أثار الحادث الإرهابي البشع الذي وقع في الكنيسة البطرسية بالعباسية وأدي إلي إزهاق روح العديد من الشهداء إلي انتفاضة نسائية عارمة ضد قتلة الإنسان أعداء الحياة. طالبت القيادات النسائية بضرورة إجراءات رادعة ضد الجماعات الإرهابية علي رأسها إجراء محاكمات سريعة لهم أمام المحاكم العسكرية.. كما طالبت بالعمل علي حل أزمة البطالة وتوفير فرص عمل للشباب بالإضافة إلي اتخاذ إجراءات سريعة لتحقيق العدالة الاجتماعية. في البداية تقول الدكتورة هدي بدران رئيس اتحاد نساء مصر: مواجهة الإرهاب لا تكون بالوسائل الأمنية فقط لكن لابد من تعاون جميع مؤسسات الدولة فالأمن وحده لا يستطيع القضاء علي الإرهاب ولابد من تعاون جميع المواطنين من خلال الإبلاغ عن أي تحركات مريبة سواء في المساكن أو مكان العمل أو في الشارع. أضافت: لابد من حل جذري لمشكلة البطالة وخاصة أن هناك أكثر من 2000 مصنع مغلق ويجب العمل علي تشغيلها بأسرع وقت ممكن لتوفير فرص عمل للشباب والحد من أزمة البطالة. أشارت إلي أن الاتحاد ينظم في الأيام القليلة القادمة مؤتمراً شعبياً يشارك فيه العديد من الجهات وعلي رأسهم شخصيات أمنية للعمل علي تكاتف جميع القوي لمواجهة هذا الإرهاب الأسود. ..تطالب الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد مستشار رئيس الجمهورية السابق بضرورة اللجوء إلي المحاكمات العسكرية في قضايا الإرهاب لسرعة الفصل فيها بكل حسم خاصة بعدما شاهدناه في قضية "حبارة" الذي ظل يحاكم أكثر من عامين رغم اعترافه بجريمة قتل الجنود المصريين مشيرة إلي أن الحسم بسرعة في قضايا الإرهاب سيساهم في الحد من العمليات الإرهابية. أكدت علي أن المواجهة الأمنية للإرهاب لا تكفي بل لابد من تعاون الجميع مع الأمن وأن بذل علماء الدين إلي الأماكن العشوائية والمهمشة والأكثر فقراً للاستماع إلي الناس والعمل علي حل مشاكلهم وتغيير أفكارهم المتطرفة. أشارت د.سكينة إلي ضرورة العمل علي تحقيق العدالة الاجتماعية فمن غير المعقول أن يكون هناك غني فاحش وفقر مدقع.. لابد من تقليل الفجوة الكبيرة بين الأغنياء والفقراء من خلال تطبيق الضرائب التصاعدية علي الأغنياء وإعطائها للفقراء. أكدت الدكتورة عزيزة الحمامصي رئيس جمعية خريجات الجامعة أنه لن يتم القضاء علي الإرهاب إلا بالتعليم والقضاء علي الأمية مشيرة إلي أنه من غير المعقول أن تصل نسبة الأمية إلي 40% من المجتمع وبالتالي يسهل علي أعدائنا تجنيد هؤلاء الأميين وإجراء عمليات غسيل مخ لهم ودفعهم لارتكاب عمليات إرهابية. طالبت بتشجيع الشباب علي إقامة المشروعات الصغيرة لأنها هي السبيل الوحيد للقضاء علي البطالة خاصة في ظل تضخم الجهاز الإداري الحكومي بالملايين من الموظفين الكثير منهم بلا عمل حقيقي. تؤكد د.عزة كامل رئيس مركز وسائل الاتصال للتنمية ضرورة تغيير المناهج التعليمية التي تحض علي التطرف والتعصب مشيرة إلي أن منهج الصف السادس الابتدائي في مادة التربية الدينية يوضح أن المسيحيين واليهود ضالين ومغضوب عليهم. وكفار فلابد من تغيير هذه المفاهيم التي ليس لها علاقة بالإسلام. أشارت إلي أن هناك العديد من القري والنجوع بالمحافظات تعد قنابل موقوتة ولابد من التعامل والعمل علي توعيتهم بالأفكار الصحيحة. أكدت أن الفقر والبطالة هما أكثر أسباب انتشار الإرهاب ولذلك لابد من العمل علي مواجهتها بكل حسم وقوة! وتري الدكتورة سهير عبدالمنعم أستاذ القانون بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن القوانين الحالية كفيلة بمواجهة هذه العمليات الإجرامية ولكن بشرط الإسراع في المحاكمات وإلا تظل سنوات عديدة في المحاكم دون أن يبن فيها مما يصيب الضحايا بالاحباط واليأس من القصاص من هؤلاء القتلة. أوضحت أن الجماعات الإرهابية والمتطرفة انتشرت وتغلغلت في المجتمع منذ حوالي 40 سنة نتيجة الفقر والجهل وتزايد الأزمة الاقتصادية مؤكدة أن مواجهة التطرف والإرهاب لن يكون إلا بالتعليم وحل المشكلة الاقتصادية التي يعاني منها ملايين المصريين بالإضافة إلي تحقيق العدالة الاجتماعية خاصة أن 20 في المائة فقط من المجتمع هم الذين يملكون كل شيء بينما 80 في المائة الآخرون يعيشون في ظروف اقتصادية ضعيفة وأن العديد من الشباب أصبحوا لا يجدون فرص عمل. تؤكد الدكتورة راندا فخرالدين رئيس ائتلاف اتحاد جمعيات العنف ضد المرأة أن هناك العديد من المناطق العشوائية والمهمشة في مصر خاصة علي المناطق الحدودية وأن هذه المناطق تفتقد كل شيء مما يحول سكانها إلي ناقمين ضد المجتمع مستعدون لارتكاب أي عملية إرهابية. أوضحت ضرورة الاهتمام بهذه المناطق والعمل علي تطويرها وتوصيل المرافق الأساسية لها وإقامة مشروعات ومصانع بها. أشارت إلي أهمية تجديد الخطاب الديني خاصة أن هناك العديد من العلماء مازالوا ينشرون أفكاراً متطرفة تحض علي كراهية الآخر بل وتكفِّره!! تقول د.هناء المرصفي أستاذ علم الاجتماع بكلية بنات جامعة عين شمس: إن المواجهة يجب أن تبدأ مع الأطفال منذ الصغر لحمايتهم من الأفكار المتطرفة مشيرة إلي ضرورة تجديد الخطاب الديني سواء داخل المساجد أو الكنائس علي حد سواء لنبذ العنف والتطرف. أكدت علي أهمية دور الإعلام في مواجهة ظاهرة التطرف بالإضافة إلي دور الدراما التليفزيونية في نتاج أعمال هادفة تدعو إلي حب الآخر خاصة الدراما الخاصة بالأطفال والتي تدعو إلي الأهداف النبيلة ولابد من تعاون الجميع في خدمة المجتمع.