افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أمس منتدي الأعمال المصري - البيلاروسي. الثاني الذي ينظمه الاتحاد العام للغرف التجارية وحضره رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة. كما حضر نائب رئيس الوزراء البيلاروسي إضافة إلي 10 وزراء بيلاروسيين. فضلاً عن مشاركة وفد من 40 شركة بيلاروسية عملاقة طامحة في الاستثمار في مصر. تفقد الرئيس السيسي ولوكاشينكو معرضاً يضم عدداً من الآلات والمنتجات البيلاروسية. أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن التصنيع يعد القاطرة الأساسية للتنمية وأنه يأتي علي رأس مجالات التعاون التي تتطلع مصر إلي تطويرها مع بيلاروسيا.. داعياً مجموعة العمل التي تم تشكيلها في إطار اللجنة المشتركة المصرية البيلاروسية علي بذل مزيد من الجهد في تطوير التعاون بين البلدين في مجال التعاون الصناعي وتطويره ليشمل مجالات تنموية جديدة مثل التصنيع الزراعي وتحديث تقنيات الزراعة والري وتدوير المخلفات الصلبة ومعالجة مياه الصرف الصحي وتوفير مياه الشرب. قال السيسي - خلال افتتاح منتدي الأعمال المصري البيلاروسي - إن التعاون بين مصر وبيلاروسيا شهد نمواً كبيراً وأن هناك رغبة لدي البلدين في استمرار التعاون بينهما.. مضيفاً "نعمل علي استكشاف فرص التعاون بين البلدين وعلي رأسها مجال التصنيع". وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي: "اسمحوا لي أن أرحب بكم وبفخامة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو والوفد المرافق له. لقد شهد التعاون بين مصر وبيلاروسيا تقدماً كبيراً في الفترة الماضية خاصة بعد انعقاد الدورة الأخيرة للجنة المشتركة بالقاهرة في مارس الماضي والتي عكست رغبتنا المشتركة في تعزيز التعاون بين بلدينا في كافة المجالات وخاصة التعاون الاقتصادي بوصفه القوة الدافعة لتطوير العلاقات الثنائية بشكل عام". "لقد اتفقت مع الرئيس لوكاشينكو خلال مباحثاتنا أمس الأول علي عقد دورة جديدة للجنة المشتركة في مينسك في أقرب وقت ممكن لمتابعة التباحث حول سبل تعزيز مجالات التعاون المختلفة واستكشاف الفرص المتاحة لتحقيق الاستفادة المتبادلة من الإمكانات المتوفرة لدي البلدين". "ويأتي مجال التصنيع الذي يعد القاطرة الأساسية للتنمية علي رأس مجالات التعاون التي نتطلع إلي تطويرها. وفي هذا الإطار فإننا نحث مجموعة العمل التي تم تشكيلها في إطار اللجنة المشتركة علي بذل مزيد من الجهد في تطوير التعاون بين البلدين في مجال التعاون الصناعي. وتطويره ليشمل مجالات تنموية جديدة مثل التصنيع الزراعي وتحديث تقنيات الزراعة والري وتدوير المخلفات الصلبة ومعالجة مياه الصرف الصحي وتوفير مياه الشرب". "وفي هذا الإطار تسعي حكومتا البلدين إلي بذل كافة الجهود لتوفير بيئة اقتصادية واستثمارية مواتية تشجع رجال الأعمال من الجانبين علي استغلال الفرص الاستثمارية بهدف تعزيز النمو.. كما تعمل الحكومتان معاً علي التوصل لاتفاقية تجارة حرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي الأوراسي لتسهيل وزيادة حركة التبادل التجاري بين البلدين". السيدات والسادة: "لقد واجه الاقتصاد المصري عدداً من التحديات والمشكلات الهيكلية التي تفاقمت حدتها مع التطورات الداخلية التي أعقبت ثورة 25 يناير 2011. وفي هذا الإطار شرعت الحكومة في تنفيذ برنامج شامل للإصلاح الاقتصادي يهدف إلي معالجة التحديات الهيكلية والمالية من خلال خطوات تنفيذية تضمنت إصلاح النظام الضريبي وتطوير منظومة الدعم وتحرير سعر الصرف. فضلاً عن إجراءات محددة لتذليل العقبات أمام الاستثمار الأجنبي في مصر ومنح حوافز عديدة للمستثمرين تشمل إعفاءات ضريبية وتسهيلات للحصول علي الأراضي الصناعية في عدة مناطق". "كما شرعت الدولة في تنفيذ العديد من المشروعات الكبري التي توفر فرصاً استثمارية واعدة في مختلف المجالات وعلي رأسها مشروعات تنمية