جاءت أغلب نتائج مباريات الجولة الأولي ببطولة أفريقيا المقامة بالجابون مفاجأة وكشفت أنه لا صحة لأي تكهنات أو تنبؤات ولا يوجد أي اعتبار للعراقة أو للتاريخ الكبير. فمنتخبات الفئات الصغيرة في التصنيف قلبت الأوضاع رأساً علي عقب ولم تصبها رهبة البدايات وأثبتت وجودها في مبارياتها الافتتاحية ولم يكن هناك أي فوز كاسح كما اعتدنا في البطولات السابقة بين الكبار والصغار. وجاءت نتائج المنتخبات العربية الثلاث الجزائروتونس والمغرب مخيبة للآمال علي عكس كل التوقعات فالمنتخب الجزائري العامر بكوكبة من أفضل نجوم أفريقيا في أوروبا نجا من هزيمة كادت تعصف به أمام منتخب زيمبابوي غير المرشح لولا ظهور رياض محرز أفضل لاعب افريقي لهذا العام في الوقت المناسب. وهو صاحب هدفي التعادل لمحاربي الصحراء. ولولا التألق غير العادي للحارس ريس مبولحي لخرج منتخب زيمبابوي بالنقاط الثلاث. والمستوي الذي ظهر به محاربو الصحراء لن ينفع في بقية المشوار المقبل. وهو بالمناسبة الفريق الذي وضعته الفرانس فوتبول علي رأس المرشحين للفوز باللقب. تونس خارج الخدمة وعن منتخب تونس فكان خارج الخدمة الكروية وهو يواجه السنغال والنتيجة تبدو منطقية لاسيما ان أسود التيرانجا تتصدر الترتيب العام لأفريقيا في التصنيف الأخير للفيفا. والسنغال مرشح قوي للحصول علي اللقب. لاسيما أنه ظهر متماسكاً دفاعاً وهجوماً ويمكنه الوصول بعيداً بالقرب من اللقب. المغرب افتقد التوفيق أما عن المنتخب المغربي فقد سقط بخسارة مؤلمة من منتخب الكونغو الديمقراطية بهدف يتيم. ولكن يمكن القول ان التوفيق لم يحالف لاعبيه في هذه المباراة. وكاد أكثر من مرة أن يتعادل بعد ان وصل كثيراً الي مرمي الكونغو لكن اللمسة الأخيرة غابت عنه لتغيب الفرص الخطيرة أمام المرمي. في حين جاء الهدف المباغت من الكونغو جونيور كينانجا ولم ينجح أسود الأطلسي في استغلال طرد لوماليزا موتامبالا لاعب الكونغو في الدقيقة 81 ولكن يمكن لأبناء المغرب تدارك الموقف في مباراتين المقبلتين مع توجو وكوت ديفوار. وعن منتخب الكونغو الديمقراطية فهو فريق القوة البدنية والأداء الأفريقي التقليدي. حامل اللقب يتراجع ويعد أداء منتخب كوت ديفوار حامل اللقب مخيباً لآمال جماهيره. محبطاً لخبراء اللعبة الذين توقعوا ان يكتسح توجو في مباراته الأولي لفارق المستوي الفني والخبرات بين المنتخبين خصوصاً مع وجود لاعبين من عينه ويلفريد زاها وبوني وكالو. والبداية غير مبشرة لمنتخب الأفيال الذي فشل في اختراق قوة دفاع صقور توجو الذي اعتمد علي الهجوم المرتد بقيادة نجمه الشهير أديبايور الذي يعد من أغني لاعبي أفريقيا بتنقله مع كبار أندية أوروبا في السنوات العشر الأخيرة. الكاميرون معذور ويلتمس لأسود الكاميرون بعض العذر بتعادله مع خيول بوركينا فاسو. لغياب عدد من أفضل نجومه لأسباب مختلفة وفي مقدمتهم جويل ماتيب الذي فضل البقاء مع ليفربول الانجليزي. ولكن الفريق يلعب بتوازن ملحوظ ويظل دائماً مرشحاً للقب في كل الظروف. ولا يبخس أحد جهد لاعبي بوركينا فاسو الذين لعبوا في النصف الأخير من الشوط الثاني أمام الأسود بروح قتالية استحقوا عليها التعادل. فريق النجم الواحد ونأتي للجابون وهي أخذت حجماً كبيراً من الهالة الإعلامية بوجود بير أوباميانج نجم دورتموند وأفضل لاعب أفريقي لعام 2016. ولكن وضح من خلال لقائه مغ غينيا بيساو انه فريق النجم الواحد. ويفتقد أساسيات الفريق المتكامل في خطوطه وحتي سلاحه المهم وهو جمهوره فلم يحضر بكثافة رغم اقامة البطولة علي أرضه. وعن منتخب غينيا بيساو الذي يلعب لأول مرة في تاريخه بالبطولة فريق مكافح ويمتاز بالقوة البدنية والروح القتالية ومن الممكن ان يسبب ازعاجا لمنافسيه وليس أكثر. غانا بنصف مجهودها ولم يظهر منتخب غانا كل ما لديه من قوة وامكانيات في مباراته مع أوغندا. إلا في بعض فترات من الشوط الأول وتحديد قبل ان يحرز أندريه أيو هدفه. حيث امتاز بالسرعة والهجوم من الطرفين. ومعتمداً علي مهارة أيو وتحركات جيان أسامواه المهاجم الصريح. ونظن أن النجوم السوداء سيعلو مستواها بالتدريج. وأنها لعبت علي قدر مستوي خصمها الأوغندي الذي كان ملتزماً في دفاعه خلال الشوط الأول. ثم كشف عن كفاءته الهجومية وخطورته في الربع الأخير من زمن المباراة. إلا ان الوقت لم يسعفه ليفعل شيئاً ليهز به شباك غانا.