ما أحلي الانتصار.. وما أروع الفوز وما أجمل الأهداف لأن كرة القدم علمتنا أنها لا تعترف بالأداء أو الفرص الضائعة.. بل الاعتراف الوحيد في الساحرة المستديرة هو هز الشباك.. وهذا ما فعله نجوم مصر الأوفياء لاعبو المنتخب الوطني الأول لكرة القدم الذين أسعدوا الملايين من أبناء هذا الشعب العظيم وادخلوا البهجة والسرور في نفوس كل من يعيش علي هذه الأرض الطيبة.. ودائماً ما تكون كرة القدم هي مصدر السعادة للشعب ولذلك كانت الفرحة عارمة من الجماهير في كل بقاع مصر من شباب ونساء وأطفال وشيوخ الكل التف حول هدف واحد هو مؤازرة المنتخب الوطني وهو يخوض مباراته الصعبة جداً أمام غانا في تصفيات أفريقيا المؤهلة لنهائيات مونديال روسيا العالمي 2018 والتي انتهت بفوز منتخبنا بهدفين نظيفين اعتلي بهما المنتخب قمة المجموعة الخامسة برصيد 6 نقاط في حين توقف رصيد غانا عند النقطة الواحدة.. وأوغندا 4 نقاط والكونغو بلا رصيد. وفريقنا نجح في عبور هذه المباراة لأنه استغل الموقف بكفاءة ومهارة اللاعبين.. ومثل هذه المباريات المصيرية لا تعترف إلا بمن ينجح في هز الشباك لقد كان نجوم المنتخب عند حسن الظن بهم من الجميع حققوا الهدف المطلوب منهم وهذا هو المهم. أما عن المباراة فقد تلاعبت بأعصاب الجماهير علي مدي شوطيها استحواذ لمنتخب غانا وبسالة وجدية ورجولة من فريقنا وظلت علي هذه الوتيرة الواحدة.. ولكن فريقنا لدغ غانا في الوقت القاتل من الشوط الأول.. ونفس الوقت في الشوط الثاني.. ولذلك خرجت الجماهير من استاد الجيش في برج العرب حاملة الأعلام المصرية وتهتف باسم اللاعبين.. والجهاز الفني بقيادة كوبر وأسامة نبيه ومحمود فايز وأحمد ناجي.. جهاز الإنجازات وبإذن الله تكتمل الفرحة في شهري أغسطس وسبتمبر من العام القادم ويحصل المنتخب علي ورقة التأهل رسمياً مبكراً وهو الحلم الذي يتمناه كل مصري أصيل. الهدفان في الدقيقة 43 من الشوط الأول من هجمة مرتدة لفريقنا قادها المتألق محمود تريزيجيه الذي تعرض لعرقلة داخل منطقة الجزاء تصدي لها محمد صلاح وركلها بلك ثقة وهدوء داخل مرمي غانا محرزاً الهدف الأول لفريقنا وسط فرحة كبري من الجماهير. في الدقيقة 85 من الشوط الثاني تلقي رمضان صبحي المتألق كرة في الناحية اليسري مكانه المفضل تقدم بها.. ولعبها عرضية إلي محمد صلاح الذي مررها لعبدالله السعيد فحولها بصورة رائعة أرضية زاحفة داخل مرمي غانا محرزاً الهدف الثاني الرائع جداً لفريقنا. فريقنا حقق الهدف نجح فريقنا بدرجة امتياز في تحقيق هدفه وهو تحقيق الفوز لأن الكرة أجوان وليست أداء.. وإذا كان فريقنا لم يستحوذ علي الكرة أغلب فترات المباراة.. إلا أنه لعب بروح معنوية عالية جداً من البداية للنهاية. حافظ الفريق علي شباكه نظيفة.. ونجح في التهديف وأسعد الجماهير وهو المطلوب. الحضري والدفاع كان خط دفاع المنتخب هو أفضل خطوط الفريق ويكفي أن أفراده حطموا هجمات الفريق الغاني.. احتفظ الحضري بتألقه صد أكثر من كرة خطيرة واستطاع بخبرته إضاعة الوقت في التوقيت المناسب واعطي الثقة لخط الظهر. تكون خط الظهر من أحمد فتحي وعلي جبر وأحمد حجازي ومحمد عبدالشافي.. أدوا الواجب الدفاعي