منذ أن وعيت علي الدنيا.. ومنذ أن توليت ملف التعليم العالي والجامعات والبحث العلمي وأنا أسمع نغمة واحدة من كل وزراء المنظومة التعليمية والبحثية وهي: استراتيجية متكاملة لتطوير التعليم تطويرا شاملا.. ثم يرحل الوزراء ويأتي غيرهم بنفس النغمة التي ملها الشعب بسبب الوضع الذي يزداد سوءا يوما بعد يوم. هذه الأيام امتلأت الصحف والبرامج الفضائية بتصريحات وزيري المنظومة التعليمية والبحثية د.الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم ود.أشرف الشيحي وزير التعليم العالي والبحث العلمي واللذان يصرحان في كل مناسبة وغير مناسبة بأنه يتم حاليا تطوير شامل للتعليم عاجلا وآجلا وانه سيتم عرض استراتيجية التطوير علي المجتمع المدني لمناقشتها قبل الموافقة عليها. ومن خلال الوضع الرديء الذي يعاني منه التعليم.. أناشد الوزيرين بالكف عن مثل هذه التصريحات التي لا تقدم ولا تؤخر والتفرغ للعمل الحقيقي لانقاذ التعليم من هذا التدهور.. الا يكفي ما حدث من مهازل في امتحانات الثانوية العامة في العام الماضي والتي كانت عبارة عن فوضي عارمة وغش وتسريبات مما أدي الي ظلم واضح لكثير من الطلاب المجتهدين الذين لا يقبلون الغش أبدا. وتوقعنا مع بداية العام الدراسي الحالي أن يتم تطوير أسلوب الامتحانات وجعله بأحدث الطرق وأقلها تكلفة عن طريق الكمبيوتر مثل امتحانات ال ¢idel".. بحيث يمتحن الطالب ويعرف نتيجته فور الانتهاء من الامتحان.. الا انه لم يتحرك أحد بخطوة ايجابية.. فقط تصريحات بأن امتحانات الثانوية هذا العام ستكون تحت رقابة مشددة وبورقة أسئلة متنوعة. المؤسف ان كل وزير من وزيري المنظومة التعليمية يعيش في جزيرة منعزلة عن الآخر ويعقد اجتماعات ويدلي بتصريحات بأن التطوير قادم قادم من خلال الاستراتيجية التي ضحي من أجلها بوقته الثمين وجهده الوفير.. والمحصلة في النهاية استمرار التدهور في التعليم والبحث العلمي. ان التطوير يا سادة لابد وأن يكون عاجلا وآجلا.. عاجلا بتخفيف المناهج في المدارس والجامعات من الحشو العقيم.. يعني منهج متطور حديث يشجع الطالب علي الفهم والاستيعاب والابتكار بدلا من الحالي الذي يدعو الي الحفظ والتلقين. أيضا لابد من عودة كرامة المدرس التي أهينت تحت أقدام الحاجة والسعي وراء الدروس الخصوصية بمنحه راتبا يكفيه وأسرته ويجعله يبذل كل جهده من أجل تعليم الأجيال. ويكتمل مثلث التطوير بجانب المنهج المتطور والمدرس المتحضر بالاداري الكفء الذي يدير المكان بالكفاءة القائمة علي العلم الحديث وليس بالوساطة والجهل والتخلف.. وهذا التطوير لن يتحقق الا من خلال لجنة قومية من كبار العلماء والخبراء.. وليس بقرارات أو استراتيجيات فردية لسيادة الوزير. ** كلمة هامة: ان الأمة التي تهتم بتعليم أبنائها.. هي الأمة التي تضمن مستقبل أجيالها