تشن الصحف وأجهزة الإعلام حملة شرسة ضد الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم بقصد تشويه صورة الوزير قبل التعديل الوزاري المقترح في فبراير القادم طبقا لما أشار إليه المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء. الوزير الشربيني ناله كثير من الهجوم في امتحانات العام الماضي لأنه ليس وحده بل معه أجهزة الدولة كاملة لم تستطع منع الغش في امتحانات الثانوية العامة حيث تسربت الأسئلة خارج اللجان بالإضافة إلي مواقع الغش الالكتروني. اشتركت وزارة الداخلية ووزارة الاتصالات والتربية والتعليم بل ومعهم رئيس الوزراء نفسه في الحرب ضد مواقع الغش الالكتروني وضد تسريب الامتحانات ولكن الجميع عجز عن التوصل لحل لهذه المعضلة. وعندما تدبرت وزارة التربية أمرها من خلال الخبراء ووضعت نظاما للامتحانات يطلق عليه نظام "البوكليت" وهو يقوم علي جمع الأسئلة والاجابة في ورقة واحدة إلي جانب الأمور الفنية في الامتحانات كأن تكون الأسئلة كلها اجبارية مع وجود نسبة للمتفوقين وأصحاب المواهب وأن تعتمد الأسئلة علي الصواب والخطأ إلي غير ذلك.. لم يسلم الوزير أيضا من الهجوم عليه. هل تعود الوزارة إلي النظام القديم في الامتحانات وتنشر الأسئلة كما حدث في العام الماضي وعند ذلك نتهم الوزير بالفشل ويطالب الإعلام والصحافة ومعهم بعض أعضاء البرلمان بضرورة إقالته!! هل هذا ما تريدونه من الوزير حقا؟! أم تريدونه أن يطبق النظام الجديد المعمول به في بعض الدول المتقدمة ليقضي علي ظاهرة الغش تماما!! هل نعمل بالمثل الشعبي القائل: "نفتح الشباك ولا نقفله"؟! تضاربت آراء الخبراء والطلاب وأولياء الأمور حول النظام الجديد للامتحانات الثانوية العامة.. فالمعارضون اطلقوا عليه "فنكوش الهلالي اسمه البوكليت"! ويقولون إن تطبيق النظام الجديد علي طلاب العام الحالي مستحيل. ويقول الطلاب إن فيه ضغوطا زائدة ونزيفاً للدرجات!! قال أيمن البيلي الخبير التعليمي: كنت اتصور أن تتجه الوزارة إلي المنهج العلمي. وأن تتم دراسة ظاهرة الغش من النواحي العلمية والاقتصادية والتربوية ولكن نظام "البوكليت" لن يمنع التسريب لأن الطالب يستطيع تصوير الورقة ويرسلها لمن يريد في الخارج. وقال عبدالحفيظ طايل مدير مركز الحق في التعليم اننا أمام حكومة تقوم بتأليف مسلسل بوليسي وتلجأ إلي حلول شعبوية للتعامل مع ظاهرة هي عاجزة عن علاج جذورها.. وعدد كل العقبات التي واجهت التعليم قبل الجامعي والتعليم الجامعي من عجز عن كل الوسائل. وتبعه في نفس الرأي والمنطق حسين إبراهيم الأمين العام لنقابة المعلمين المستقلة التي اصدرت بيانا موجها للوزير قالت فيه: يا وزير التعليم توقف عن العبث وكفاكم تخريباً!! والله لو ان المعترضين علي كل سياسات وزير التربية والتعليم تولوا منصبه لانهالت عليهم الشتائم من الخبراء وغير الخبراء انتقاداً لقراراتهم ولطالبوا فوراً باستقالته أو اقالته!! بينما قال اساتذة الجامعات ان اسلوب الامتحانات الجديد المعروف باسم نظام "البوكليت" اسلوب ناجح ويحارب الغش.. وكان هذا رأي الدكتور خالد فرجون وكيل كلية التربية بجامعة حلوان لشئون التعليم والطلاب السابق ورأي الدكتور حسن شحاتة استاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس ورأي ماجدة عبود مديرة مدرسة السعيدية الثانوية بنات ورأي جمال شوقي استاذ اللغة العربية بأن هذا النظام سيحد من ظاهرة الغش. هل تذكرون عندما أراد الوزير الهلالي الشربيني ان يخصص نسبة للسلوك والحضور للطلاب في العام الماضي فانهال عليه النقد من كل جانب.. واكتفي المنتقدون بذلك.. وظل الطلاب علي موقفهم فلا يحضرون إلي المدرسة دون أي جديد!! إن التعديل الوزاري القادم يرشح كما قالت صحيفة المساء عشرة وزراء للخروج من الوزارة أولهم الوزير الهلالي الشربيني الذي تصدرت صورته صور الوزراء المغضوب عليهم!! فهل سيرضي المعترضون علي الوزير بأي اجراءات يتخذها الوزير القادم؟! أم سينال نفس النقد ونفس التجريح الذي تعرض له الوزير الحالي؟!