الاختلاف في وجهات النظر لا يعني بأي حال قطيعة.. وعدم الاتفاق علي أمر ما لا يجب أن يؤدي إلي حراك غير سوي والخطأ في اتخاذ أي قرار إذا حدث تراجع فيه لسبب أو لآخر فإن ذلك لا يشكل جريمة والعلاقات بين الدول خاصة بين الأشقاء والأصدقاء لا تنفصم إذا حدث ما يعكر الصفو. والواقع يؤكد ان العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية هي علاقات قوية متينة لا يمكن أن ينفصم عراها.. علي مر العصور.. ولهذا فقد كانت زيارة خادم الحرمين الملك سلمان لمصر علي رأس وفد رفيع المستوي.. وما شاهدناه من حفاوة بالغة تليق بزيارة أشقاء أعزاء لهم علينا كل محبة وعرفان ولنا عليهم كل تقدير وإعزاز.. يؤكد كل هذه المعاني. خلال هذه الزيارة تم توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم.. الكل سواء في المملكة أو في مصر رحب كل الترحيب بما تم التوصل إليه والكل أيضا يتساءل ما مصير هذه الاتفاقيات وقد كان من بين هذه الاتفاقيات اتفاقية ترسيم الحدود البحرية.. وهذا أمر عادي بين الدول وقد سبق لمصر أن وقعت اتفاقيات بحرية كثيرة مع الدول المجاورة والتي ترتبط معها بمياه اقليمية ودولية.. وأي مشاكل تثار لابد لها من حلول. وعلي العموم فقد بدا للعيان بعد هذه الزيارة التاريخية ان هناك فتوراً غير مبرر للعلاقات بين البلدين.. ولا توجد أي وقائع يمكن أن تكون سببا في هذا الفتور.. اللهم إذا كان السبب اختلافاً في بعض وجهات النظر حول بعض المسائل الاقليمية. والتاريخ يؤكد ان العلاقات الثنائية المصرية - السعودية تمر عادة بفترات متفاوتة ولا تستمر علي وتيرة واحدة وتتأرجح بين التعاون المطلق والركود والفتور وأحيانا يبتعد التقارب ويسود الجمود ثم تهدأ الأمور ويعود الوئام كما كان وأفضل خصوصا ان ما يحدث من صدع قد يكون بدون سبب جوهري وقد يكون نتيجة وقيعة سببها سخط البعض ممن لا يرحبون بمثل هذه العلاقات أو قد تكون نتيجة دسائس من بعض الدول التي يسودها حقد وغل بدون مبرر. قبل الإسلام ونعود إلي التاريخ فنجد أن العلاقات كانت قائمة قبل ظهور الإسلام.. ففي هذه الأزمنة البعيدة.. كانت قوافل التجارة تنتقل بين الجزيرة العربية التي تضم نجد وعسيران والحجاز وبين مصر والشام والعراق ومع هذه التجارة كانت هناك حركات هجرة من الجزيرة إلي هذه البلاد ومن بينها مصر. أدرك أهل الجزيرة العربية أهمية مصر وصارت من أقرب الأقاليم إليهم حبا وودا وتجارة وغني.. ويقول الدكتور إبراهيم العدوي في كتابه "مصر الإسلامية".. نقلا عن شرح ابن الحكم في كتابه "فتوح مصر" إن عمرو بن العاص كان يذهب أيام الجاهلية بتجارته إلي مصر عبر فلسطين وانه قام بزيارتها زيارات سياحية فاحصة بدعوة من أحد رجال الدين المسيحي.. ومن خلال هذه الزيارات أدرك الأهمية الحيوية لمصر.. وقد عرف انها من أغني بلاد العالم زراعيا وكانت هي مخزن الغلال لكل الامبراطورية البيزنطية وأدرك أيضا ان الاستيلاء علي مصر كفيل بكسر شوكة الروم في شمال الشام. المهم تم فتح مصر ودخلها الإسلام وأصبح هناك ارتباط وثيق بين الجزيرة العربية ومصر وكما يقول الدكتور محمد إبراهيم بكر رئيس هيئة الآثار الأسبق "إذا كانت مصر فرعونية الجد فإنها أصبحت بالإسلام عربية الأب". من جهة أخري استطاع عمرو بن العاص أن يكسب حب المصريين سواء من الذين دخلوا الإسلام أو ظلوا علي دينهم المسيحي.. وأعطاهم الأمان كما أعطي الأمان للبطريرك بنيامين الذي كان هاربا من البيزنطية وظل مختفيا إلي أن جاء عمرو فاستقطبه وجعله راعيا لشئون المسيحيين المصريين. وبعد أن استقرت الأوضاع بمصر.. عين عمر بن الخطاب علي ولاية مصر عمرو بن العاص وأصبح لقبه أمير البلاد وقال في رسالة له: "ان ولاية مصر تعادل خلافة" أي ان مصر تملك من المقومات ما يجعل أمير البلاد وهو لقب والي مصر.. يقف علي قدم المساواة مع الخليفة نفسه وعن الحكايات التي سجلتها كتب التاريخ.. حكاية الخليفة عثمان بن عفان مع مصر.. فقد عزل عمرو بن العاص عن ولاية مصر وعزل بعض ولاة الأمور وعين أتباعه وأقاربه بدلا منهم فقام نحو 600 رجل من مصر وسافروا إلي المدينة وشاركوا في ثورة ضد الخليفة عثمان.. حتي ان معاوية بن أبي سفيان نصح الخليفة بتركه الحجاز ويذهب إلي الشام ولكنه رفض.. وازدادت الأمور سوءاً..