الأطماع الإيرانية في منطقة الخليج العربي وتدخلات طهران في الشأن الداخلي للعديد من الدول مثلما يحدث الآن في سوريا والعراق واليمن بات هو الخطر الأكبر الذي يهدد دول الخليج العربي خاصة مع إعلان طهران بالأمس سيطرتها الكاملة علي مضيق هرمز الذي يعد أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن وهو يقع في منطقة الخليج العربي ويفصل ما بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهادي من جهة أخري كما أنه يعد المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين والإمارات وقطر وتطل عليه من الشمال إيران ومن الجنوب سلطنة عمان. السلطات الإيرانية أعلنت أول من أمس سيطرتها الكاملة علي مضيق هرمز الذي تستخدمه دول الخليج لتصدير 90% من نفطها كما تمر وارداتها عبر هذا المضيق ما يعني أن هذا المضيق يعد الشريان الحيوي الذي يمد دول العالم بالطاقة ومصدر ثراء وازدهار لدول الخليج العربية وإعلان طهران سيطرتها الكاملة عليه يعتبر بمثابة خطوة استفزازية إيرانية جديدة ليس فقط لدول المنطقة بل للعالم أجمع. وخطوات إيران الاستفزازية لم تتوقف عند هذا الحد بل وصل الأمر إلي تهديدها للمقدسات الإسلامية من خلال ما يقوم به النظام الإيراني من دعم الانقلابيين الحوثيين في اليمن بالأسلحة والصواريخ التي تستهدف المملكة العربية السعودية وكان آخرها إطلاق صاروخ باليستي باتجاه مكةالمكرمة وهو ما يعني تصعيداً خطيراً للمواجهة غير المباشرة بين طهران والرياض علي أرض اليمن. إن ربط كل هذه الأحداث بخطورة الأعمال التي تقوم بها إيران من تطوير قدراتها العسكرية والصاروخية للميليشيات الإرهابية وتمكينها من استخدام قدرات تدميرية عالية يعد تهديداً للسلم والأمن الإقليمي والدولي خاصة إذا وضعنا في الاعتبار رفض الانقلابيين الحوثيين الوصول إلي حل مع الحكومة الشرعية في اليمن وإصرارهم علي تصدير مشكلاتهم عن طريق الاعتداء علي الأراضي السعودية ومقدساتها. إن الحرب الخفية التي تمارسها إيران مع المملكة العربية السعودية وتدخلاتها في الشأن الخليجي العربي تستوجب من العرب توحيد الصفوف ونبذ الخلافات العربية- العربية للوقوف في مواجهة المخططات الإيرانية التي تستهدف زعزعة استقرار دول المنطقة والنيل من المقدسات الإسلامية.. فهل آن الأوان للم الشمل العربي والتصدي للتجاوزات والاستفزازات الإيرانية؟!