شهدت تل أبيب حملة تحريضية قادها مجموعة من المتطرفين الإسرائيليين ضد قضاة المحكمة العليا وقادة الجيش الإسرائيلي. احتجاجاً علي الحكم بإدانة جندي احتياط إسرائيلي قتل مواطناً فلسطينياً. الجندي أليئور أزاريا قتل بدم بارد شاباً فلسطينياً ملقي جريحاً علي الأرض بتهمة الاشتباه في اعتزامه طعن جنود إسرائيليين.. لم يكن ما فعله الجندي إلا تعبيراً عن نزعاته العدوانية. وإيمانه المستمد من وصايا الحاخامات بقتل "الآخر". والآخر هنا هو غير اليهودي بصرف النظر عن الديانة التي يعتنقها! كتب المتظاهرون علي الجدران عبارات تحريضية. ودعوات لقتل العرب. وأيد نتنياهو في حسابه علي تويتر منح العفو للجندي القاتل. وأيد العفو رئيس أركان الجيش الإسرائيلي. وأدان وزير التربية والتعليم وضع القيود في معصمي جندي قتل مخرباً وجب قتله. وأشارت وزيرة الثقافة إلي أن تلك المحاكمة لم يكن ينبغي أن تنطلق أصلاً. أما وزير الداخلية فقد دعا إلي إصدار عفو رئاسي حتي لا يقضي الجندي يوماً واحداً داخل السجن! المظاهرات الاحتجاجية ضد سجن الجندي القاتل. وما تلاها من تأييدات ومباركات للجندي علي جريمته الشنيعة. نزعت ورقة التوت التي كان الكيان الصهيوني يحاول التستر بها. الحاخامات هم القادة الحقيقيون للمجتمع الإسرائيلي. وفي استبيان لجامعة إيلون الإسرائيلية أن أكثر من 90% من المتدينين الإسرائيليين ينفذون أوامر الحاخامات التي قد تكون رافضة لأوامر الحكومة الإسرائيلية. وأشار الاستبيان إلي أن أكثر من 95% من الجنود المتدينين يرفضون الانصياع للأوامر العسكرية ما لم تكن متسقة مع الفتاوي الدينية التي يصدرها الحاخامات والسلطات الدينية. أما القتل للاشتباه في نيات العداء ضد الجنود والمستوطنين الإسرائيليين فهو تصرف صحيح. وكما يقول الحاخام يسرائيل روزين فإنه من المهم تطبيق أحكام "الله" في الفلسطينيين. ذلك ما دعت إليه التوراة في زعمه بقتل الرجال والأطفال. وحتي الرضع والنساء والعجائز. وأجازت سحق "البهائم". أما الحاخام شموئيل إلياهو فقد وجد في قتل الفلسطينيين والانتقام منهم فريضة دينية تدعو إليها التوراة. وزاد فوصف الفلسطينيين بأنهم وحوش. وأن الانتقام منهم فريضة تنص عليها التوراة!. بل إن الحاخام دوف لينور يدعو الجيش إلي تخريب قطاع غزة. بهدف القضاء علي العدو. حتي لو لم يكن أهل القطاع من المحاربين. ولا يشكلون خطراً علي الكيان الصهيوني. الإيجابية التي طرحتها هذه المظاهرات الاحتجاجية ضد سجن الجندي الإسرائيلي. أزاحت النقاب عن الوجه القبيح. الحقيقي. للكيان الصهيوني. ولتشدقاته بطلب السلام. وهو ما يستحيل تصور غيابه عن القيادة الفلسطينية التي تري في التفاوض سبيلاً وحيداً لتحقيق دولة فلسطين. وعاصمتها القدس. بينما هلل قادة إسرائيل لإعلان الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب اعتزامه نقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلي القدس!