وعندما وصل المصريون وانضموا لباقي الثوار هاجموا بيت عثمان وقتلوه وعاد المصريون إلي بلادهم 35 هجرية. المهم ان مصر ظلت عنصرا مهما من عناصر الحياة السياسية للدولة الإسلامية وساهمت في نشاط تلك الحياة. بعد أن دخل الإسلام مصر وانتشرت تعاليمه ومن بينها أداء فريضة الحج.. تحولت مصر إلي مركز للجميع حجاج شمال إفريقيا والبلاد المحيطة التي دخلها الإسلام.. فقد كانوا يأتون من بلادهم علي الجمال وفي أحوال أخري علي المراكب.. وبذلك كانوا يقطعون المسافة من بلاد المغرب حتي القاهرة في شهرين تقريبا أقل أو أكثر.. فعل ذلك ابن بطوطه الذي خرج من طنجة قاصدا مكة فظل في الطريق ثلاثة أعوام.. وابن خلدون وغيرهما.. وعندما يتجمعون وتكتمل القوافل وتستعد للرحيل يبدأون التحرك عادة في شهر شوال أو ذي القعدة.. وكان الطريق في مصر إما من خلال نهر النيل من القاهرة حتي منطقة قنا ثم يسافرون بالجمال إلي احدي المدن الواقعة علي البحر الأحمر سفاجا أو القصير حيث يصلون إما إلي جدة أو إلي ينبع لمن يريد المدينة أولا.. وتستكمل الرحلة إلي مكة أو إلي المدينة بالدواب.. وهناك طريق آخر هو السفر من خلال طريق السويس وقد تم انشاء عدة نقاط حراسة وأمن علي طول الطريق إلي السويس ومنها إلي الميناء للابحار إلي جدة.. وكانت مصر في جميع الأحوال هي التي تتولي حمايتهم والمحافظة علي أمنهم خصوصا وكان "العربان" دائما يتحرشون بأفواج الحجاج ويتعرضون لهم ويجعلون أمنهم في خطر.. عقب وصولهم للأراضي الحجازية. وكان المصريون الذين دخلوا الإسلام سباقين لأداء الحج.. وكانت الرحلة تتم وسط احتفالات وأفراح سواء عند سفر الحجاج أو عند سفر كسوة الكعبة والمحمل.. وقد برع المصريون في صناعتها. حكاية كسوة الكعبة وكسوة الكعبة التي آل صنعها إلي مصر كانت منذ سنة 750 هجرية تتم من الوقف الذي وقفه الملك الصالح إسماعيل ابن الملك الناصر قلاوون علي كسوتها كل سنة وكسوة الحجرة النبوية والمنبر النبوي في المدينة كل خمس سنوات وهذا الوقف عبارة عن إيراد ثلاث قري مصرية هي بسوس وسندبيس وأبو الغيط من قري القليوبية اشتراها من بيت المال ووقفها علي هذه الكسوة وقد اشتري السلطان سليمان ابن السلطان سليم خان عدة قري بمصر أضافها إلي القري التي وقفها الملك الصالح إسماعيل وظل هذا الوقف قائما حتي أمر محمد علي بإلغاء وحل الوقف في أوائل القرن الثالث عشر الهجري وتعهدت الحكومة بصنع الكسوة من مالها العام.. وظلت الحكومة المصرية تدفع تكاليفها حتي تم انشاء مصنع خاص لها في المملكة. الحج سنة 1901 ويشرح اللواء إبراهيم رفعت مؤمن ان حرس المحمل سنة 1318 هجرية 1901 ميلادية في كتابه "مرآة الحرمين" ان تكاليف رحلة المحمل في هذا العام بلغت 18 ألفا و893 جنيها و262 مليما وربع المليم.. وكان هذا المبلغ يتضمن مرتبات رجال المحمل لمدة ثلاثة أشهر ومرتب أمير مكة وللعربان وللتكية المصرية في مكةوالمدينة وجميع النفقات اللازمة للجمال المستخدمة في عمليات النقل. وبالمناسبة كان لمصر تكية في مكة وأخري في المدينة وكانت تستخدم كمقار للبعثات الرسمية وإقامة بعض الحجاج وقد باعتها الحكومة المصرية إلي حكومة المملكة السعودية أثناء حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك. كما تضمنت النفقات أيضا ثمن العلف اللازم للدواب. أي