ما يحدث حاليا أمام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة من بناء جدار خرساني عازل لحماية السفارة من ثورة المتظاهرين بعد الجريمة الدنيئة التي ارتكبها الصهاينة بقتل ضابط وخمسة جنود مصريين علي الحدود ذكرني بشعار المتظاهرين في فيلم "السفارة في العمارة" للفنان عادل إمام وهم يرددون "يا أنا يا السفارة في قلب العمارة". لقد بنت اسرائيل جدارا عازلا في الأراضي المحتلة يفصلها عن الفلسطينيين وها هو جدار الجيزة يفصلها عن المتظاهرين ورغم كل ذلك فإن الدولة العبرية التي زرعت في منطقة الطوق زورا وبهتانا لن تنعم بالهدوء والاستقرار حتي لم تم بناء مئات الجدارات العازلة طالما انها مستمرة في الانتهاكات والجرائم العنصرية التي ترتكبها في حق الفلسطينيين وغيرهم. ان بناء الجدار العازل أمام السفارة الاسرائيلية لا يعبر سوي عن رغبة في حماية المعتدي علي ابنائنا في الوقت الذي لم يعتذر فيه الصهاينة رسميا عن مقتل جنودنا حتي تهدأ ثورتنا علي الأقل وكانت النتيجة ان حركة شباب الثورة العربية دعت علي الفيس بوك وتويتر إلي المشاركة في مسيرة هدم الجدار الخرساني وطلبت من كل شاب احضار شاكوش معه لهدمه. الطريف ان العمال المكلفين ببناء ما يسمي الجدارل العازل أعلي كوبري جامعة القاهرة رسموا علم مصر علي الانشاءات في اشارة إلي أن هدف الجدار تأمين العقارات المحيطة بالسفارة وتوفير الحماية لأفراد الأمن المكلفين بحماية المبني. ان رسومات هؤلاء العمال لعلم مصر سوف تظل شبحا يطارد اعضاء السفارة الصهيونية في يقظتهم ومنامهم ولن ينعموا بالاستقرار إلا إذا احترموا بنود معاهدة كامب ديفيد واعترفوا بمبدأ الأرض مقابل السلام واقامة الدولة الفلسطينية.. أما غير ذلك فسوف يظلون مطاردين ومنبوذين من كافة دول العالم. وإذا كانت حجة محافظة الجيزة ان هذا الجدار انشيء لتأمين العقارات المحيطة فإن القاطنين في المنطقة هم أول من يرفضونه ويطالبون بعودة الأمور لطبيعتها كما كانت عليه أما إذا كانت السفارة الاسرائيلية لا يعجبها هذا الوضع فلترحل هي وتترك الناس يعيشون في سلام وأمان. يجب ان تعي إسرائيل ان ما يحيط بها من جدر إنما يقوم بعزلها هي عن العالم فإذا فتحت قلبها لجيرانها وتعاملت معهم بمبدأ حسن الجوار فسوف تنعم بالأمن والأمان ولن تحتاج لأي جدار تفصلها عنهم.