أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن التصنيع يعد القاطرة الأساسية للتنمية وأنه يأتي علي رأس مجالات التعاون التي تتطلع مصر إلي تطويرها مع بيلاروسيا.. داعياً مجموعة العمل التي تم تشكيلها في إطار اللجنة المشتركة المصرية البيلاروسية إلي بذل مزيد من الجهد في تطوير التعاون بين البلدين في مجال التعاون الصناعي وتطويره ليشمل مجالات تنموية جديدة مثل التصنيع الزراعي وتحديث تقنيات الزراعة والري وتدوير المخلفات الصلبة ومعالجة مياه الصرف الصحي وتوفير مياه الشرب. قال السيسي خلال افتتاح منتدي الأعمال المصري البيلاروسي "إن التعاون بين مصر وبيلاروسيا شهد نمواً كبيراً وإن هناك رغبة لدي البلدين في استمرار التعاون بينهما.. ونعمل علي استكشاف فرص التعاون بين البلدين وعلي رأسها مجال التصنيع". وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي: اسمحوا لي أن أرحب بكم وبفخامة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو والوفد المرافق له.. لقد شهد التعاون بين مصر وبيلاروسيا تقدماً كبيراً في الفترة الماضية خاصة بعد انعقاد الدورة الأخيرة للجنة المشتركة بالقاهرة في مارس الماضي والتي عكست رغبتنا المشتركة في تعزيز التعاون بين بلدينا بكافة المجالات خاصة التعاون الاقتصادي بوصفه القوة الدافعة لتطوير العلاقات الثنائية بشكل عام. لقد اتفقت مع الرئيس لوكاشينكو خلال مباحثاتنا علي عقد دورة جديدة للجنة المشتركة في مينسك في أقرب وقت ممكن لمتابعة التباحث حول سبل تعزيز مجالات التعاون المختلفة واستكشاف الفرص المتاحة لتحقيق الاستفادة المتبادلة من الامكانات المتوفرة لدي البلدين. ويأتي مجال التصنيع الذي يعد القاطرة الأساسية للتنمية علي رأس مجالات التعاون التي نتطلع إلي تطويرها وفي هذا الإطار فإننا نحث مجموعة العمل التي تم تشكيلها في إطار اللجنة المشتركة علي بذل مزيد من الجهد في تطوير التعاون بين البلدين في مجال التعاون الصناعي وتطويره ليشمل مجالات تنموية جديدة مثل التصنيع الزراعي وتحديث تقنيات الزراعة والري وتدوير المخلفات الصلبة ومعالجة مياه الصرف الصحي وتوفير مياه الشرب. وفي هذا الاطار تسعي حكومتا البلدين إلي بذل كافة الجهود لتوفير بيئة اقتصادية واستثمارية مواتية تشجع رجال الأعمال من الجانبين علي استغلال الفرص الاستثمارية بهدف تعزيز النمو.. كما تعمل الحكومتان معاً علي التوصل لاتفاقية تجارة حرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي الأوراسي لتسهيل وزيادة حركة التبادل التجاري بين البلدين. السيدات والسادة: لقد واجه الاقتصاد المصري عدداً من التحديات والمشكلات الهيكلية التي تفاقمت حدتها مع التطورات الداخلية التي اعقبت ثورة 25 يناير 2011 وفي هذا الإطار شرعت الحكومة في تنفيذ برنامج شامل للإصلاح الاقتصادي يهدف إلي معالجة التحديات الهيكلية والمالية من خلال خطوات تنفيذية تضمنت إصلاح النظام الضريبي وتطوير منظومة الدعم وتحرير سعر الصرف فضلا عن إجراءات محددة لتذليل العقبات أمام الاستثمار الأجنبي في مصر ومنح حوافز عديدة للمستثمرين تشمل إعفاءات ضريبية وتسهيلات للحصول علي الأراضي الصناعية في عدة مناطق. كما شرعت الدولة في تنفيذ العديد من المشروعات الكبري التي توفر فرصاً استثمارية واعدة في مختلف المجالات وعلي رأسها مشروعات تنمية محور قناة السويس وتطوير الشبكة القومية للطرق وإنشاء العاصمة الجديدة بالإضافة إلي 8 مدن جديدة فضلا عن المشروعات العملاقة لتوليد الطاقة الكهربائية وغيرها من المشروعات التي تبرز عزم مصر لتحقيق نقلة نوعية في مسار تقدمها الاقتصادي بالتعاون مع شركائها من قطاع الأعمال المصري والأجنبي. السيدات والسادة: إن حجم الاقتصاد المصري الكبير الذي زاد معدل نمو الناتج المحلي الاجمالي علي 4% خلال العام الماضي يعد بفرص اقتصادية ضخمة وبآفاق واسعة أمام مصر وبيلاروسيا للارتقاء بعلاقات التعاون بينهما في مختلف المجالات. وفي هذا الإطار تقع مسئولية كبري علي عاتق قطاعي الأعمال في البلدين لاستغلال الامكانات الكبيرة لدي كل منهما ولتعظيم الاستفادة من الجهود التي تبذلها حكومتا البلدين