أن كل تكاليف الحج كانت تتحملها مصر.. وكمظهر من مظاهر التعاون كانت هذه التكاليف تتضمن مكافآت للعاملين في مكةوالمدينة. الرسوم وكان كل حاج يدفع مبلغ ثمانية قروش رسم الحج الصحي "وكان في مدينة الطور عاصمة محافظة جنوب سيناء حاليا" بالاضافة إلي قرشين رسم اجازة السفر وقد تم زيادتها إلي 89 قرشا في عام 1342 هجرية وكان يعطي لكل حاج صكان بما دفع.. وعندما تصل بعثة المحمل إلي جدة يكون في الاستقبال حاكم جدة وطبيب الحجر الصحي للكشف علي الحجاج.. ولكن لأمر ما له يحضر الحاكم لاستقبال الوفد الرسمي كالمتبع.. وأطلقت السفينة 7 أصوات ايذانا بالوصول ولكن هذه التحية لم يرد عليها من أراضي جدة.. وتم تكرار التحية باطلاق 21 صعقا من آلة تنبيه الباخرة الحربية العثمانية ثم عزف الموسيقي لسلام جلالة السلطان وأعقبه دعاء وبعده سلام خديو مصر وكان في ذلك الوقت عباس حلمي الثاني. وهناك فقط ردت مدفعية جدة السلام من قلعة جدة. طلبات من الخديو لمكة ومن ذكريات اللواء إبراهيم رفعت أن ناصر باشا ابن الشريف عبدالمطلب أمير مكة سابقا قد طلب ان يرفع إلي الأعتاب الخديوية طلبا لتكون مرتبات الإشراف التي تصرف إليهم من المالية والأوقاف المصريتين بحساب الريال المصري لا الحجازي وكان يسمي "ريال أبوطاقية" لأن قيمته عشرة قروش فقط.. وطلب أيضا إنجاز وتنفيذ الأمر الكريم الذي أصدره خديو مصر بانفاق ثمانية آلاف جنيه لانشاء مخزن كبير في مني يملأ بماء الشرب للحجاج وأبناء السبيل ويعتبر أثرا خالدا لسمو الخديو يستحق به عظيم المثوبة من الله لأن بعد مواقع المياه رفع قيمتها حتي ان "القرية" التي تسع قدما واحدا من الماء يبلغ ثمنها ثلاثة قروش ونصف القرش ووصل في هذا العام "1901" إلي خمسة قروش.. وبالفعل طلب رفعت باشا من الخديو سرعة تنفيذ هذا الأمر فواق بشرط أن يتولي الانفاق ومتابعة المشروع فوظف مصري ولكن الشريف اشترط أن يتولي هذا الانفاق.. ولهذا توقف المشروع لعدة سنوات ثم نفذ في عهد الملك فؤاد. ومن المشاكل التي صادفها الحجاج 1901 خاصة من المعسرين ماليا.. ان دولة شريف مكة أمر بجمع اعانة للسكة الحديدية وقرر ان يدفع كل حاج ريالا وعهد إلي المطوفين بجمع هذا الريال من كل حاج.. فأخذ المطوفون يجمعونها ويوردونها للشريف كل يوم.. وقد امنتع بعض الحجاج عن الدفع إما لأنهم مفلسون وإما لأنهم استنكروا دفع هذه "الفردة".. كما قام بعض الحجاج من الأثرياء بدفع هذه الاعانة نيابة عن بعض الحجاج كمعونة لهم ولعدم تعرضهم للقسوة والاستبداد نظير عدم الدفع. الحبس في مكة وقد أمر الشريف بعدم خروج أحد من الحجاج من مكة حتي تجيء الإعانة المطلوبة بالكامل وعلي ذلك تم حبس الحجاج بمكة بعد تأدية الحج سبعة أيام عانوا خلالها الأمرين وقال رفعت باشا انه عرف ان المطوفين كانوا يضربون الحجاج الممتنعين عن الدفع واضطر للاتصال بالشريف وأبلغه عن هذا الظلم حتي لا ينصرف الناس عن أداء الحج وتلك طامة كبري ببلاد العرب وأهلها الذين يجدون في الحج الرزق الواسع. ونجحت مجهودات إمارة المحمل في صدور أمر الشريف بخروج جميع الحجاج.. ونظرا لأن غالبيتهم كانوا محبوسين في مكة فقد ازدحموا في ألوف مؤلفة في طريق ضيق.. وكان علي الحجاج ان يدفعوا مرة أخري.. ريال الحكومة وعائد عن كل جمل سواء كان خاليا أو محملا.. وحدثت مشاكل لا حصر لها للتزاحم خاصة انه لم يكن هناك إلا محصل واحد.. وأصيب من أصيب من الحجاج نتيجة هذا التزاحم.. علي محصل واحد.. فتدخل اللواء إبراهيم رفعت مؤمن ان حرس المحمل.. وأعاد ترتيب المرور وطلب من الشريف تعيين عدد من المحصلين ومنع حبسب الحجاج في مكة مرة أخري. وقد جرت العادة في مصر ان تصرف الحكومة المصرية مرتبات للأشراف والعربان والأهالي بمكةوالمدينة وقد رصدت الحكومة في ميزانية المحمل لعام 