لم يأت اسم تركيا ولا رئيس جمهوريتها رجب طيب أردوغان في تصريح بأي نقد أو تجريح علي لسان الرئيس عبدالفتاح السيسي أبداً.. رغم أن تركيا ورئيسها تتخذ موقف العداء من مصر ومن الرئيس السيسي. ذلك أن رئيس مصر يعرف قدر مكانته في المجتمع الدولي.. ويتعالي عن الصغائر التي ما لبث أردوغان يخوض فيها ويحشر أنفه في الأمور الداخلية لمصر.. فأردوغان لا يمل ولا يبدو أنه سيمل من مهاجمة مصر حتي أصبحت أرض الكنانة تمثل له عقدة نقص في حياته!! لماذا لا يتفرغ رئيس تركيا لشئون بلاده الداخلية؟! ولماذا يرفض وصفه بالديكتاتور بالنظر إلي الإجراءات التي اتخذها بعد محاولة الانقلاب التي تعرضت لها تركيا أخيراً؟! لقد عزل أردوغان نصف شعبه تقريباً بعد الإجراءات التي اتخذها ضد من سماهم المتآمرين أو من يعاونونهم.. لقد فصل الكثيرين من ضباط الجيش والشرطة ومن القضاة والإعلاميين ومن كافة فئات الشعب من عملهم.. وحول تركيا إلي فصيلين متناقضين.. فصيل معه وفصيل ضده حتي أصبح الأتراك يتمنون اليوم الذي يتخلصون فيه من رئيسهم. امتدت أياديه إلي الأكراد وكسب عداوتهم حتي صاروا من ألد أعدائه وتدور بينه وبينهم عمليات شبه حربية فيهاجمهم في المناطق التي يقيمون فيها ويرد الأكراد عليه بعمليات تفجير يروح ضحيتها عدد من أفراد الجيش والشرطة والمواطنين. ولم يراجع أردوغان نفسه في احتلال جزء من قواته بعض الأراضي العراقية ولم يغل يده عن التدخل في شئون سوريا الداخلية.. وأخذ يفتخر بأن قواته علي وشك احتلال بعض أراضيها!! كل هذه الأمور تجري والرئيس عبدالفتاح السيسي يحترم نفسه والبلد الذي يرأسه ولم نسمع أبداً أنه تناول تركيا ولا رئيسها بكلمة سوء تعظيماً لقدر مصر ومكانتها في المجتمع الدولي.. واحتراماً لعدم التدخل في الشئون الداخلية لأي بلد أيا كان. علي العكس من ذلك فإن الرئيس التركي لا يترك مناسبة إلا وينتقد الأوضاع من وجهة نظره في مصر ولا يستطيع أن يمسك لسانه عن التدخل في شئونها الداخلية. في زيارته الحالية لباكستان واصل أردوغان سقطاته السياسية وتدخلاته في شئون المنطقة زاعماً ان الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان الإرهابية الخاضعين للمحاكمة في قضايا إرهاب وجرائم جنائية يعاقب عليها القانون قائلاً إنهم "لا يتلقون محاكمة عادلة"!! ثم طالب بالإفراج عن مرسي وقيادات الجماعة الإرهابية وليس إعادة محاكمتهم وقال: لا يهمني ما يحدث بعد الإفراج عنهم.. لكن ما يهمني هو الإفراج عنهم بشكل عاجل!! ثم أضاف: أرجو ألا يتم تصنيف كلامي علي انه تدخل في شئون مصر الداخلية!! بالله عليك يا أردوغان بماذا نصنف كلامك إذا لم يكن تدخلاً في شئون مصر الداخلية؟! هل نسميه نوعاً من الهزار والعبث؟! أم نسميه هذياناً وكابوساً يأتيك في المنام؟! يا رجل احترم نفسك وبلدك.. فقد أصبحت مشهوراً في المجتمع الدولي بأنك ديكتاتور ومستبد في رأيك ولا تراعي مشاعر شعبك ولا تحظي باحترام الآخرين. أنت لا تريد الاعتراف بأن مصر فيها قضاء عادل ومستقل.. وان هؤلاء يحاكمون وفقاً لإجراءات قانونية تتعدد فيها درجات المحاكمة.. لذلك تظن ان مصر يجري فيها ما يجري في بلدك من التعسف وفصل آلاف الناس من وظائفهم. لقد وصف صحفي فرنسي أردوغان بالديكتاتورية.. فما كان إلا أن أقدمت مستشارة الرئيس التركي قائلة للصحفي: أمك هي الديكتاتور!! فسارع الصحفي الفرنسي بنشر رد مستشارة أردوغان عبر حسابه الرسمي علي تويتر.. ليعلم الجميع كيف ان الرئيس التركي يختار مستشاريه من الخارجين عن الأعراف الدبلوماسية والديمقراطية الزائفة!!