* يسأل الشيخ رمضان الملواني بالإسكندرية: ما رأي الدين في البر والصلة مع غير المسلمين؟ وما رأي الشرع فيمن يقولون بإكراه المخالفين لنا. أو التدليس عليهم لاعتناق ديننا؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: رغم ان الله تعالي قد قضي بأن جعل الناس مختلفين في عقائدهم وثقافاتهم إلا أنه لا وجه لأحد بأن يقوم بإكراه مخالفيه في الدين أو التدليس عليهم لاعتناق ديانة من الديانات أو الالتزام بثقافة معينة من الثقافات. لأن الاختلاف سنة كونية. ولو شاء الله لدمج الأجناس جميعاً في جنس واحد. يقول الله تعالي: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين. إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم..." "هود: آية 118 119". ومن أجل ذلك أمر الله تعالي المسلمين بالدعوة إلي التآلف بين البشر فقال: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" "سورة الممتحنة: 8". وفي سبب نزول هذه الآية. روي عن عبدالله بن الزبير قال: قدمت قتيلة علي ابنتها أسماء بنت أبي بكر. وكان أبو بكر طلقها في الجاهلية. فقدمت عليّ بهدايا فأبت أسماء أن تقبل منها أو تدخلها منزلها حتي أرسلت إلي عائشة أن سلي عن هذا رسول الله فأخبرته. فأمرها أن تقبل هداياها وتدخلها منزلها. ولهذا يقرر الإسلام صراحة أن التآلف أمر مشروع نظراً لأن الإنسان لا يستطيع أن يعيش إلا في مجتمع. لأنه مدني بطبعه. ولهذا يقول الله تعالي: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" "سورة الحجرات: 13". كما أوجبت علينا الشريعة الإسلامية ألا نضع كل المخالفين لنا في سلة واحدة. وألا نسلك سياسة التعميم التي تغفل الفروق بين المواقف والمذاهب. ولهذا كان المنهج القرآني هو عدم التعميم في حديثه عن أهل الكتاب. وإنما ميز بين مذاهبهم وفلسفتهم فيقول: "وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب" "آل عمران: 199". ويقول: "ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك" "آل عمران: 75". فالقاعدة القرآنية إذاً في النظر إلي المخالفين لنا في العقيدة هي انهم "ليسوا سواء" "آل عمران: 113". ومن هنا فالبر والصلة مع غير المسلمين أمر جائز. يقول الله تعالي: " عسي الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة... "سورة الممتحنة: 7". ولا شك ان البر مع غير المسلمين له أبعاد عديدة. من أهمها التضامن بين الناس. ودفع الأخطار. واخماد نار الكراهية التي تؤدي إلي تدمير كل ما هو جميل. إضافة إلي جلب المنافع من أجل أمن الإنسانية واستقرارها وتقدمها. وهذا ما تحث عليه كافة الأديان والشرائع. ويدعو اليه أصحاب العقول السليمة. * يسأل عادل يوسف من الجيزة: ہ هل علي التائب غسل؟ ** يجيب: ليس علي التائب غسل لا علي الوجوب ولا الاستحباب إلا إذا كان كافراً مشركاً ثم أسلم فمن المشروع أن يغتسل واختلفوا هل هذا الغسل واجب أم مندوب.. ففي الحديث عن قيس بن عاصم: "انه أسلم فأمره النبي صلي الله عليه وآله وسلم أن يغتسل بماء وسدر". "رواه الخمسة إلا ابن ماجه وأخرجه أيضاً ابن حبان وابن خزيمة وصححه ابن السكن".. وعن أبي هريرة: "ان ثمامة أسلم فقال النبي صلي الله عليه وآله وسلم: اذهبوا به إلي حائط بني فلان فمروه أن يغتسل".. "رواه أحمد وأخرجه أيضاً عبدالرزاق والبيهقي وابن خزيمة وابن حبان وأصله في الصحيحين وليس فيهما الأمر بالاغتسال وإنما فيهما انه اغتسل". وهذه الأحاديث تدل علي مشروعية الغسل لمن أسلم. وقد ذهب إلي الوجوب مطلقاً أحمد بن حنبل.. وذهب الشافعي إلي أنه يستحب له أن يغتسل فإن لم يكن جنباً أجزأه الوضوء.