1901 مبالغ قدرها 1265 جنيها مصرية للأشراف و2511 جنيها للعربان كذلك مبلغ 2879 للأهالي. عودة .. للعلاقات التاريخية ونعود إلي العلاقات التاريخية حيث كانت الجزيرة العربية قد دخلت في نطاق الدولة العثمانية.. ولكن حدثت عدة ثورات بين أهالي نجد والحجاز.. وصدر الأمر من السلطان سليم الثالث لمحمد علي باشا سنة 1222 هجرية بتوليه حكم الحجاز.. ولكن محمد علي لم يستطع تنفيذ الأمر لأن الأوضاع في مصر لم تكن مستقرة.. ويقول الشيخ حافظ وهبة سفير المملكة السعودية في كتابه "جزيرة العرب" ان محمد علي وضع خطته للقضاء علي المغالبة فقبض علي الشريف غالبا وأولاده وأرسلهم إلي مصر وبذلك لم يبق له منازع في الحجز وكان أعداء الحكومة السعودية من النجديين قد انتهزوا فرصة التصدع وانحلال المملكة فكتبوا سرا إلي محمد علي.. وبعد عدة حروب تمكن محمد علي منا لوصول إلي الدرعية وحصارها.. واضطر عبدالله بن سعود إلي فتح باب المفاوضات واتفق الطرفان علي تسليم الدرعية إلي الجيش المصري شرط عدم التعرض للأهالي. وفي عام 1926 عقدت معاهدة صداقة بين البلدين ثم وقعت اتفاقية التعمير بالرياض في عام .1939 بدأت العلاقات تنمو قوية ومتينة مع تعاون بناء ويغير حدود بين المملكة السعودية ومصر. وكانت المملكة تقف بقيادة الملك عبدالعزيز بكل قوة إلي جانب مطالب مصر الوطنية ووقفت إلي جانبها في جميع المحافل الدولية. وفي المقابل كانت مصر تدفع بخبرائها ومهندسيها وعمالها لبناء المدن السعودية وشق الطرق.. ومد طرق المواصلات بين البلدين بحرا ثم جوا وأصبحت الطائرات ضمن وسائل النقل في مصر.. وقامت شركة مصر للطيران سنة 1934 بانشاء خط جوي يربط جدةبالمدينة المنورة بالاضافة إلي خط القاهرة إلي جدة.. كما قام خبراء الطيران المصريون في المساعدة لانشاء المطارات.. بالاضافة إلي توفير المدرسين والأساتذة والأطباء والمهندسين والعمال في كافة المجالات للعمل في المملكة السعودية في الوقت نفسه كانت المدارس المصرية والجامعات تفتح أبوابها لأبناء المملكة السعودية.. حيث أتم الكثيرون منهم تعليمهم العالي في مصر.. ثم عادوا إلي المملكة ليعملوا هناك. وبعد اكتشاف البترول في الأراضي السعودية بكميات تجارية في مارس سنة 1938 بدأ عصر الازدهار في المملكة. إنشاء الجامعة العربية في الوقت نفسه تنامت العلاقات بين البلدين وعلي وجه الخصوص بين الأسرة المالكة السعودية وبين الملك فاروق. فقد كان الملك فاروق يرتبط بصداقة شخصية بالملك عبدالعزيز.. وعندما برزت فكرة انشاء اتحاد عربي.. أو جامعة للدول العربية عرض الملك فاروق علي الملك عبدالعزيز فكرة انشاء هذا الكيان العربي وأيده في ذلك ولكن عند مناقشته وقع مندوبو الدول العربية علي الميثاق يوم 7 أكتوبر سنة 1944 بقصر أنطونيادس بالإسكندرية ولكن مندوب السعودية لم يوقعه انتظارا للتعليمات.. وفي منتصف نوفمبر أوفد الملك فاروق إلي السعودية عبدالرحمن عزام حيث قابل جلالة الملك عبدالعزيز وحصل منه علي الموافقة. فاروق يزور المدينة وكانت هذه الموافقة خطوة هامة لمزيد من العلاقات الأخوية بين مصر والسعودية وقام الملك فاروق يوم 22 يناير سنة 1945 كما ذكرت الوثائق برحلة بحرية علي اليخت الملكي إلي ينبع واصطحب الملك معه مراد محسن باشا ناظر الخاصة الملكية وعبدالعزيز بك بدر مدير الإدارة العربية بالديوان الملكي وعبدالرحمن عزام الذي صدر له مرسوم ملكي بتعيينه وزيرا مفوضا للشئون العربية.. واصطحب أيضا كريم ثابت مندوبا لصحيفة المقطم.. ولم يخطر الملك الوزارة بسفريته هذه.. وصل الملك إلي ينبع ثم منها اتجه إلي "رضوي" حيث اجتمع بالملك عبدالعزيز وأهداه قلادة محمد علي الكبير "قلادة النيل فيما بعد" ثم اتجه إلي المدينة حيث أدي صلاة الجمعة وبعدها عاد إلي السويس.. ثم القاهرة. وفي