطلة هو يبغضها ويكرهها. ومادام انه علي ذلك فإنها لا تضره. بل ان كراهته وبغضه لهذه الوساوس يدل علي صحة إيمانه وقوة إيمانه. فلولا ما معه من الإيمان لما خاف من هذه الخواطر. ولما قلقت نفسه من ورودها علي قلبه. ومن لطف الله بعباده انه سبحانه تجاوز عن هذه الأمة ما حدثت به انفسها ما لم تعمل او تتكلم. فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها. مالم تتكلم به أو تعلم به". وفي رواية عند ابن ماجة بسند صحيح: "إن الله تجاوز لأمتي عما توسوس به صدورهم. مالم تعمل او تتكلم به. وما استكرهوا عليه". إذاً فلا عليه أيتها الأخت السائلة. ولا يضرك ما تجدينه في نفسك من هذه الوساوس الرديئة. فأنت والحمد لله تؤمنين بالله ورسوله وكتابه ودينه. فإذا وجدت في نفسك هذه الخواطر فقولي: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" ولا تشغلي نفسك به. بل اعرضي عنها وتشاغلي وقولي: آمنت بالله ورسوله. * تسأل أسماء محمود شاهين: هل يجوز لي ان اخبر اهل العروس ان العريس خال العروس من الرضاعة مع العلم انهم لم يسألونني ومعي مستفيضة يعلمون بأخبار الرضاعة ولا يستطيعون إخبارهم لحجة انهم لم يسألوا؟ ** يجيب: يجب عليك الإبلاغ لزاما فإن من واجب المسلم إذا رأي منكراً الا يقرره خصوصا قبل وقوعه. فإنه ثبت في صحيح الحديث ان من رأي منكراً فليغيره بيده. وهذا يلزم كل من علم بالمنكر وهو متأكد به سواء بالشهود أو قرائن أخري. كما ان البلاغ عن الرضاعة إذا ثبتت يعتبر من الشهادة. وقد أمر الشارع بإقامة الشهادة وعدم كتمانها. بقوله تعالي "ولا تكتموا الشهادة. ومن يكتمها فإنه آثم قلبه". وثبت في الحديث عند البخاري عن عقبة بن الحارث. قال: تزوجت امرأة. فجاءت امرأة فقالت: إني قد ارضعتكما. فأتيت النبي صلي الله عليه وسلم فقال: "وكيف وقد قيل. دعها عنك" أو نحوه. واشترط الفقهاء في عدد الشهود ان يكونوا رجلين أو رجل وامرأتين. وقال مالك: إذا فشا الرضاع وعلم فتقبل فيه شهادة امرأتين. دون رجل. وقيل: يشترط شهادة أربع نسوة. لأن الرضاع مما يطلع عليه الرجال في الجملة فلا يكتفي بشهادة النساء بانفرادهن. وما يبدو لي من سؤالك ان هذا الرضاع مستفيض فيجب الإخبار به لا سيما انه يترتب علي كتمانه اثم شديد.