في متابعة سريعة لكل ما تتناوله قناة الجزيرة التي تمولها قطر من أكاذيب وأباطيل عن مصر ودورها الرائد في المنطقة لم أتعجب من عرض هذه القناة لفيلم عن العساكر والمجندين في جيش العزة والكرامة.. فقد تعمدت الاساءة لهؤلاء الرجال الذين يؤدون دوراً وطنياً مهما تحملوا من متاعب ومشاق انهم يعتبرون هذا الأداء الوطني شرفاً لن يدانيه أي شرف ويضع كل واحد من هؤلاء المجندين "بيادته" فوق تلك البذاءات والتجاوزات لهذه القناة. يدركون بحسهم الوطني ان مهمة الجزيرة وقطر التي تمولها تنحصر في تسويق السخرية والاساءة لهذا الجيش الوطني والنيل من الصرح الوطني لكن هيهات وسيظل جيش مصر في تصنيفه العاشر أو الثاني عشر علي مستوي العالم. ليس غريباً علي الجزيرة وقطر وأذنابها الذين يساهمون في ترويج تلك المزاعم ويحاولون في مشاهد من هذا الدور القذر والمستفز.. وقد مضت سنوات ولا هم للجزيرة سوي بذل أقصي الجهد لتشويه صورة مصر ونشر الصور زوراً وبهتاناً التي تروج لأكاذيبهم وقد فضحتهم الحقائق ولعل أغربها ما قدمه هذا الفيلم المشبوه عن حياة المجندين والزعم بأنهم يتعرضون للإذلال ولا حقوق لهم.. "كبرت كلمة تخرج من أفواههم بأن يقولون إلا كذباً". فأي مجند يفتخر بحياته ودوره داخل معسكرات هذا الجيش الوطني. ويبادر بتقديم نفسه لأداء الخدمة العسكرية. وشعب مصر يفخر بهؤلاء الجنود والعلاقة بينهما أبدية وأزلية وما يجري علي أرض الكنانة يدحض أي بذاءة أو تجاوز ويردد بكل قوة ووطنية قائلاً لهؤلاء السفهاء: "موتوا بغيظكم لن تنالوا من خير أجناد الأرض" ان شهادة رسول الله محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم سوف تظل نسعد ونفخر بها علي مدي التاريخ بهذه الشهادة النبوية وتلك الوصية أطلقها رسول الله صلي الله عليه وسلم منذ أكثر من أربعة عشر قرناً!! الغريب ان قطر تدفع الملايين من أجل هذا الفيلم وغيره من الأكاذيب. لتؤكد ان فاقد الشيء لا يعطيه فقد عجزت هذه الدويلة عن أداء هذا الدور علي أرض الواقع في بلدهم. ويبدو ان رجال الصاعقة المصرية بمثابة حلقة في زور هؤلاء الأوغاد ولذلك كان الحقد والغيظ يغلي في صدورهم فانطلقت أكاذيبهم لتشويه هذا الدور الوطني لهؤلاء المجندين. لقد قدمت مصر هؤلاء الرجال الذين كانوا مثار الاعجاب والتقدير من كل أنحاء العالم. فماذا قدمت قطر من جيش أو رجال صاعقة كهؤلاء الأبطال. مع شديد الأسف جيش قطر من جنسيات مختلفة ابنوا جيشكم بدلاً من المليارات والملايين التي تدفعونها لترويج فيلم تافه وتشويه أم الدنيا بافتراءات ما أنزل الله بها من سلطان وسوف تظل اللعنات والعار يطاردكم وسوف تذهب الأباطيل وصور الضلال والبهتان أدراج الرياح!! هذا العبث القطري أثار مشاعر المواطنين الغيورين والمفكرين والإعلاميين.. ودار تساؤل إلي متي تستمر هذه الدويلة في هذا التجاوز دون أي تفكير لوقف هذه الأساليب التي تجاوزت كل الخطوط التي تحكم العلاقات بين الدول العربية. ثم ما هو الإجراء الذي يتم اتخاذه لوضع حد لهذه الافتراءات وهل نظل مكتوفي الأيدي عن إجراء يضع الأمور في نصابها ومنع تكرار العبث واستخدام الجزيرة في نشر وترويج تلك الافتراءات بالإضافة إلي ضرورة تحرك فاعل من جانب الدولة لأن الأمر أصبح الصمت حياله لا يفيد وان هؤلاء الأفاكين قد استمرأوا هذا الإفك؟! البعض نادي بقطع العلاقات مع هذه الدويلة وطرد سفيرها وآخرون طالبوا بإجراءات أشد وطأة وإذا كان لدي هؤلاء العابثين أبواق تنشر الضلال والافتراءات فلدينا الكثير من الوقائع والحقائق التي تكشف جوانب متعددة سواء من الصراع داخل الأسرة التي تحكم الدويلة والمؤامرات التي تدبر للاستيلاء علي السلطة.. الأدلة والأسانيد التي توضح الانقلابات التي لم يسلم الأب الذي أطاح به ابنه واستولي علي الحكم. عفة اللسان تحكمنا والحرص علي الروابط مع هذا الشعب الشقيق تجعلنا أكثر صبراً علي هذه التجاوزات ولعل الحكمة المصرية ورؤيتها الثاقبة تجعل هؤلاء العابثين يتراجعون عن هذه الأساليب التي تدمر العلاقات. ولعل هذا التريث يدفع الأشقاء بدول الخليج لحسم هذا التجاوز والوقوف في وجه من يسيء إلي أواصر الود والمحبة بين الأشقاء. أين هؤلاء العقلاء وأولئك الحكماء في رأب هذا الصدع خاصة قد رأينا من هؤلاء العقلاء وقفة ضد تجاوز هذه الدويلة ضد دولة شقيقة وعندما لم ترعوي كانت هناك إجراءات حاسمة أوقفت هذا التجاوز. لدينا في مصر الكثير من الإجراءات لكن نتطلع إلي حكمة الأشقاء في الخليج العربي وليتأكد الجميع ان سعة الصدر والصبر لهما نهاية ولسنا عاجزين عن تدابير أكثر جرأة تثير الحقائق بعيداً عن الأكاذيب ولولا الحرص علي الأمة العربية من التشرذم بصورة أكبر مما هو قائم الآن لكان لنا شأن آخر.. وليت هؤلاء يدركون ان للصبر حدوداً!!