العام التالي رد الملك عبدالعزيز الزيارة للملك فاروق حيث وصل إلي القاهرة يوم 10 يناير 1946 وقد رحب به الملك فاروق والحكومة المصرية وأعد له برنامجا حافلا لزيارة معالم القاهرةوالإسكندرية واستغرقت الزيارة 12 يوما ثم عاد علي اليخت الملكي الخاص بالملك فاروق وهو اليخت المحروسة إلي السعودية. ويقول حسن يوسف وكيل الديوان الملكي في كتابه "القصر" كانت زيارة الملك عبدالعزيز لمصر زيارة رسمية إذ أبحر من جدة علي اليخت الملكي المحروسة يوم 7 يناير 1946 ووصل إلي السويس يوم 10 يناير ورافقته بعثة شرف رسمية كان من بين أعضائها عباس محمود العقاد كممثل للكتاب والمفكرين وامتدت اقامة الملك عبدالعزيز إلي يوم 21 يناير طبقا لبرنامج حافل تكريما للملك.. وكانت حفاوة القصر والحكومة بالضيف حفاوة بالغة.. وكان الملك عبدالعزيز اصطحب معه أخيه الأمير عبدالله بن عبدالرحمن وأثني عشر أميرا من أنجاله هم: الأمير محمد أكبر الأبناء والأمير خالد "ملك فيما بعد" والأمير مهند "أصبح ملكا" والأمير عبدالله "ملك" والأمراء بندر ومساعد وعبدالمحسن ومشعل وسلطان ومتعب وطلال ونواف. حكاية الأوسمة والنياشين وتقضي المراسم باهداء الضيوف يوم وصولهم الأوسمة والنياشين الملائمة لكي يتشحوا بها في حفل العشاء الدي أقيم في قصر عابدين تكريما لهم.. ولما كان عدد الأمراء كبيرا ونظرا لأن الأمير لا يمكن اهداؤه نيشانا أقل طبقة من الوشاح الأكبر.. تقرر اهداء شقيق الملك والأمراء الثلاثة الأولي نياشين واهداء التسعة أمراء الآخرين ساعات ذهبية تذكارية أسوة بما كان متبعا في المملكة وعندما اكتشف الأمراء التسعة انهم لن يحصلوا علي النياشين أسوة باخوتهم غضبوا وامتنعوا عن استلام الساعات والامتناع عن الذهاب إلي حفل العشاء. وحتي لا تحدث أزمة وسط هذه الحفاوة البالغة والرغبة الأكيدة في الاحتفاء بكل أسرة جلالة الملك عبدالعزيز تم اهداء الأمراء النياشين. أعمدة المسجد النبوي ومن المواقف الأخري التي تؤكد علي عمق الروابط بين مصر والسعودية موقف الشعب المصري عندما وردت أنباء عن تصدع 16 عامودا من أعمدة الحرم النبوي الشريف.. وأيضا موقف مجلس الوزراء المصري عندما علم بهذا الأمر وكان في شهر فبراير 1951 فاجتمع مجلس الوزراء وقرر معاونة السعودية في إصلاح هذه الأعمدة.. ووجه النحاس باشا رئيس مجلس الوزراء نداء بفتح باب التبرعات لإصلاح تلك الأعمدة وبدأت الصحف في نشر أسماء المتبرعين والمبالغ التي تبرعوا بها وكان وقتها الأمير فيصل هو وزير الخارجية للمملكة السعودية وكان في القاهرة في طريقه إلي أمريكا وطلب موعدا للقاء رئيس أو وكيل الديوان.. حيث قدم شكر والده جلالة الملك عبدالعزيز وتقديره الكامل لمشاعر المصريين وأريحتهم وحرصهم علي إصلاح أعمدة الحرم النبوي الشريف ولكن جلالته لا يستسيغ جمع تبرعات لتغطية نفقات هذا الإصلاح.. في الوقت نفسه فإن جلالته يرحب بخبرة المهندسين المصريين للقيام بمهمة الإصلاح علي أن تتحمل خزانة المملكة كافة النفقات. واستجابت مصر لهذا النداء وصدرت التعليمات بالكف عن جمع التبرعات ورد ما تم دفعه لأصحابها.. وقام عثمان محرم وزير الإسكان بتشكيل لجنة فنية برئاسة مصطفي فهمي باشا كبير مهندسي القصور الملكية مع مجموعة من المهندسين واستغرقت عملية الإصلاح نحو ثلاثة أعوام. ومن الأمثلة الأخري علي صدق التعاون والإخاء والحرص الذي تبذله مصر والمملكة علي مصلحة كل طرف ان جاء إلي مصر في شهر أبريل سنة 1952 الشيخ حافظ وهبة سفير المملكة السعودية في لندن وقابل حافظ عفيفي باشا رئيس الديوان الملكي وعرض عليه رغبة الملك عبدالعزيز في التوسط لدي الحكومة البريطانية لتحسين العلاقات السياسية بين مصر وبريطانيا بعد الغاء معاهدة 1936 والأحداث الدامية التي حدثت في القناة في يناير 