يقول إبراهيم البرنس منسق ائتلاف القبائل العربية في أسوان إن التحطيب لعبة متوارثة عن الأجداد وهي إحدي أنواع "الفروسية" لذلك يطلق علي من يمارس لعبة التحطيب لقب "فارس". وأحيانا يتم أداء لعبة التحطيب من فوق ظهر الحصان. وأضاف ان لعبة التحطيب يتباري فيها اثنان من الأشخاص ويظهر كل منهما مهارته في اللعب بالعصي إلي أن يسدد أحدهما ضربة خفيفة غير موجعة إلي جسد المنافس ويطلق علي هذه الضربة في اللغة الدارجة عبارة "يعلم عليه" ليفوز بالمباراة. وأوضح "البرنس" إن لعبة التحطيب يتم ممارستها في الأفراح والاحتفالات بالموالد في مختلف صعيد مصر ومن أشهرها ليلة سيدنا الحسين وليلة سيدي جلال في أسيوط والعارف بالله في سوهاج وسيدي عبد الرحيم القنائي في قنا وسيدي أبو الحجاج في الأقصر ومولد الحاج حسن في أسوان. وعلي هامش ليالي مرماح الخيل الشهيرة بأسوانوقناوالأقصر ويكون لعب التحطيب علي أنغام المزمار البلدي. أشار منسق ائتلاف القبائل العربية في أسوان. إلي أن كل محافظة يوجد بها مجموعة من اللاعبين المشهورين في التحطيب ويتم دعوتهم في كافة الليالي والاحتفالات. لافتاً إلي أن من أشهر لاعبي التحطيب في محافظة أسوان الحاج عبدالرحيم الرقباوي. الحاج أنصاري من الكلح. والحاج فتحي فرح من المنصورية بمركز دراو. وتصل مدة مباراة التحطيب إلي 15 دقيقة بين الفرسان المتقنين لهذه اللعبة. شعبان حسين رئيس فرقة أسوان للفنون الشعبية التابعة لفرع ثقافة أسوان قال إن فقرة التحطيب والغازية هي إحدي الفقرات الرئيسية التي تقدمها الفرقة في مختلف العروض الفنية لأنها لعبة معبرة عن ثقافة الكثيرين من أبناء القبائل بمحافظة أسوان. أضاف أن رقصة التحطيب تلاقي إعجاب الجماهير التي تشاهدها خاصة في المهرجانات العالمية التي تشارك فيها الفرقة في أوروبا وغيرها ويشارك في هذه الرقصة حوالي 8 أفراد يرتدون الجلباب الصعيدي ومعهم غازية "راقصة" تؤدي رقصات شعبية علي أنغام المزمار البلدي وتستمر هذه الفقرة لمدة 15 دقيقة كاملة. وأوضح أن فرقة أسوان للفنون الشعبية شاركت في مهرجان التحطيب بالأقصر وجذبت الأنظار إليها بقوة لعروضها المتميزة. د.أيمن حسن مدرس التربية الموسيقية بكلية التربية الفنية في جامعة أسوان قال إن فن التحطيب هو فن قديم يعود لأيام الفراعنة وكان يستخدم فيه البوص للتدريب علي القتال حتي لا يصاب المتدربون بأي أذي خلال هذا التدريب ويوجد العديد من الرسومات علي جدران المعابد التي تجسد فن التحطيب من أشهرها معبد الكرنك بالأقصر. ومع مرور الوقت تطور هذا النوع من الفن ليصبح من الفنون الشهيرة بصعيد مصر والتي ترمز إلي الشجاعة والإقدام والمروءة والقوة. أضاف أن فن التحطيب له أسلوب معين في الأداء ويجب أن يؤدي علي أنغام موسيقي المزمار البلدي وفي كثير من الأحيان يؤدي الراقصون هذه اللعبة ومعهم الحصان العربي الذي يرقص أيضا علي أنغام الموسيقي. كما يلتزم الراقصون بارتداء العمة البلدي أثناء التحطيب ويمسكون العصي بطريقة معينة تعبر عن مهارتهم وقوة سواعدهم. وأوضح د. أيمن حسن. أن التحطيب له أداء حركي مميز يبدأ فيه المحطب باللف حول المنافس 4 مرات متتالية والمنافس ينظر له بترقب شديد حتي يضع كلا الشخصين العصي بجوار بعضهما البعض لتبدأ بعدها المباراة علي أنغام المزمار البلدي.