حيلة شيطانية ذكية وطعم يبتلعه معظمنا بمنتهي السهولة واللا وعي وهي إحالة أنظارنا عن أنفسنا وتوجيهها نحو الاخرين فنركز علي ما لديهم وحرمنا منه أو نضع عيوبهم تحت الميكروسكوب.. ونجلدهم عليها لننشغل عن عيوبنا نحيل كل أسباب فشلنا ومعاناتنا إلي غيرنا ويغيب عنا ان الدعاء الذي نجا سيدنا "يونس" من بطن الحوت وهو دعاء فك أي كرب.. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.. وفلسفة هذا الدعاء لإنابه إلي الله أولا ثم الاعتراف أنني أنا السبب في كل ما يحدث لي وهذا منتهي العدل الإلهي وإلا ما حاسبنا علي أفعالنا وهذا أيضا منتهي الفضل من الله بأن نكون نحن المسئولون عن مصائرنا لا يتحكم فيها غيرنا وعندما نعي هذه الحقيقة تفتح لنا أبوابا كانت مغلقة لأننا كنا نسير في الطريق الخطأ عندما كنا نلقي بكل اللوم وأسباب معاناتنا علي غيرنا. هذا سر تعثرنا الدائم علي المستوي الشخصي أو العام عندما تلقي بكل المسئولية علي الحكومة والفساد والظروف.. ولو بدأ كل منا بنفسه فصحح مساره لزاد عدد المصلحين وتراجع المفسدون رغما عنهم لأننا سنغلق الأبواب التي كنا نيسرها لهم دون وعي فلو لم يجد المرتشي من يعطيه ولو قاطعنا كل تاجر جشع وتحرينا الحلال وعملنا بمبدأ أساسي ان الله لا يغفر للظالم حتي يرد المظالم لأهلها ولو علمنا اننا لا يجب أن نحاسب غيرنا علي حقوقنا قبل أن نؤدي واجبنا هل سيكون هذا حالنا؟! باختصار هناك قاعدة عامة غير قابلة للفصال "الكل في موقع المسئولية وكلنا راع وكل راع مسئول عن رعيته وأن كل منا سيحاسب عن نفسه وليس عن غيره". هذا ما فهمته الدول المتقدمة وعملت به بدقة وبروح الجماعة فأصبحنا ننظر إليهم بانبهار نتعجب لما وصلوا إليه من تفوق وكأنها معجزات لا نقدر عليها. فلينظر كل منا في ورقة امتحانه يؤدي أفضل ما لديه وإذا وجد لديه فائضا من الوقت يبدأ في النظر في أوراق الاخرين ليس ليحكم عليهم أو يحاسبهم "إن الحكم إلا لله". ولكن لينصحهم أو يقمهم إذا كانت لديه الكفاءة لذلك.