1952 وما خلفته من المرارة وسوء العلاقات بين مصر وانجلترا.. خصوصا وان علاقة الملك عبدالعزيز بانجلترا كانت طيبة للغاية.. ولكن الملك فاروق لم يشجع هذه المبادرة وقدم الشكر لاهتمام الملك عبدالعزيز بأمر هذه الوساطة. السعودية تتوسط ومن الحكايات الأخري.. حكاية اهتمام المملكة السعودية بأمر استقالة عبدالرحمن عزام باشا من منصبه في الجامعة العربية وكان هو أول أمين عام للجامعة منذ انشائها.. والحكاية انه في شهر سبتمبر سنة 1952 قدم عبدالرحمن عزامل باشا أول أمين عام للجامعة العربية.. استقالته بناء علي طلب من مجلس قيادة الثورة المصرية.. وقد أثار تقديم هذه الاستقالة عاصفة عنيفة من جانب الوفد السعودي الذي كان يرأسه الشيخ يوسف ياسين معلنا معارضة وفد بلاده في قبول الاستقالة وقال انه في رأي حكومة المملكة العربية السعودية ان قبول استقالة عزام باشا من منصبه الأمين العام يعتبر بمثابة لطمة قاسية لكيان الجامعة العربية كله. وعرف جلالة الملك فيصل وكان وزير خارجية السعودية في ذلك الوقت وقام بإجراء اتصالات واسعة النطاق للحيلولة دون موافقة مجلس الجامعة علي قبول الاستقالة.. ولكن عزام باشا أصر علي قرار الاستقالة ورفض التراجع عنه وبادر بالحضور بنفسه إلي القاهرة علي أول طائرة حيث أجري اتصالات مكثفة مع اللواء محمد نجيب وكان في ذلك الوقت رئيس مجلس لقيادة الثورة كما أجري اتصالات مع أعضاء المجلس. ودارت مناقشات انتهت بأزمة غادر بعدها القاهرة وسافر إلي الإسكندرية.. وعرف اللواء نجيب بأن العلاقات بين مصر والسعودية ممكن ان تتعكر بسبب هذه الاستقالة.. استقل اللواء نجيب طائرته الخاصة حملته إلي الإسكندرية وقام بالاعتذار للمرحوم الملك فيصل هذا ما رواه المرحوم عبدالرحمن عزام للكاتب الصحفي جميل عارف وسجله في كتاب "ذكريات عبدالرحمن عزام". من أجل محمد نجيب وهناك وساطة أخري مشهورة قام بها المرحوم جلالة الملك سعود ابن عبدالعزيز والحكاية كما جاءت في مذكرات سيد مرعي "أوراق دبلوماسية" ج-2: أثناء أزمة مارس 1954 بين محمد نجيب وجمال عبدالناصر.. تصادف أن جاء إلي القاهرة الملك سعود بن عبدالعزيز في زيارة لمصر وتصادف وصوله مع تفاقم هذه الأزمة والوصول بها إلي ذروتها. وكان تدخله بالوساطة في الخلاف بين محمد نجيب وعبدالناصر عاملا طارئا ومفاجئا وحينما سافر إلي الإسكندرية.. ضمن برنامج الزيارة بصحبة اللواء محمد نجيب كانت الأحداث قد تطورت بعد قرارات 25 مارس 1954 الخاصة بالسماح بقيام الأحزاب ولا حرمان من الحقوق السياسية وصل مجلس قيادة الثورة في 24 يوليو باعتبار ان الثورة قد انتهت.. وكانت هذه القرارات بمثابة الفتيل الذي فجر الموقف.. ولاحظ الملك سعود المظاهرات في المحطات علي طول الطريق وهتافاتها تعكس ملامح الأزمة السياسية الخطيرة.. لذلك قرر الملك سعود تأجيل سفره بعد ان شعر بأن المسألة أكبر من الخلاف في وجهات النظر وفي القاهرة بدأت وساطة جلالة الملك في قصر الطاهرة حيث كان ينزل أثناء زيارته وجمع محمد نجيب وجمال عبدالناصر وحدثت مواجهة بين الاثنين وشرح نجيب موقفه وقال الملك سعود لجمال عبدالناصر: "اعتبرني أخاً وقل كل ما في صدرك". وتكلم عبدالناصر ليلتها بمنتهي الصراحة وسرد جوانب الأزمة علي مدي ساعتين ولكن في النهاية لم يتمكن الملك سعود من التوفيق بين الطرفين وفشلت الوساطة لاصرار عبدالناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة علي الانفراد بالحكم والوصول بعبدالناصر لمقعد الرئاسة.. وعندما انتهت زيارة الملك سعود لمصر يوم 29 مارس وأثناء قيام محمد نجيب بتوديع الملك في مطار ألماظة وقد أبدي تقديرا شخصيا لجلالته فصعد حتي أولي درجات سلم الطائرة.. وهنا جذبه جمال سالم عضو مجلس الثورة ظنا منه ان محمد نجيب يسعي للهروب إلي