من أجل تهيئة مناخ الاستثمار وتطوير القوانين والاجراءات ذات الصلة علماً بأن مصر تعد من الدول التي توفر أعلي نسب العائد في الاستثمار بالعالم. وفي هذا السياق فإننا نأمل في خروج هذا المنتدي بنتائج مهمة علي صعيد تشجيع الاستثمارات المشتركة وتعزيز النمو والتجارة بما يحقق المصالح المشتركة لبلدينا الصديقين. مرة أخري فخامة الرئيس أرحب بكم وبالوفد المرافق لكم وأشكركم جميعاً.. أكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أن الشعب المصري محظوظ بقيادته الواعية وأن يكون له رئيس بهذه القوة والعظمة.. مشيراً إلي أن السنوات القليلة القادمة ستشهد تفعيلاً للمشروعات التي تم الاتفاق عليها بين البلدين.. قال الرئيس البيلاروسي خلال كلمته في منتدي الأعمال المصري البيلاروسي إن الشعب المصري يوفر كل الدعم للسلطة الحالية.. لافتاً إلي أن ما تعانيه مصر الآن عاني منه الشعب البيلاروسي مرتين في تاريخه ولم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لنا. لقد عشنا أيام الاتحاد السوفيتي وكنا أكثر إقليم متقدم تكنولوجياً في الاتحاد.. أشار إلي أن وضع مصر أكثر تعقيداً. فمصر دولة كبيرة وتعداد سكانها أكثر من تسعين مليون شخص والشعب يريد فرص عمل من أجل معيشة طيبة ويجب دعم هذا الشعب وتوفير الحماية الاجتماعية له. وجه الرئيس البيلاروسي حديثه إلي رجال الأعمال الحاضرين في المنتدي قائلا: لقد فعل الرئيس السيسي كل ما في وسعه ووفر لكم السلامة والأمان والاستقرار ويجب أن يكون هناك رد فعل منكم تجاه بلدكم.. وتساءل رئيس بيلاروسيا: ما الاجراء الذي ستقومون به من أجل رفعة وزيادة استقرار الدولة. أضاف: ان هذا الشعب الشجاع سيكون له مستقبل واعد وأود أن أقول مرة أخري إن هذه الفترة هي فترة الأعمال. ذكر الرئيس البيلاروسي أن هذا المنتدي يأتي بمناسبة الاحتفال بمرور 25 عاما علي إرساء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.. مؤكداً عمق العلاقات بيننا في المستقبل وأنه وعد الرئيس السيسي أن تكون وتيرة التقارب بين البلدين سريعة علي نحو يرضي الجانب المصري. أشار إلي أن مصر نافذة لكل الدول النامية والدول الأفريقية.. قائلا: أنتم بوابتنا إلي أفريقيا.. والرئيس فتح لنا تلك البوابة.. كما وعد الرئيس البيلاروسي بتنفيذ كل الخطط التي تم وضعها وبلورتها. قائلا: إن العلاقات بين البلدين مبنية علي المنفعة المتبادلة ونتعاون سوياً لنكمل بعض البعض فنحن لسنا منافسين لبعضنا البعض. أكد أن الاقتصاد هو أهم عامل للتقارب بين البلدين.. مشيراً إلي ان هناك آفاقاً اقتصادية كبيرة بين البلدين منها عمليات ميكنة إضافة إلي الصناعات البتروكيماوية والصناعات الغذائية وصناعة الأخشاب ومواد البناء والمستحضرات الطبية والميكروبيولوجي. طرح الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو مبادرة تعاون مع العلماء المصريين والبيلاروسيين لتبادل الخبرات حتي يتمكن الخبراء المصريون من الاستفادة من التجربة البيلاروسية بشكل أكاديمي وفعلي وعملي. كما حث علي خلق تعاون بين المؤسسات البحثية بين البلدين. مما يؤدي إلي انتشار التكنولوجيا وتطبيقها وتطوير الصناعات المصرية. أضاف أن الرئيس السيسي شدد علي ضرورة وجود علاقة علمية وثيقة بين الدولتين فهو يفكر بنظرة علمية تجاه الصناعة والتجارة. كما تحرص بيلاروسيا علي إنتاج الشاحنات والحافلات والمعدات والآلات الزراعية بشكل مشترك.. لافتاً إلي أن بيلاروسيا تنتج 30% من المعدات الثقيلة والشاحنات علي مستوي العالم وتلك الشاحنات معروفة دولياً بأنها الأكثر قدرة علي حمل الأوزان الثقيلة. أشار لوكاشينكو إلي أن بيلاروسيا تمتلك مصنع "مينسك" للجرارات الزراعية والذي يحتل المكانة الثامنة علي مستوي العالم. كما أن هناك آفاقاً واعدة للتعاون بين البلدين في مجال صناعة الجرارات والشاحنات الزراعية علي أرض مصر. حيث من المقرر أن تتوفر 20 ألف فرصة عمل في الإسكندرية لانتاج تلك الجرارات. وسيكون هناك مصنع لإنتاج آلات الحصاد ومركزاً للدعم الفني والصيانة بخلاف كافة الخدمات اللوجيستية ومن ثم ستتاح إعادة التصدير إلي دول أفريقيا والدول الأوروبية الأخري.