ما هو تصنيف الفقير في القانون؟ هل هو المعدوم أم محدود الدخل؟ في معظم الأحيان تجد المريض ميسور الحال تحول إلي فقير بسبب المرض وأعباء العلاج لكن في منظور الناس أنه مبسوط ويمتلك الآلاف ولا يستحق أن ينضم إلي غير القادرين وهذا خطأ فادح. أولاً يتوقف عن العمل وبالتالي دخله يقل بل وينعدم. لأنه يعتمد عليه في الحفاظ علي تصنيفه من الناس كقادر. ثم في نفس الوقت تنفتح حنفية المصاريف الضارية المتوحشة تلتهم دخله ورصيده وتحويشة عمره مهما كانت. فيتحول هذا الشخص إلي فقير بفعل المرض والأمثلة عديدة. أيها السادة الفقر شيء وفقر المرض شيء آخر.. لهذا يكون القانون قاصراً حتي لو كان مكتمل الجوانب "وأنا واثق من ذلك" خذوا بالكم عند الحديث والتصنيف وحساب التكلفة. كفاكم الله شر المرض والحاجة والفقر فهما كارثتان ندعو الله للجميع بالنجاة والصحة. المشكلة أنه لأي فئة أو شريحة العلاج أصبح حالياً علاجاً بالواسطة وليس حقاً طبيعياً للمواطن. لأن الواسطة رغم اعتراضنا عليها يمكن أن تطبق في مجال الوظيفة أو التعليم أو العقارات أو الأراضي أو السفر أو حتي الحج والعمرة ولكن لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال في الطب والعلاج طالما أن هناك واسطة في العلاج فهذه كارثة. المشكلة أن الظاهرة ليس سببها القانون أو الحكومة ولكن سببها غياب الضمير الطبي واستغلال البعض لظروف المرضي واحتياجهم للكشف عند طبيب بعينه قد يكون ذات شهرة واسعة. وأرجو أن نتعامل مع المريض بعين العطف ونفرق بين فقر المرض وفقر الحياة. ولا نحرج المريض في مرضه وندعو الله للجميع بالصحة والصبر علي البلاء. أما المشكلة الأخري التي لا تقل أهمية عن فقر المرض فهي مشكلة بطاقات التموين ومن الذي يستحقها وكيف يتم تنقيتها؟ وعلي أي أساس يتم استبعاد من يحصل علي مرتب فوق 1500 جنيه. صدقوني أن معظم محدود الدخل بل معدوم الدخل لا يكفيه الانفاق علي أسرته شهرياً أقل من ألفين جنيه وهل كل من يحصل علي مرتب ألف ونصف في الشهر فهو من الاغنياء لا وألف لا فهناك طبقات أخري أشد فقراً ولم تحصل علي حقوقها فمن هو الفقير؟ ومن هو المعدوم؟ ومن هو محدود الدخل؟