السعودية.. وقد سقط نجيب مغشيا عليه في المطار!! وفي عام 1956 عندما تعرضت مصر لاعتداء ثلاثي من إسرائيل وانجلترا وفرنسا وقفت المملكة العربية السعودية بكل قوتها إلي جانب مصر تنفيذا لاتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين البلدين عام ..1955 بعد ان سحبت أمريكا عرض تمويل السد العالي قدمت السعودية في أغسطس 1956 دعما ماليا قدره مائة مليون دولار وقامت باستضافة الطائرات المصرية شمال غرب المملكة لتمكينها من النجاة من الغارات الجوية المكثفة وقامت المملكة بتقديم المعاونة الكاملة ومن بينها تطوع الأمير سلمان "الملك حاليا" والأمير فهد "الملك الأسبق" والأمير محمد للمشاركة في الحرب. استمر الوفاق بين البلدين نحو عامين.. وسرعان ما تعكر الجو خصوصا بعد الوحدة المصرية - السورية سنة 1958 ثم توترت العلاقات بشدة باشتراك مصر سنة 1962 في حرب اليمن وتدعيم ثورتها ضد الإمام اليمني محمد البدر وكانت المملكة تؤيده.. ثم عاد الوفاق مرة ثانية بعد نكسة 1967 عندما صافح الملك فيصل الرئيس جمال عبدالناصر في مؤتمر القمة بالخرطوم وانتهت بذلك القطيعة بين البلدين وقدم الملك فيصل نداء للزعماء العرب بضرورة مساعدة مصر والأردن وسوريا وهي الدول التي اعتدت عليها إسرائيل. الملك فيصل وحرب 6 أكتوبر وكان موقف الملك فيصل ايجابيا أثناء حرب أكتوبر 1973 حيث تحدث جلالته مع المهندس سيد مرعي أمين عام الاتحاد الاشتراكي المصري عند زيارته لجلالته أثناء الحرب وقال الملك فيصل للمهندس سيد مرعي: أريد أن اطمئن علي موقفكم الاقتصادي انكم رفعتم رأسنا عاليا.. رفعتم رأس العرب كلهم.. هل تحتاجون إلي أي شيء. ورد سيد مرعي: علي أي حال مصر لا تنسي أبدا دعم المملكة السعودية ورد الملك فيصل بسرعة استغفر الله.. نحن يا أخي لا نقدم لمصر دعما ولا نقدم لها مساعدة.. لا.. لا.. اننا نقدم للقضية العربية التي يعرف كل سعودي انها قضية بلده.. انها ليست دعما ولا مساعدة.. انها واجب وضريبة.. ذلك هو نصيبنا من قضيتنا جميعا وأنا مسئول عن القضية العربية. وعموما قد صدرت التعليمات بتمويل مبلغ 200 مليون دولار تحت أمر مصر.. ثم عاد الملك وقرر رفع هذا الدعم إلي 400 مليون دولار عندما عرف ان تكلفة ساعة واحدة من الحرب تتكلف عشرة ملايين دولار.. وحكاية هذا الكلام ان الرئيس الراحل أنور السادات أوفد المهندس سيد مرعي وكان يشغل منصب أمين عام الاتحاد الاشتراكي للسفر إلي دول الخليج لشرح الموقف العام الناتج عن حرب 6 أكتوبر ..1973 وسافر سيد مرعي ومعه ثلاثة مدنيين وضابط واحد.. وبدأت الرحلة بالمملكة العربية السعودية. ويقول سيد مرعي ان المسئولين السعوديين الذين استقبلوهم في مطار الرياض ظلوا يتحدثون معنا ويطمئنون علي مسار المعركة بقلق ولهفة وفرحة كل مواطن عربي مخلص.. وعندما استقبلهم الملك فيصل ظل يسألهم ليطمئن علي الموقف العسكري وقال مرعي: لقد أرسل معنا الرئيس السادات اللواء سعد القاضي مزودا بكل البيانات والتفاصيل. وفي الاستراحة مر عليهم الأمير سلمان "الملك سلمان فيما بعد" والأمير سلطان والشيخ كمال أدهم.. وبعض الإخوة السعوديين وكانوا يقولون لنا:"ان مصر رفعت رأس العرب جميعا.. أما الملك فقد قرر تخفيض البترول بنسبة 10% للضغط علي الولاياتالمتحدة. علي أن موقف الملك فيصل لم يتوقف عند هذا الحد ولكنه امتد إلي أبعد من ذلك حيث أذاع القصر الملكي بان البيان الصادر يوم 22 رمضان "17 أكتوبر 73" والذي قررت فيه الحكومة السعودية تخفيض إنتاجها من البترول بنسبة 10% فورا ومتابعتها لتطورات الموقف لزيادة الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل فإن المملكة السعودية قررت ايقاف تصدير البترول للولايات المتحدة لاتخاذها هذا الموقف. كان هذا موقف من أعظم المواقف والتي تدل علي