محور قناة السويس وتطوير الشبكة القومية للطرق وإنشاء العاصمة الجديدة بالإضافة إلي 8 مدن جديدة فضلاً عن المشروعات العملاقة لتوليد الطاقة الكهربائية وغيرها من المشروعات التي تبرز عزم مصر لتحقيق نقلة نوعية في مسار تقدمها الاقتصادي بالتعاون مع شركائها من قطاع الأعمال المصري والأجنبي". السيدات والسادة: "إن حجم الاقتصاد المصري الكبير الذي زاد معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي علي 4% خلال العام الماضي يعد بفرص اقتصادية ضخمة وبآفاق واسعة أمام مصر وبيلاروسيا للارتقاء بعلاقات التعاون بينهما في مختلف المجالات". "وفي هذا الإطار تقع مسئولية كبري علي عاتق قطاعي الأعمال في البلدين لاستغلال الإمكانات الكبيرة لدي كل منهما ولتعظيم الاستفادة من الجهود التي تنبذلها حكومتا البلدين من أجل تهيئة مناخ الاستثمار وتطوير القوانين والإجراءات ذات الصلة. علماً بأن مصر تعد من الدول التي توفر أعلي نسب العائد في الاستثمار بالعالم". "وفي هذا السياق فإننا نأمل في خروج هذا المنتدي بنتائج هامة علي صعيد تشجيع الاستثمارات المشتركة. وتعزيز النمو والتجارة بما يحقق المصالح المشتركة لبلدينا الصديقين". مرة أخري فخامة الرئيس أرحب بكم وبالوفد المرافق لكم وأشكركم جميعاً. أكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أن الشعب المصري محظوظ بقيادته الواعية. وأن يكون له رئيس بهذه القوة والعظمة. مشيراً إلي أن السنوات القليلة القادمة ستشهد تفعيلاً للمشروعات التي تم الاتفاق عليها بين البلدين. وقال الرئيس البيلاروسي - خلال كلمته في منتدي الأعمال المصري البيلاروسي - إن الشعب المصري يوفر كل الدعم للسلطة الحالية. لافتاً إلي أن ما تعانيه مصر الآن. عاني منه الشعب البيلاروسي مرتين في تاريخه. ولم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لنا. لقد عشنا أيام الاتحاد السوفيتي وكنا أكثر إقليم متقدم تكنولوجياً في الاتحاد. كما أشار إلي أن وضع مصر أكثر تعقيداً. فمصر دولة كبيرة وتعداد سكانها أكثر من تسعين مليون شخص. والشعب يريد فرص عمل. من أجل معيشة طيبة. ويجب دعم هذا الشعب وتوفير الحماية الاجتماعية له. ووجه الرئيس البيلاروسي حديثه إلي رجال الأعمال الحاضرين في المنتدي قائلاً: "لقد فعل الرئيس السيسي كل ما في وسعه ووفر لكم السلامة والأمان والاستقرار. ويجب أن يكون هناك رد فعل منكم تجاه بلدكم. وتساءل رئيس بيلاروسيا "ما هو الإجراء الذي ستقومون به من أجل رفعة وزيادة استقرار الدولة؟". وأضاف: "أن هذا الشعب الشجاع سيكون له مستقبل واعد. وأود أن أقول مرة أخري أن هذه الفترة في فترة الأعمال". كما طرح الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو - خلال كلمته في المنتدي - مبادرة تعاون مع العلماء المصريين والبيلاروسيين لتبادل الخبرات. حتي يتمكن الخبراء المصريون من الاستفادة من التجربة البيلاروسية بشكل أكاديمي وفعلي وعملي. كما حث علي خلق تعاون بين المؤسسات البحثية بين البلدين. مما يؤدي إلي انتشار التكنولوجيا وتطبيقها وتطوير الصناعات المصرية. أضاف أن الرئيس السيسي شدد علي ضرورة وجود علاقة علمية وثيقة بين الدولتين. فهو يفكر بنظرة علمية تجاه الصناعة والتجارة. كما تحرص بيلاروسيا علي إنتاج الشاحنات والحافلات والمعدات والآلات الزراعية بشكل مشترك. لافتاً إلي أن بيلاروسيا تنتج 30% من المعدات الثقيلة والشاحنات علي مستوي العالم. وتلك الشاحنات معروفة دولياً بأنها الأكثر قدرة علي حمل الأوزان الثقيلة. أشار لوكاشينكو إلي أن بيلاروسيا تمتلك مصنع "مينسك" للجرارات الزراعية والذي يحتل المكانة الثامنة علي مستوي العالم. كما أن هناك آفاقاً واعدة للتعاون بين البلدين في مجال صناعة الجرارات والشاحنات الزراعية في أرض مصر. حيث من المقرر أن تتوفر 20 ألف فرصة عمل في الإسكندرية لإنتاج تلك الجرارات. وسيكون هناك مصنع لإنتاج آلات