علي الوجه الأكمل.. نجح الثنائي أحمد حجازي وعلي جبر في غلق منطقة المرمي أمام مهاجمي غانا.. ونجحا في إفساد الهجمات خاصة الكرات العالية داخل المنطقة ولذلك يستحق الاثنان الثناء والتقدير. نفس الشيء فعله أحمد فتحي صاحب الخبرة الذي تحمل الهجمات المستمرة للفريق الغاني من ناحيته طوال الشوط الأول وكان عند حسن الظن.. وبذل عبدالشافي ما هو مطلوب منه طوال المباراة. خط الوسط مالت ألعاب أفراد خط الوسط للناحية الدفاعية نظراً للكثافة العددية لفريق غانا.. لعب في هذا الخط طارق حامد ومحمد النني وعبدالله السعيد ومحمود تريزيجيه. كان تريزيجيه هو رمانة الميزان في هذا الخط تحركات إيجابية في الناحية اليسري طوال الشوط الأول ومعاونة مستمرة مع المدافعين وعندما تم تحويله للناحية اليمني بقرار تعديل من كوبر واصل تريزيجيه التألق وهو علامة بارزة من علامات فوز فريقنا.. وعبدالله السعيد مرر أحلي كرة لمحمد صلاح وسجل هدفاً رائعاً حتي خرج قبل النهاية بدقيقة ولعب مؤمن زكريا مكانه وطارق حامد مدافع صلد في خط الوسط والنني بذل مجهوداً كبيراً.. ولعب عمرو وردة بدلاً من تريزيجيه في الوقت الضائع. رمضان العملاق في الهجوم كان باسم مرسي ومحمد صلاح وباسم فرض عليه الدفاع الغاني رقابة ولم يتمكن من اللعب علي راحته فضلاً عن عدم وصول كرات سهلة له في المنطقة الخطرة وخرج ولعب مكانه رمضان صبحي الذي كان عملاقاً طوال الشوط الثاني تحركات إيجابية في الناحية اليسري خطورة مستمرة مساعدة للمدافعين مكنته لياقته البدنية العالية من أداء مباراة رائعة وهو من نجوم المباراة.. ومحمد صلاح وهو مصدر الخطورة الدائمة والذي عمل له الدفاع الغاني ألف حساب وهو صاحب هدف الافتتاحية. هكذا استطاع المنتخب الوطني أن يكون مصدر السعادة للجماهير بالفوز الرائع وتصدر قمة المجموعة عن جدارة واستحقاق. غانا نال الاحترام نال فريق غانا احترام الجميع.. بعد أن قدم مباراة استعراضية رائعة في كيفية الاستحواذ علي الكرة.. ومهارات لاعبيه العالية حيث كانت نسبة الاستحواذ عالية جداً.. ومع ذلك لم يستطع الفريق هز شباك المنتخب المصري.. لأن استعراض المهارات والسيطرة علي مجريات أمور المباراة أمور لا تحقق الانتصارات وكما قلنا الفوز يجيء من التهديف فقط والنتائج تحتسب دائماً بمن يسجل في مرمي الآخر. خطوط مترابطة كانت خطوط الفريق مترابطة دفاعاً ووسطاً وهجوماً.. تناقل أفراده الكرة بسهولة ويسر.. استغلوا الأجناب بالكرات العرضية ولولا يقظة الدفاع المصري طوال المباراة لتمكن الفريق من التهديف. لا يسأل الحارس عبدالرزاق برايما عن الهدفين اللذين مني بهما مرماه.. وتألق هاريسون أفول ولكنه سيئ في ضربة الجزاء التي جاء منها هدف فريقنا الأول. كان التفاهم واضحاً بين خطي الوسط والهجوم ولكن دون خطورة حقيقية علي مرمي فريقنا.. وأبرز النجوم جوردان أيو وشقيقه أندريه أيو وإيمانويل بادو.. وبكل صراحة الكرة الاستعراضية والاستحواذ علي الكرة والسيطرة الميدانية دون أهداف تساوي صفراً ومع ذلك نال غانا الاحترام. تحكيم عادل أدار المباراة الطاقم الجابوني أرك أوتوجو ومعه أتولي زنجا ومونسيل موسوندا وكان التحكيم عادلاً.