قوة ومتانة العلاقات المصرية - السعودية والحقيقة ان للملك فيصل مواقف عظيمة أخري. ومنذ الوحدة مع سوريا كانت العلاقات بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والمرحوم الملك فيصل بن عبدالعزيز في معظم الأحيان ليست علي مايرام.. وكان عبدالناصر دائم توجيه الانتقادات اللاذعة لجلالة الملك ورغم ذلك فإن بعد نكسة 1967 توجه الملك بنداء للزعماء العرب بضرورة الوقوف إلي جانب الدول العربية التي اعتدت عليها إسرائيل وهي مصر وسوريا والأردن.. وفي مؤتمر القمة العربي الذي عقد في شهر سبتمبر ..1967 تعانق عبدالناصر والملك فيصل في جو من التسامح والإخاء العربي.. حيث اعتبر الملك فيصل ان كل ما قاله عبدالناصر كأن لم يكن وقرر المساهمة في نقل القوات المصرية من اليمن إلي مصر.. وهي القوات السابق ارسالها لدعم ثورة اليمن سنة .1962 ومضت العلاقات تنمو وتزدهر.. مصر تقدم كل ما لديها من خبرات في مختلف المجالات.. والمملكة السعودية تدرك تماما ان معاناة الشعب المصري ترجع إلي انشغال مصر في حروبها من أجل فلسطين.. وانه لا شيء يعلو فوق المعركة. مستثمرون ومدرسون وبعد حرب 1973 والانتصار الساحق الذي تم تحقيقه وتحطيم خط بارليف الذي قيل عنه انه لا يتحطم حتي لو تم استخدام قنبلة ذرية.. وفي عام ..1974 أتي إلي مصر عشرات من المستثمرين وأقاموا مشروعات استثمارية ناجحة في مصر في الوقت نفسه لبت مصر طلبات المملكة في ايفاد أعداد كبيرة من المدرسين والأطباء والمهندسين وأعداد أخري من الأيدي العاملة. إلي أن حدثت الأزمة الكبري والتي كانت نتيجة الاتفاقية التي وقعها أنور السادات مع إسرائيل.. والتي عصفت بالعلاقات المتميزة بين البلدين.. وقامت المملكة في 23 أبريل سنة 1979 بقطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر.. فقد كانت النظرة إلي مصر.. هي انها الشقيقة الكبري وانها قلب الأمة العربية ولم يكن أحد يتوقع توقيع مثل هذه الاتفاقية وكان هناك تخوف من قيام دول عربية أخري بالصلح مع إسرائيل.. وفي عهد الملك فهد بن عبدالعزيز استؤنفت العلاقات في عام ..1987 وظلت العلاقات متنامية منذ هذا التاريخ. وبعد أحداث 25 يناير 2011 تدخل الملك الراحل خادم الحرمين عبدالله بن عبدالعزيز وأعلن ان بعض المندسين باسم حرية التعبير هي مصر الشقيقة استغلوا الموقف لبث احقادهم تخريبيا وحرقا ونهبا ومحاولة اشعال فتنة خبيثة.. كما قام بتنبيه الرئيس الأمريكي أوباما إلي ان السعودية علي استعداد لتقديم مساعدات مالية للجانب المصري تحل محل المعونة الأمريكية السنوية للقاهرة. 30 يونيه والملك عبدالله ثم كانت ثورة 30 يونيه والتي هي شهادة أخري علي عمق العلاقات ومتانتها.. وعندما خرج 33 مليون نسمة في مظاهرات تهتف بسقوط حكم المرشد والمطالبة بإحداث تغيير شامل.. سارع الملك عبدالله بتأييد الثورة ودعم الرئيس السيسي.. وأعلن ان مصر هي قلب الأمة العربية وان المحافظة علي استقرارها واجب كل عربي وشموخها هو رفعة لكل البلاد العربية.. هي مصر التي يجب ان تظل دائما رافعة رايات الاستقرار والمملكة السعودية لن تتأخر عن تقديم أي دعم لمصر.. في الوقت نفسه فإن خادم الحرمين الملك عبدالله أعلن ان المملكة ستقدم مساعدات لمصر قيمتها أربعة مليارات دولار وقام بزيارة سريعة في 20 يونيه 2014 إلي القاهرة واجتمع بالرئيس السيسي.. وكان جلالة الملك أول من هنأ الرئيس السيسي بانتخابه رئيسا لمصر وقال في رسالة له: ان المساس بأمن مصر هو مساس بالسعودية ودعا الملك عبدالله إلي عقد مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر لمساعدتها لتجاوز أزمتها المالية الاقتصادية كما شارك الأمير سلمان بن عبدالعزيز - وقتها - في حفل تنصيب عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر.