مازالت التعديات تتكالب علي الأراضي الزراعية بسوهاج من كل حدب وصوب دون أن تتوقف. وتجاوزت تلك التعديات منذ ثورة 25 يناير آلاف الأفدنة. وتآكلت معها الرقعة الزراعية. ووصل ما تم التعدي عليه في محافظة سوهاج بحسب الاحصاءات الرسمية في هذه الفترة أكثر من 4250 فداناً من أجود الأراضي الزراعية. وأصبحت تلك التعديات التي تمثل عدوانا صارخا يتحدي الجميع. مسلسلا يوميا ومستمرا في جميع انحاء المحافظة. وصارت البنايات تعلو بمؤشرات لا تخطئها العين. في الوقت الذي تتألم فيه الأرض الزراعية بل يزداد أوجاعها مع كل هجوم شرس يأتي عليها. وكأنه كتب علي سوهاج أن تعاني الأمرين. "المساء" عايشت مشكلة التعديات علي الأراضي الزراعية بالمحافظة الأفقر.. حيث اعتبر حربي حلمي "مدرس". أن التعديات علي الأراضي الزراعية في سوهاج جريمة في حق الجميع ويجب ان يكون هناك عقاب رادع. بعد ان أصبحت تلك التعديات واقعا نعيشه ونراه في مختلف قري ومراكز المحافظة. فالأرض الزراعية علي طريق سوهاج الكوثر مثال صارخ للتعدي عليها!! فأين المسئولين من ذلك؟! وقال أنور عزالدين بهادر أمين عام حزب الوفد بسوهاج. أن الكتل الخرسانية أصبحت تملأ العديد من الأرض الزراعية في معظم القري والمدن. وان هناك آلاف الأفدنة الزراعية تم تبويرها والتعدي عليها وان الرقعة الزراعية بسبب تلك التعديات بدأت في الانحسار وهي قضية أمن قومي يجب الحفاظ عليها. خاصة بعد ان وصلت مداها في سوهاج. مطالبا المسئولين في المحافظة بالتصدي لتلك الظاهرة وسرعة تنفيذ أحكام التعدي علي الأرض الزراعية دون مماطلة. وأكد عبدالعال صابر موظف. أن القوانين الموجودة وغير المفعلة أدت إلي أن مشكلة التعديات علي الأراضي الزراعية تفاقمت بشكل تآكلت معها الرقعة الزراعية. ويري في مدن طما وأخميم والمراغة والمنشأة مثالا للتعديات الصارخة علي أرضها الزراعية. ويتهم بخيب فراح سكرتير مدرسة. بعض رؤساء الأحياء ومديري الادارات الهندسية ومسئولي التنظيم بالادارات المحلية بأنهم السبب في وجود تلك التعديات بسبب الاهمال والتقصير الشديد وتباطؤهم في مراقبة التعديات علي الأراضي الزراعية حيث ان تأخرهم في مواجهة التعديات أدي إلي انتشار وكثرة حالات التعدي مما تسبب في ضياع أجود الأراضي الزراعية في سوهاج. كما أكد الشيخ عبداللاه عبدالعزيز امام مسجد علي ان تقلص وتآكل الرقعة الزراعية التي تتعرض للتجريف والبناء الجائر عليها يضر كثيرا بقطاع الاستثمار في سوهاج التي تعتمد بصورة أساسية علي الزراعة. وقال جيد محمد علي نائب نقيب الفلاحين بسوهاج انه يجب وقف التعديات علي الأراضي الزراعية التي كثرت في الفترة الأخيرة خاصة بمدينةطما التي شهدت هجوما كبيرا علي الرقعة الزراعية وطالب بتشديد العقوبات علي المخالفين مشيرا إلي تقاعس بعض المسئولين بالزراعة والوحدات المحلية. ويشير علاء عنتر اخصائي إلي أن كثيرا من الأراضي الزراعية بقري ومدن سوهاج تحولت إلي نجوع عشوائية بعد ان غلف الطوب الأبيض "البلوك" تلك الأراضي متسائلا أين الرقابة وأين جهاز حماية الأراضي الزراعية؟!! لابد من التصدي بكل حسم لكافة محاولات التعديات علي الأراضي الزراعية واتخاذ كافة الاجراءات اللازمة حيال المخالفين. وقال إبراهيم عبيد مهندس ان اهدار هذه الأراضي الزراعية يؤثر علي الوطن كله. من جانبه أوضح المهندس مراد محمد حسين. وكيل وزارة الزراعة بسوهاج. أن جملة التعديات علي الأراضي الزراعية منذ ثورة 25 يناير. وحتي يناير 2017 بلغ 97035 حالة تعد بجملة 4253 فدانا. وتم ازالة 20203 حالات منها بجملة 1019 فدانا بنسبة 21% وأضاف مراد ان مالم يتم تنفيذ ازالته حتي الآن بلغ 76832 حالة بجملة 3224 فدانا. وأن أعلي مركز في نسبة التعديات جاء مركز المراغة ب 13729 حالة تعد. وأقل مركز هو جهينة باجمالي 3256 حالة تعد. موضحا ان هناك حملات للازالة في كل يوم بجميع مراكز المحافظة مشيرا إلي ان الفترة الأخيرة قلت نسبة التعديات عن الفترات الماضية. وأكد الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج ان هناك تعليمات صارمة لجميع مسئولي الوحدات المحلية والزراعة بازالة جميع التعديات علي الأراضي الزراعية وأعلن عن تشكيل وحدات للتدخل السريع وموافقة وزارة الدفاع علي دعم تلك الوحدات بعناصر من القوات المسلحة لتنفيذ أعمال الازالات الفورية للتعديات علي أملاك الدولة والأراضي الزراعية في نطاق قري ومدن المحافظة. وأصدر المحافظ قرارا رقم 78 لسنة 2017 بتشكيل وحدة التدخل السريع لتنفيذ أعمال الازالة الفورية وتضم رئيس الوحدة المحلية للمركز والمدينة المختص ورئيس الوحدة القروية المختص وممثلا عن مديرية أمن سوهاج وممثلا من قسم أو مركز الشرطة المختص ورئيس قسم الأملاك بالوحدة المحلية المختص وعضوا الادارة الهندسية بالوحدة المختص وعضو من ادارة المتابعة بالديوان العام. وأضاف عبدالمنعم ان وحدة التدخل السريع تتولي تنفيذ أعمال الازالة الفورية لكافة التجاوزات سواء بالناء المخالف داخل الحيز العمراني وخارجه والتعديات علي الأراضي الزراعية بكافة صورها والتعدي علي أملاك الدولة وذلك بحيث يتم ازالة المخالفات في المهد وقبل استقرارها واستخدامها. وتقوم الوحدة بطلب اشتراك عناصر من القوات المسلحة في حالة الحاجة اليها من القيادة العامة للقوات المسلحة.