لفت نظري تقرير نشره موقع جلوبال ريسيرش للكاتب إيريش عمر جمال "لا أدري إن كانت ترجمة الاسم الأول صحيحة أم لا" بعنوان "صحافة الببغاوات" مقابل أقل القصص الإخبارية تغطية في .2016 وفي هذا التقرير يشير الكاتب إلي فقرة وردت في كتاب "الدعاية" للمؤلف إدوارد بيرنيز ابن شقيق عالم النفس الشهير سيجموند فرويد وأبوالدعاية الحديثة وصاحب اقتراح تغيير مسمي وزارة الحرب الأمريكية إلي وزارة الدفاع في عام .1949 يقول بيرنيز: "إن التلاعب الواعي والذكي لإعادة تنظيم أفكار وعادات الجماهير. يمثل عنصرا مهما في المجتمع الديمقراطي.. ومن يتعاطون مع هذه الآلية غير الملموسة في المجتمع هم الحكام الحقيقيون له.. فنحن محكومون ويجري تشكيل عقولنا وتلوين أذواقنا.. وهؤلاء هم الذين يمسكون بالخيوط التي تحرك أذهان الجماهير". من هذا المنطلق. يذهب الكاتب إلي القول بأنه في "عصر وسائل الإعلام المملوكة لشركات" هناك 90% من وسائل الإعلام الأمريكية تملكها ست شركات - جنرال إلكتريك. نيوز كورب. ديزني. فياكوم. تايم وارنر. وسي بي إس - منذ 1983. وليس من الصعب إدراك أن مدي ما يمكن "أن تراه الأغلبية وما لا تراه" يخضع لسيطرة أجندة عدد صغير من الشركات. وبالتالي من يسيطرون علي تلك الشركات وتلك بوجه خاص هي القضية التي تتمثل أيضا في "عصر صحافة الببغاوات".. حيث إن معظم الصحفيين في مختلف أنحاء العالم يرددون القصص التي تتردد في وسائل الإعلام القوية. وخصوصا الغربية أو الأمريكية وكذلك المعلومات التي تبثها كبري وكالات الأنباء "الغربية في الغالب" بدلا من قيامهم بعملهم من خلال بحث ما يحدث وكيفية حدوثه. وعندما تكون هذه السلطة - منبع الأخبار والمعلومات - في يدي حفنة قليلة من الأشخاص. فمعني ذلك أن نجد القصص الاخبارية التي يتم اختيارها بعناية. تتردد في مختلف وسائل الإعلام وبعض القصص يتم حجبها ولا تجد طريقها إلي النور. وضرب الكاتب أمثلة عديدة علي كيفية انتقاء الأخبار التي تنشر - أو لا تنشر - في الإعلام الأمريكي.. ومن هذه الأخبار تسريبات ويكيليكس بشأن تورط هيلاري كلينتون والحزب الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية وكيف أن 65 محرراً من العاملين بالصحف الكبري كانوا يعملون إلي جانب هيلاري كلينتون لتزوير الانتخابات. كما كشف ويكيليكس كيف قامت المعلقة السياسية في شبكة سي إن إن بإرسال أسئلة الحوار الرئاسي للسيدة كلينتون من قبل إجراء الحوار. ما يعني إعطاءها الفرصة لانتقاء الاجابات التي ترغب فيها وإعداد هذه الاجابات مسبقا. إحدي القصص الإخبارية الأخري التي لم تنل حقها إعلامياً "فيما يمكن أن يمثل جريمة إعلامية" مرت مرور الكرام. تتعلق بالتدخل السعودي في اليمن. وهي الحرب التي تدور رحاها هناك.. ويقول موقع ويكيليكس. إن الصحفية روز ديلاني كتبت يوم 2 سبتمبر 2016 لشبكة إنتر برس سرفيس: "إن خطورة الصراع في اليمن يلزمها صرخة عالمية تصم الآذان من أجل تحقيق العدالة. ومع ذلك. فما دام المطلوب استراتيجياً أن يظل الرأي العام في الظلام. فلم يحدث تغيير يذكر في الأوضاع" والأسلحة التي ترسلها بريطانياوأمريكا للسعودية تستخدم ضد الشعب اليمني.. وأنه لولا الدعم الذي تقدمه أمريكاوبريطانيا لما أمكن شن الغارات ضد الشعب اليمني. لأن السعودية ليس لديها الامكانية لإعادة تزويد طائراتها بالوقود في الجو. هذا بعض ما جاء في التقرير المنشور علي الموقع السابق ذكره وهو إن دل علي شيء فإنما يفضح الإعلام الغربي ويعري الشعارات الكاذبة التي يروجون لها عندنا حول الديمقراطية الغربية وحرية الوصول إلي المعلومات.. كما يكشف زيف ما يدعونه من الشفافية والوضوح في تعاملاتهم مع شعوبهم. ناهيك عن تعاملاتهم مع العالم.. ويميط اللثام عن حرية الإعلام المزعومة. والتي تتحكم فيها وكالات الأنباء والشركات الإعلامية الكبري - أو إعلام الببغاوات - الذي يتولي التخديم علي مموليه والسهر علي رعاية مصالحهم. لا غير.