الحصاد ومركزاً للدعم الفني والصيانة. بخلاف كافة الخدمات اللوجيستية. ومن ثم ستتاح إعادة التصدير إلي دول افريقيا والدول الأوروبية الأخري. كما أضاف أن بيلاروسيا تنتج المنسوجات والمنتجات البترولية والبنزين وأسمدة البوتاسيوم وأسمدة الأوزوت. كما تحظي بيلاروسيا بمكانة كبيرة في مجال الصناعات التكنولوجية. حيث تتعامل العديد من الشركات العالمية بالبرامج ومنتجات تكنولوجيا المعلومات. كما تتميز بشركات متطورة في مجال إنتاج البرامج للحاسب الآلي بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية. تابع لوكاشينكو قائلاً "إن بيلاروسيا تنتج ايضا منتجات الألبان كما أن هناك مجالاً واعداً للاستثمار في بلادنا. ونرحب بأي استثمارات أجنبية. كما أن هناك ايضا تشريعات تحمي الاستثمارات الأجنبية وتوفر لها المناخ اللازم. وهناك تعاون مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي". وشدد علي أنه علي استعداد لنقل التكنولوجيا والخبراء البيلاروسين إلي مصر. وخلق طاقات إنتاجية علي أرض مصر. وإطلاع الخبراء المصريين علي طرق الصناعة واتقانها. لافتاً إلي أن الدول الغربية تبيع منتجاتها ولا تعطي التكنولوجيا والخبرة للدول الأخري. أما بيلاروسيا فهي تنقل التكنولوجيا وأسرار الصناعة إلي أرض مصر. ولا توجد دولة في العالم تطرح هذا الخيار. فتلك تعد شراكة وصداقة وأخوة. واقترح لوكاشينكو تقديم منتديات وفاعليات رياضية مشتركة بين بيلاروسيا ومصر والمساعدة في مجال البنية الأساسية. مؤكداً أن لدي بيلاروسيا خبرة كبيرة في مجال التكنولوجيا والجيوليوجيا والتنقيب وحفر الآبار العميقة والبحث عن الثروات الطبيعية. ودعا رئيس بيلاروسيا جميع رجال الأعمال المصريين إلي الشراكة لتلقي التدريب علي أيدي خبراء ومتخصصين في كل المجالات بما فيها المدنية والعسكرية. وحينما يعودون إلي بلادهم سيدربون أعداداً كبيرة من المتخصصين الآخرين. وقال لوكاشينكو "إن الصناعات الطبية لدينا متطورة وتتطرق إلي آخر ما وصل إليه الطب الحديث. مثل مجال طب العيون ومكافحة الأورام وكل المجالات الطبية الأخري". قال "إن العالم الآن يحارب الإرهاب الدولي ودولتنا ليست بمنأي عن تلك الحرب. حيث إنها يحيطها التوتر. فأوكرانيا يوجد بها العديد من المشكلات ونحن نسعي دائماً إلي السلام". وعن التعاون في مجال الإنتاج الحربي أعرب الرئيس البيلاروسي عن استعداد بلاده للتعاون مع مصر في مجال الإنتاج الحربي. مشيراً إلي أنهم لديهم العديد من المشروعات الجاهزة للتنفيذ. وفي مجال التعاون الثقافي أشار لوكاشينكو إلي أن مصر أقدم دولة وحضارة في العالم والتعاون الثقافي يعد أحد أهم المجالات التي يمكن التعاون فيها. وتابع قائلاً: "أدعوكم للتعاون معنا في هذا المجال بأن تنقلوا حضارتكم وتاريخكم إلي الشعب البيلاروسي. فمجال الثقافة مجال واعد وتبادل الزيارات بين المثقفين والموسيقيين والأدباء سيثري الثقافة البيلاروسية والعربية المصرية". دعا الرئيس البيلاروسي ممثلي رجال الأعمال من الدولتين إلي العمل بشكل مستمر من أجل فتح آفاق جديدة للتعاون بين مصر وبيلاروسيا. مشيراً إلي أن أول لجنة مشتركة بين الدولتين ستتكون في الربع الأول من العام الجاري والتي ستحدد خريطة تفعيل العلاقات. وأوضح أن هذه اللجنة ستحدد ايضا مجالات الإنتاج والصناعة التي سيتم التعاون فيها. وما هي الصناعات التي سيتم تجميعها وصناعتها في مصر. أكد الرئيس البيلاروسي علي أن كل طلبات الرئيس السيسي بمثابة أوامر لنا. بالإضافة إلي أنها في الصالح المشترك وتجلب النفع للطرفين. داعياً رجال الأعمال المصريين أن يكونوا علي ثقة بأننا ندعمهم علي كل المستويات. اختتم الرئيس لوكاشينكو حدثيه مؤكداً علي أن مصر هي الآفق والمستقبل وستكون دائماً لامعة بين كل دول العالم.. ولن تعاني مرة أخري ودائماً ستتقدم إلي الأمام. متمنياً أن تتبوأ مصر المكانة التي تستحقها خلال الفترة القادمة.