للمرة الأولي منذ 12 عاماً يتوقف اليوم برنامج زراعة الكبد بمركز جراحة الجهاز الهضمي بالمنصورة بسبب نقص عقار "السيميوليكت" مثبط المناعة ونفاذ كل المخزون المخصص للمركز والذي لا يمكن إجراء عملية زراعة الكبد دون استخدام "أمبولين" من العقار لكل مريض. يأتي ذلك في الوقت الذي توجد كمية من العقار المستورد بجمارك مطار القاهرة التي تتحفظ عليها لحين إنهاء الإجراءات الروتينية التي ستستغرق شهراً علي الأقل. تداعيات الأزمة لم تتوقف عند زراعة الكبد.. بل امتدت إلي مركز الكلي والمسالك البولية أيضا.. وقال د.أشرف حافظ مدير مركز الكلي إن وجود عجزاً عقار "السيميوليكت" اضطرنا لإجراء 4 عمليات زراعة كلي بدلاً من 8 عمليات خلال يناير الجاري. وإذا لم يتم توفير العقار سنعلن توقف عمليات الزراعة بشكل كامل. لفت مدير مركز الكلي في تصريحات ل "المساء" إلي أن رئيس الشركة المصرية للأدوية وعد بالإفراج عن 30% من الكمية المحتجزة بجمارك مطار القاهرة التي تقدر ب 300 أمبول لمركز الكلي و100 أمبول لمركز الكبد. إلا أن ذلك لم يحدث حتي الآن. مضيفاً أن المركز الذي أجري 2800 عملية زراعة كلي أصبح مهدداً هو الآخر بالتوقف مثل زراعة الكبد. يقول د.أحمد عبدالرءوف الجعيدي مدير مركز جراحة الجهاز الهضمي بالمنصور إن هناك عجزاً خطيراً في الأدوية الخاصة بإجراء العمليات داخل المركز. خاصة عمليات زراعة الكبد التي يشتهر بها المركز علي المستوي المحلي والدولي. فهناك عجز في خمسة أنواع من المحاليل الطبية والألبومين إضافة إلي ثلاثة أنواع خاصة بعمليات الزرع ومثبطات المناعة. والغريب في الأمر أننا طرحنا مناقصة ولم تتقدم ولا شركة واحدة لعدم توفر الأدوية وبعض المنتجات لكونها مستوردة. بالإضافة إلي الأدوية الأخري التي تأثرت نتيجة لارتفاع الدولار. أشار إلي أن خريطة العمل بالمركز تتطلب ضرورة الاعتماد علي مخزون استراتيجي يكفي احتياجات المركز لثلاثة أشهر علي الأقل وبكل أسف تم استهلاك هذا المخزون. أضاف مدير المركز أن الاستهلاك الشهري من المحاليل الرنجر والملح والجلوكوز عشرة آلاف زجاجة وحالياً لا توجد زجاجة واحدة من محلول الرنجر اسنت الذي نحتاج منه حوالي ثلاثة آلاف وخمسمائة زجاجة شهرياً. وقد طرحنا أمر توريد منذ ثلاثة أشهر بحوالي سبعة آلاف وحدة ولم نتمكن من تدبير أي وحدة. د.محمد الشوبري نائب مدير المركز لشئون عمليات الزرع يشير إلي أن عمليات الزرع تتم يومي الأحد والاثنين من كل أسبوع بواقع عمليتين أسبوعياً ونطمح أن نحقق 80 عملية خلال هذا العام الذي يبدأ في مايو من العام الحالي وينتهي في مايو العام المقبل. مشيرا إلي أن البرنامج قد بدأ في مايو 2004 وتبلغ تكلفة العملية 220 ألف جنيه. 75 ألف جنيه من نفقة الدولة. ومؤسسه ساويرس 100 ألف. وباقي المبلغ الذي يدفعه المريض يقوم التأمين الصحي بتسديد ثلثه.