خرج للحياة وهو يعاني. توفيت أمه وهو صغير وتزوج والده بأخري وتركه في العراء يواجه مصيره بنفسه فاحترف مهنة "ماسح الأحذية" ولم يستسلم محمد السيد حامد محمد "43 سنة" البورسعيدي لحياة أولاد الشوارع ولم ينجرف لأصدقاء الشيطان من أقرانه ولجأ إلي صندوق خشبي ليرتزق منه منذ "21 عاما" أصبح هو كل حياته. صديقه وأهله وفضل أن يأكل من عرق جبينه بدلاً من أن يعيش عالة علي الناس. يقول محمد: للأسف الحياة "مرمتطني" فقد رماني والدي بعد أن توفيت أمي وأنا صغير وتوفي أخي الأصغر ووجدت في معترك الحياة تقذفني أمواجها وأبيت في عشة صفيح في منطقة الحرفيين بزرزارة بحي الضواحي فهي المأوي الذي يحميني من الشتاء القارص. أضاف: لقد سمعت عن العاملة المكافحة مني بدر "فتاة البضائع" التي قابلها الرئيس السيسي وهي سيدة شريفة وسمعت عن تكريم الرئيس لها فنحن جميعا أبناء هذا الوطن نفخر به رئيسا لنا لأنه بحق يشعر بمعاناة الفقراء وينحاز دائما لهم وأتمني أن يتحقق حلمي في وظيفة شريفة بعد أن ضاقت بي مهنة ماسح الأحذية. فالبضاعة غالية جدا وقد وصل سعر الورنيش إلي سبعة جنيهات والزبون للأسف لا يقدر ذلك ويرمي لي جنيه واحد لا يكفي في نهاية اليوم بعد أن أجمع عشرة أو 15 جنيها لا تكفي حتي للطعام.. وتابع: أحلم بوظيفة وأربعة جدران بدل التسول في الشوارع بلا مأوي وأنا لا أطلب شيئًا أكثر من أن أعيش مستور زي بقية الخلق. إلي هنا انتهي كلام محمد بدمعة يمسحها "بكم قميصه" ولكن لم تنته مأساته ولم يحقق حلمه في الحصول علي وظيفة وشقة حتي يتزوج ويكون أسرة ويعيش.