استقبال الرئيس السيسي لفتاة عربة البضائع السكندرية "مني بدر" في قصر الاتحادية وتوديعها علي أبواب خارج القصر وفتح باب السيارة لها.. لم يكن شو إعلامي كما زعم بعض "الهرَّايين" أو ميكيافيللية كوسيلة لرفع شعبيته كما ادعي بعض الكارهين للبلد ولأنفسهم.. بل رسالة توبيخ رئاسية مؤدبة لكل مسئول عامة وللحكومة بجناحيها "وزراء ومحافظين" خاصة. الرئيس في هذه الرسالة المهمة جداً يقول للكافة.. إذا كان رئيس الدولة رغم مسئولياته قد فرغ نفسه "10 دقائق" لمقابلة هذه الفتاة "الشقيانة" للشد علي يديها وطمأنتها علي يومها وغدها وحل مشاكلها.. ألا ينبغي علي كل مسئول "وزير أو محافظ رئيس مؤسسة أو شركة" أن يسير علي هذا النهج كل فيما يخصه لتوفير لقمة العيش الكريمة والحلال للغلابة تحت ولايته ونزع اليأس من قلوبهم وزرع الأمل في نفوسهم؟؟.. وإذا كان رئيس الدولة قد كسر البروتوكول الرئاسي وودع الفتاة علي أبواب القصر ومن تواضعه وأدبه ورجولته أيضاً فتح لها باب السيارة.. ألا ينبغي علي كل مسئول أن يتواضع وينزل من عليائه ويحترم المواطن مهما كان بسيطاً ويحنو عليه؟؟.. أليس هذا ما نصَّ عليه القرآن والحديث حين قال "من تواضع لله رفعه"؟؟.. وأليس هذا ما نص عليه أيضاً الحديث الصحيح للرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"..؟؟ الاستقبال والمعاملة الإنسانية الراقية من الرئيس للفتاة السكندرية يقولان لكل مسئول "الحدق يفهم".. وأنا ومعي رجل الشارع نقول لكل مسئول "خلوا عندكم شوية دم وقلدوا رئيس الدولة وراعوا الغلابة واهتموا بهم لأن الله سبحانه وتعالي سيحاسبكم عليهم حساباً عسيراً. هذه هي الرسالة.. وذلك هو المغزي الحقيقي من وراء استقبال الرئيس لهذه الفتاة الشقيانة كنموذج لكل من هم مثلها. ولأن "المساء" جريدة الغلابة والشقيانين والمعبرة بصدق عن المواطن العادي واهتماماته فقد التقطت طرف الخيط من الرئيس ونشرت في عددها أمس وعلي صفحة كاملة 7 نماذج للمكافحين الذين ينتظرون لمسة حنان واهتمام من أولياء أمورهم في الحكم "المحافظين" الذين وجه إليهم الرئيس رسالاته في الأساس. أحيي الزميل أحمد عمر نائب رئيس التحرير ورئيس قسم المحافظات وابننا المجتهد أحمد عبدالرحيم اللذين أشرفا علي هذه الصفحة الجميلة.. وجهد رائع للزملاء عبدالعاطي محمد وأيمن عبدالعزيز وطارق حسن والسيد عنتر وعصمت توفيق.. وإشادة مستحقة لسكرتارية التحرير علي هذا الإخراج الرائع.. الصفحة تابلوه جميل فكرة وأسلوباً ومعني وهدفاً وإخراجاً. إنها نماذج الكفاح الحقيقي تنتظر من يحنو عليها ويغير واقعها المرير.. وهي مجرد أمثلة.. فهناك مئات الآلاف من سناء غويبة وفتحية حازم وسمية الحمادي وأنعام الشبراوي وجمالات عطيه ورمضان عبدالوارث ومحمد حامد في كل محافظات مصر بالضبط كما أن هناك آلافاً مثل مني بدر.. وعلي المحافظين "أولي الأمر الأساسيين".. أن يبحثوا عنهم وسوف يجدونهم في الطرقات وعلي الأرصفة وفي المنحنيات وتحت وفوق الكباري وفي الحواري والأزقة بالأحياء الشعبية.. إنه عملهم.. فليتركوا الوجاهة و"الإيافة" والبرج العاجي الذي يعيشون فيه ولينزلوا إلي الغلابة حيث يكونون قبل أن يلاقوا وجه رب الغلابة ويحاسبهم عليهم. ** "ميسي" في مصر.. يصل القاهرة الشهر القادم نجم برشلونة "ميسي" للمشاركة في الترويج لمبادرة علاج فيروس "سي".. وهذا حدث عالمي جاء في وقته.. والسؤال: ماذا أعددنا لاستثمار هذه الزيارة في الترويج أيضاً للسياحة وأمن وأمان البلاد..؟؟ كل الميديا العالمية حتماً ستسلط الأضواء علي "ميسي" أحسن لاعب في العالم.. وإذا لم نستثمر وجوده يبقي إحنا بنهرج بجد.. ونحن في الانتظار.