الإرهاب لا دين له. والأديان السماوية بريئة من كل إنسان يقوم بأي عمليات تخريبية ضد الوطن أو الأشخاص أو دور العبادة. والقرآن الكريم يصف الشخص الذي قتل نفسا بغير حق كأنه قتل الناس جميعا. هذا هو القرآن الذي ساوي بين الناس في الحقوق والواجبات وحرم اراقة الدماء علي المسلم والمسيحي وكل الأديان. ما حدث في تفجير الكنيسة البطرسية تئن له القلوب وتقشعر له الأبدان وترفضه كل المذاهب والأديان فما فقدناه من ضحايا لا يعوضنا عنه سوي القصاص العادل من الله ليكشف لنا هؤلاء الخفافيش الذين يحقدون علي الشعب المصري ولا يفرقون بين مسلم ومسيحي وهدفهم زعزعة الاستقرار داخل الوطن وهم فئة مأجورة لا دين لهم ولا أخلاق فقد خالفوا القرآن والإنجيل والتوراة. فإذا كان مرتكب الجريمة مسلما فإن هذا يعني أنه مسلم علي الورق فقط وهذا لا يمثل الإسلام في شيء. العالم كله أدان الحادث الإرهابي الخسيس. أمريكا تؤكد ثقتها في قدرة المصريين علي تجاوز المحنة والانتصار علي الإرهاب. ومجلس الأمن يطالب جميع الدول بمساندة مصر ومحاسبة داعمي وممولي العنف. ورئيس فرنسا ينعي الضحايا. وألمانيا تصف الواقعة بالعمل الجبان. وبابا الفاتيكان يتضامن مع المصريين ويصلي ليعبروا أحزانهم. والسفير السعودي يعزي البابا ويدين الحادث. والمجلس الاستشاري المصري بأوروبا يؤكد علي التكاتف صفاً واحداً مع الشعب المصري لاقتلاع جذور الإرهاب. والبرلمان العربي يؤكد أنه يقف خلف مصر لمحاربة الإرهاب. في الحقيقة إن كل دول العالم تألمت لضحايا الحادث وغمرت قلوبهم الرحمة ما عدا بعض الدول التي لم تحاول التعبير عن حزنها لما حدث في مصر وكأنها هي التي ترعي الإرهاب وهذه الأعمال الخسيسة وهي التي تمول هذا الإرهاب في جميع بلدان العالم. أعتقد أن هذا لا يمثل لدينا أي شيء لأن الشدائد تعرفنا من هو حبيبنا ومن هو عدونا والآن حددنا الاعداء الذين يشمتون في المصائب وهؤلاء الذين لا أصل لهم ولا دين. الحادث ترك آثارا نفسية سيئة في قلوب الناس بل جمعنا علي قلب رجل واحد وشاهدنا الملحمة الوطنية للشعب المصري في الوقوف بجوار الضحايا وأسرهم والمشاركة في الأحزان. لكن الحادث كشف لنا ضعف هذه الحكومة التي لم يعد لديها أي جديد تقدمه للشعب المصري فقد ظهرت في عهدها كل الأزمات والكوارث. بالأمس شاهدنا فئة من المجرمين يقومون بالإتجار في الأعضاء البشرية وحولوا الفقراء والغلابة إلي قطع غيار رخيصة للأثرياء وأولادهم سواء من المصريين أو العرب واليوم شاهدنا كارثة الكنيسة البطرسية ومدي التقصير الأمني فيها ومنذ عدة شهور عشنا ومازلنا نكتوي بلهيب الأسعار وظهور الأزمات في السكر والأدوية ولم يعد هناك بارقة أمل لإصلاح هذه الأزمات أو الخروج منها بعد أن فشلت هذه الحكومة في معالجة أبسط أو أضعف الأزمات وكلنا أمل أن يكون حادث الكنيسة البطرسية هو آخر عهد لهذه الحكومة الصامتة التي لم تقدم جديدا للشعب المصري سوي الأزمات والكوارث. في النهاية نتقدم بخالص العزاء لأسر ضحايا حادث الكنيسة وندعو الله أن يقتص من كل مجرم وإرهابي وأن يجعل الله تدبيرهم في تدميرهم وكيدهم في نحرهم وأن يكشف لنا وجوههم القبيحة.