قالوا في الأمثال كتر الحزن يعلم البكاء وأهالي قري دكران والزرابي والأقادمة وبني سميع بمركز أبوتيج صاغوا المثل في العطاء والعمل خاصة أن الظروف الاقتصادية بالكثيرين من أهالي تلك القري.. علي باب الله.. حقيقة لا يستطيع أن يخفيها أي مسئول ولذا كان الحل بسيطاً "تروسيكل الركاب" لمن أراد أن يتعايش ويصرف علي أولاده أو أسرته من حلال خاصة أن تلك القري مساحاتها كبيرة تقع تحت سفح الجبل الغربي وقضاء المصالح لم تعد الدواب "الحمير" هي الوسيلة المثلي لها ولما كانت الحاجة أم الاختراع فقد حول الأهالي التروسيكل من وسيلة نقل بضائع إلي وسيلة ركاب حتي أصبحت الوسيلة الأساسية داخل القري أو بين بعضها البعض.. عشنا التجربة وكانت تلك الحصيلة.. ويقول الحاج رجب عبدالعال من قرية دكران بدأت تلك التجربة منذ عهد قريب 5 سنوات مثلاً خاصة بعد أن ارتفعت أجرة التوك توك قام أحد الأهالي بتركيب كنبتين علي جانبي التروسيكل وعمل صندوق وتم تغطيته من أعلي بأقمشة ثقيلة حتي يمنع حرارة الشمس خاصة في الصيف لأننا تحت الجبل والتركيب بالنفر حتي تكون الأجرة بسيطة علي الركاب وهو ما تجاوب معه الناس لأنه يساعدهم علي الانتقال بسرعة من مكان لآخر. يقول الحاج عبدالعال الدقيش من قرية الزربي التروسيكل أصبح وسيلة مواصلات داخل قري المربع الغربي من مركز أبوتيج وهو وسيلة مواصلات سهلة ورخيصة وفي متناول المواطن البسيط وتساعد في التنقل بسرعة ولا نستطيع أن نشكك في كل شيء لأنها فاتحة بيوت ناس وتساعدهم علي المعيشة.. ويشير أحمد علي من بني سميع إلي تميز التروسيكل بالسير علي الطرق الترابية والحواري والزراعات ويقوم بالتوصيل وأجرته أرخص لأنه "بالنفر" جنيه مثلاً ولو هذه التوصيلة بالتوك توك تصل إلي 5 جنيهات وهي بالفعل غالية خاصة أن الناس في تلك القري علي قد الحال.. ويقول عمر سيد من الأقادمة نعم سهل علينا التروسيكل كثيراً من المشاوير داخل البلد وخارجها حتي في أداء الواجب ودفن الموتي خاصة كبار السن وهو الأمر الذي هون علي الناس المشاوير والمثل البلدي الشاطر تغزل برجل حمار.. ويقول جمال صاحب تروسيكل الرزق يحب الخفية وها اعمل إيه لا وظيفة ولا أرض ولا صنعة ولا معايا ثمن توك توك والعمل علي التروسيكل لنقل البضائع بسيط جداً والمحاصيل الزراعية موسمية وأشتغل يوماً وأبطل عشرة طيب وبعدين وكوم العيال والمصاريف مين يدي ومين يسلف وأن استلفت من فين أسدد لأ الوضع صعب ويحتاج تفكير وجهد وجدية وتضحية من أجل لقمة العيش وحولت التروسيكل لوسيلة مواصلات والحمد لله دخلي يقارب علي 50 جنيهاً تكفيني ولا مدة "الإيد" أعوز بالله منها.. ويقول عايد جبر التروسيكل أحسن من التوك توك عند الركاب كبير ويشيل حوالي 6 ركاب أو أكتر وكل واحد لو دفع جنيه حسب المشوار يكون هو الكسبان لأنه قضي مصلحته بسعر بسيط وأنا لما يكون خمس ركاب ابقي حققت منايا من المشوار والحمد لله لأننا نعمل داخل القري ونمشي بهدوء وأدب ونوصل الركاب للمكان المتفق عليه بيسر وهدوء دون أي مشاكل عكس التوك توك كل مشوار بمعركة بين الراكب والسواق علي الأجرة والتوصيلة.